♧ من روائعِ (قِلَّة) أدبِ عمِّنا الطيب صالح £

 على أن ثمة من يرى الطيب صالح
ربما أضعف موسم هجرته إلى الشمال بطغيان حضور
بت مجذوب اللافت رغم طعامتها، و أيصا فلتان لسان
ود الريس، ذلك فضلا، بطبيعة الحال عن مغامرات
البطل مصطفى سعيد. نقول هذا ، حتى لا نظل
متجلمدين على زاوية واحدة للأخذ و العطاء.

∆ مستغلاً باعه الطويل و قدحه المعلاة في حياة الغرب
طرق الكاتب الضخم الطيب صالح عليه رحمة الله في روايته
«موسم الهجرة للشمال» جوانب فكرية سياسية اجتماعية بالغة
العمق و الحساسية.. تمثلت في الصراع الحضاري الذي قد دار
و يدور بين الغرب من جهة ..وباقي الأمم من جهة أخرى.

∆ هذا وقد وفق الطيب صالح في طرح عدة نماذج
من الجانبين، ولكن غلبت عليه شقوة الإعلامي الحصيف
لينقل لنا بأمانة و تجرد صورة بضبانتها عن المجتمع الريفي
السوداني ما بين الحربين (1919م - 1940م).. و هذا بأن
مثل الحوارت التي جاءت في الرواية كانت تدور مثلها في
مجتمعات النيل الأبيض والنيل الأزرق حسب من عاشوها.
∆ جدير بالذكر هنا شخصيتي بت مجذوب وود الريس اللذان
يرى البعض ربما خصما شيئا من نجاح العمل بصورة أو بأخرى
نظرا لأن الناس في المجتمعات شرق الأوسطية تأنف عادة
من إسقاطات و أحاديث الإباحية المطلقة على عواهنها..
ولقد استمعنا لغيرما وجهة نظر في هذا .. و كذلك
لمسنا الشعور بالحرج لدى بعض من تناولوا قصة
موسم الهجرة بالنقد أو للمطالتة حينما يتعلق
الأمر ب «رميات» بت مجذوب..ومغامرات
مصطفى سعيد..و «مهابشات» ود الريس.

∆برأيي كانت ثمة جوانب تحتاج من شيخ الطيب
أن يتبحر فيها، و بخاصة مسألة جرثومة العنف الغربي
الناعم ضد بنت حواء بدعوى دفعها ظغعا للتحرر گخبط
عشواء بلا أي تحفظ ..و لگي تنتزع حقوقها من بين
فگي التنين ، إلى أن انت عنها بالغعل ك«شوكة من
كراع تربال»و لكن سلبت معها حقوقا أخرى هي
ليست لها أصلن ، «ثم ضاع الأمس منها
و انطوت في القلب حسرة»
∆ كذلك الأنفصام الكنسي بين التقاليد و
التحرر الذي ساد الغرب بعد الثورة الفرنسية
من جهة ومن جانب ٱخر كان يمكن أن يبحث
و يمعن النظر أكثر في مدى أثر التوجه لنقل
الريف نحو التمدن ذلك في مقابل فعل
العكس تماماً عبر ترييف الحضر.