♧ من روائعِ (قِلَّة) أدبِ عمِّنا الطيب صالح £

∆ گذلك من عجائب عبقرية الطيب صالح و التي لا تدانيها
شيخوهة، گونه رقما صعب المراس في عالمه، أنه لا يعمد گثيرا لتمليك
القارئ و لا حتى الناقد سوى مجرد شأفة من گبد الحقيقة، ثم يفسح
لك المجال رحبا لكي تتم الباقي خيالا وثابا؛ كمزين بارع يدهن لك
شفتيك بمسحة«قدر ظروفك» من دسم و عسل ثم يوكل إلى
لسان حالك باقي المهمة لمجابدة الحديث المستباح.
∆لقد حطّم صالح كثيرا من المسكوكات و تابوهات اللا~مساس،
من قبيل تهميش الناقد العربي و العالمي لأدبنا السوداني و جهلهم
بكل قادم من ضواحي الدنيا في«أرض السمر»، بعد أن كشف لهم
عن ساقي بيئتنا الخصبة حتى أطبق بشهرتها الآفاق البعيدة وقد
تُرجمت أعماله طويلها و قصيرها للناطقين بغير لغة الضاد على
نطاق العالم، و كُتبت عنه دراسات نقدية من أشهرها:
« الطيب صالح عبقري الرواية العربية».
∆ ومما برع فيه الطيب صالح هو بلوغه ما بلغ
رغم ضنين وعده بغزارة انتاجه و شح أعماله
مثل «بندر شاه» و«عرس الزين» و«دومة ود
حامد» و«الرجل القبرصي» و«موسم الهجرة
إلى الشمال»، موضوعنا لهذه التفكيكة.
إذن ، فالعبرة ليست بكم الأعمال،
بقدرما هي بگيفها.