♧ من روائعِ (قِلَّة) أدبِ عمِّنا الطيب صالح £

لعل ما يدفعنا دوماُ للنفش في مثل هذا التبن هو شعورٌ غريبٌ بتلذذ المعاناة من رهق الحياة و كما يقول الفرنجة: (C'est la vie). فالمرارات تصبر أحلى بعد تجاوزها.و سر النجاح و الأبداع في نظري أنه يقتاتٌ على فتات خوالي الذكريات.وكما يقول أبو الواقعية تشارس ديكن:"أنا أبدع حينما أعاني". فالمبدع عموماً بمثابة أرشيف لذاكرة جماعته و كاميرا نزيهة لالتقلط ما حولها كي تصوغ منه أمثلةً مدهشةً و رائعةً. و الشاعر و الأديب و الناثر قيثارة لعصره و لسان لحال زمانه الذي لا ينفلت منه و إن حاول الإفلات من قيوده و التغريد خارج سربه و التمرد على كثيرٍ من تفاصيل أوضاعه..و جند نفسه لمعترك صون الفضيلة
و نبذ ثقافة الكراهية و تأسيس وعي مسكون بهموم مجموعته، ملتزم بقضايا أمته. فليس المبدع مؤرخاً و إن كان موثقاً جيداً.. يعيش يومه و يشرئب لغده.. و هو يدون لنا شهادة عين رأت و قلب يكاد ينخلع ألفَ مرةٍ قبل أن يرتمي على عُرْيِ كل ستر رآه يُهتَك أو ظلمٍ شهده يقع أو حقٍّ سمعه يُغمط فيُستلب. و للكلمة مفاتيح تحظى بها على خارطة الإصلاح في شأن كل أمةٍ و النضال لنصرة كل شعب يريد البقاء تلى قيد ااحباة و لو بربع أوقيةٍ من كرامةِ.