♧ لُغَةُ الضَّفادِعِ و نَخْنَخَةُ البعاعيت £

▪ عن شخصي الفقير إلى الله، لا أخفي عشقي للغة الفرنسية ؛ ليس بالنظر لممارستها
كمهنةٍ و مصدرٍ لكسب الرزق الحلال ، بقدرما هو نظراً لمرونة مخارج نطقها و سلاسة
تعلم مقاطعها الصوتية ، ثم لبراعة حُماتِها في المناورة في صراع البقاء مع أهل الأنكليزية
و التي يخطط الناطقون بها لأن تُصبح لغة أماً لسكان العالم بأسره خلال الألفية التي نحبو على اعتابها/ Everybody's mother tongue word over . و لكن هذه الحفاوة بلغة
بلاد الغال لا ينقص من انتمائي و تعلقي الفطري الأول للغة أمي و لسان قومي، بل و لغة
أعل الجنة ، إلا بمقدار ما ينقص المخيط من ماء المحيط .

▪ و أشد ما يكون إعجابي لواحد من ألمع رموز وأعظم عماد لغة الضاد؛ و أعني به
أبا الطيب المتنبي ذاك الشاعر المغتر بذاته و الباحثلها عن إمارة متوهمة.عرف بإيغاله الشديد في أسلوبين لا ثالث لهما فإما المدح إذا رغب و إما الهجاء إذا غضب غير أنه ذو عبقرية في تصيد رصين المفردات وسكبها في قوالب غير اعتيادية لا يسهل على سواه اتقانها.هذا ليس غريباً على المتنبي لكن الغريب أن نتخيله عاشقاً بحيث يجعل عنصر
المرأة أحياناً غرضاً من أغراض شعره..أو يتخذ النسيب أداة وسهماً من سهامه يختلسه
لماماً ليدخله ببراعة متناهية في نسيج بعض قصائده النادرة المتجردة التي لاعلاقة لهابالغزل في الأصل .و كأني بهكان محباً عفيفاً.. بل كانت تأخذه العفة بالأثم.

▪ فالمتنبي كان بلا غرو فحلاً متربعاًعلى عرش إمارته المتوهمة .. فلِمَ لا
و هو ممن يحسنون صنع الشيئ إذا أرادوه وما من حقل يلجه إلا أجاد و
أبدع وأدهش و بز غيره,ممن حسدوه وكادوا له ولعلهم معذورون في ذلك.
***************************

كن كصندلة ٍ ، تعطر فأس قاطعها
كن وردةً ، عطرها حتى لسارقها
لا دمنةً ، خبثها حتى لساقيها