♧ لُغَةُ الضَّفادِعِ و نَخْنَخَةُ البعاعيت £

(24)
و كذلك الأمر بالنسبة لكل إنسانٍ منَّا،حين يتأمل في عذاباته و تنبثق من الأرض
ملايين الأصوات الخافتة المتسائلة، بنداءاتٍ صامتةٍ صاخبةٍ، خفيةٍو غير واعية ،
و ضراعاتٍ من أكفٍّ راعشةٍ ، فهي قد تمثل النقيض الضروري ، و الذي ربما يكون
بنهاية المطاف: هو الانكسار بعينه و الذي يأتي ثمناً لطعم النشوة بذات الانتصار.و في
لحظة استسلامٍ حَذِقةٍ ، كتلك التي يعود أحدنا فيها إلى حضن رشده و عنفوان صوابه ،
فيبتلع ريقه يابساً كجلمود صخر ، ثم يتأمل عودته طوعاً أو كرها لحمل صخرته.
فلا شك أنها سلسلةٌ غير مترابطة من شتات أفعالٍجسيمة ربما متناقضة متباعدة و هفوات
بسيطة و ربما غير محسوبةٍ كقفزةٍ في جُنح الظلام ، و لكنها قدتكون ساهمت جميعها
و بلا شك في تكوين كينونته و في صنع مصيره الحتمي الذي جلبه لنفسه، و المترابط
في منطقه،و الذي سوف لن يُخْتَتَم بمجرد أطباق جفنيه على آخر مشهدٍ و انسدال آخر
ستار من حياته والتفاف ساقيهراحلاً إلى مثواه الأخير. تماماً كشأن الأعمى الذي يعرف
أن ليله لن ينجلي ، لكنه يظلدوماً علي أية حالٍ يتلمس الدروب بعصا سحريةٍ يحث
بها المسير. و يهش بها على غنمه و لِمَ لا تكون له فيها مآرب أخرى .

• فصخرة سيزيف هذه كما هو حالكل واحدٍ منا، تظل تتدحرج في أتون
العاصفة: فلا هو معلقٌ على ألسنة اللهب كأفخاذ الدجاج على البربيكويو،
و لا هو قابعٌ في دركها الأسفل. لكنه يدهشنا بعقيدةٍ صماءَ صامدةٍ بأن هذا
العالم لا يبدو لهعقيمًا و لا تافهًا و لسان حاله يندند قائلاً : عزيزٌ أنت يا وطني
.. و رغم قساوة المحن"؛ لأن كل ذرَّة من ملح هذه الأرض، و كل خردلةٍ من
معادن صخور ذاك الجبل لم تُخلقْ عبثاً ، و حاش لله الذي لكل تحريكة و
تسكينه في الورى له شأن ؛ و إنما تؤلف عالمًا قائماً بذاته . و يبقىالنضال
بحد ذاته، من أجل مجرد البقاء؛ ناهيك عنبلوغ غايات القمم ، إنما
يكفي لكي يجعلقلب الإنسان نابضاً و مفعماً بالحياة.
**********************
كن كصندلة ٍ ، تعطر فأس قاطعها
كن وردةً ، عطرها حتى لسارقها
لا دمنةً ، خبثها حتى لساقيها