♧ لُغَةُ الضَّفادِعِ و نَخْنَخَةُ البعاعيت £

(23)
* فإذا أمكن للهبوط أن يقعَأحيانًا عنيفاً و بكل قسوةٍ ، فإنه من الجائز جداً
أن يحدث أيضًا ناعماً و بكل غبطة و سرور ،و لو من باب التصالح مع ألمٍ
لا مناصَ و لا مفرَّ منه. و ليستهذه نافلةٌ من القول. فلنتخيل سيزيف كرةًّ ثانيةً
و هو عائدٌفي كل مرة لرفع صخرته على كتفيه منهك الإرادة خائر القِوى ، و أن
أشد شعور الألم يكون فقط عند الصدمة الأولى. لأنه حين كون صور الأرض
متشبثة بشدةفي الذاكرة ، و يكون نداء الاستغاثة بأهداب السعادة مُلِحَّاً، فإنه من
الممكن للغبطةأن تنبثق من رحم الضجر؛ فتتمخض معاناةٌ ممتدةٌ لتتفتق عن أروع
عبقريات التجليمع قرين الإبداع. و ذلك لكون الأنسان مخلوقٌ مجبولٌ بطبيعة حاله
على التأقلم مع الطبيعة، و أنَّ المآسي التيلا حدود لها تكونأ حياناً أثقل و أقسى من
أن نصارعها سرمداً مما يضطرنا للتعايش معها على أية حالٍ.لكن الحقائق المرة
قابلة للبلعحين نقف عليها فنتذوقها بطعم العلقم و بنكهة الصديد و الدم القُراح.


* و هو نفسه شأن (أوديب) ذاك الذي لم تكنأموره لتتعقد
حلقاتها شيئاً فشيئاً، لو لم يفطن فيُلقي باله لحبة خردلٍ فيصنع
من ها قبة ، عندئذبدأ الأدراك يشكل لديه مصدراً للأرق .

* و هو أيضاً ما يفسر كون مغبة الجهل و غيهب النسيان
هماً أعظم نعمتين مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسو هما خيٌر
ألف مرةٍ من إصرارنا على نشوة انتصارٍ بلا جدوى.

كي تتناسخ البطولة الحديثة مع الحكمة* القديمة. وتتوارد خواطر
المشهد ذاتهبحذافيره مع أبي الطيب المتنبيحين يندب حظه و يقول:
أفاضل الناس أغراض لذا الزمنيخلو من الهم أخلاهم من الفطن و
حولي بكل مكان منهم خلق تخطئإذا جئت في استفهامهم بمن.