♧ لُغَةُ الضَّفادِعِ و نَخْنَخَةُ البعاعيت £

(22)
* لقد خلقت الأساطيرلكي تتغذى من خصب الخيال .
و ما أشبه ليالينا ببارحات سيزيف ، لكون كل ما نتوهمه
لا يعدو كونه هيكلاً ترابياً متهالك و عناء بدن منهوك بحمل
همومٍ فوق طاقته لنتسلق بها في كل مرة مرتقىً صعباًو عقبة
عؤود، ريثما نتدحرج بها منحدرًا سحيقاًو بنهاية مطافٍ طويلٍ
يبدو بلا نهاية ، يليه فضاءٌ فصفاضٌ وأفقٌ فسيح ٌ بلا صدى
و زمان عنيدٌ بلا أمد، ليكن بعدها بلوغ الغايات أو لا يكون.
******************
ما يستوقفني شخصياً هنا تحديدًا هو صرامة موقفٍ ثابتٍ
و وجهٍ يضاهي جلاميد الصخر في صلابته .فلك أن تتصور
من يعاود الهبوط اضطرارياً بخطىمثقلة و جراح مثخنة نحو عذاب
بلا جدوى . فلربلحظة وعي تشبه متنفَس رمق أخير ، و تعيدك طوعاً
أو كرهاً إلى صلب المعاناة، هي لحظة إدراك نادرة ، نعيشها حيناً تغادر
فيه أرواحنا حطام أجسادنا و تتجه بنا متسامية نحو رفيق أعلى من مصيٍرٍ
محتومٍ و واقعٍ معاش و هو أقسى من صخور همومنا. و هكذا ، إن كانت
هذه الأسطورة مأسوية، فلكون بطلها مدرك لما هو فيه ، و إلا فما مغزى
آلامه، لو لم يكن بصيص أمل بالنجاح يلازمه في كل خطوة؟ ينجز العامل
منا في كل يومٍ، نفس المهام، وهو ديدن ومصير لا يصير عبثياًو مأسويًا
إلا حين ندركه. و هكذا، كان سيزيف، خطيب البروليتاريا المفوه، ذاك
الذي رغم عجزه أمام الآلهة متمرد و متحسس تماماًالبعد الكامل
لوضعه المتعوس. مما يؤرق مضجعه و يبدد في ذات الوقت
نشوة انتصاره. لأنه ليس بعد الخلود في العذاب ثمةَ
مدًى يمكن للاحتقار أن يتجاوز حدوده !!
*********************