♧ علمتنا صروف القدر و نوائب الدهر £

:

♧ من أروع ما تأملت فيه لمُحبي الشوارد من
حظيرة بنت عدنان ؛ و لا سيما النحاة منهم £ :

● عندما تصير الفضيلة خبراً منسوخاً ب" كان و أخواتها
كأفعال ماضٍ ناقصٍة الوزن ضائغة القيمة، و العنف فعلَ أمرٍ ،
و الاحتراب فعل مضارعٍ منصوباً بعد فاء السببية و الجزاء ،
بأن المضمرة و قد منع من ظهورها انشغال المحل بحركة اللا~مناسبة، و الجنوح للسلم مستثنى منقطع الصلة ، و
الساسة زواحفَ فاعلين تاركين ، و الشعب مفعولاً به ، و
عبادة الدينار و الدرهم و القطيفة و الخميصة مفعولاً لأجلها،
و الفساد في البر و البحر صفةً ملازمةً ، و الرواتب ممنوعةً من الصرف ، و الضمير غائباًو، أو مستتراً في أحسن فروضه و حالاته ، و المصالح الذاتية مُبتدأً أساسياً ، و روح الوطنية دايناصراً خرافياً شبه منقرض السلالة،

● و أما الصدق و الأمانة فهما اسمان للا النافية للجنس ، و الكذب توكيداً لفظياً صارخاً، و النفاق توكيداً معنوياً منتصب القامة يمشي بين الناس و مرفوع الهامة بالضمة المقدرة ، من ظهورها إما ثقل التركة و إما تعذُّر التواصل بين الطبقات ، و قلة الأدب تمييزَ ذواتٍ ، و الانتهازية مفعولاً مطلقًاً علة عواهنه، و الوظيفة أداة نصب، و يد المسؤول أداة شفطٍ باتعةً ، و الخزينة العامة حساباً خاليَ الوفاض و جحراً يشكو قلة فئرانه .

● عندئذٍ يصبح ثالوث الفقر و الجهل و المرض حالاً مائلاً،
فلا يسرُّ عدوَّاً و لا صلحياً ، و الأزَمات ظروف زمانٍ باقيةً ،
و عجلة التنمية ظرف مكانٍ جامداّ مكانك سر ، و السرور ترفاً يُشتَهى . فلا عجبَ إذن، و لا عُجابَ بأن يأتي غدُنا شبلاً من صلب أبٍّ كان فعل ماضٍ بُنِيَ للمجهول؛ و من شابه أباه فما
ظلم ، حتى نغدو نحن أمةً بائسةً لا محل لنا من الإعراب.