♧ علمتنا صروف القدر و نوائب الدهر £

(حادثةٌ يُدمي لها القلب قبل العين)
∆ ها قد عاودنا الكرة لنراوح مكاننا
في خضم مستنقع الدموع .رغم إنو اليوم
مفروض خميس و صففة و رقيص.إذن قف
تأمل معي لوحه هزت ضمير عالمنا الخرف

[} تحكي مأساة يشيب لها الوليد و يندى لها جبين إبليس اللعين، لرجل طاعن بالسن و « رهين محبسين»:
فهو 1) ضرير فاقد لنعمة البصر 2) و محكوم عليه بالموت جوعاً بسجن انفرادي لا يأتيه الزوار من بين يديه
و لا من خلفه. عدا ابنة له فقط كان مسموحاً لها معاودته شريطة أن يتم تفتيشها كلما حضرت بشكل فاحص دقيق
كي لا تستطيع أدخال الطعام لأبيها و كانت تشاهد أباها يموت بطيئاً بفعل فقدان السوائل و يتبدد من بين يديها شيئاً
فشيئاً، حتي أقدمت علي فعلة خارجة عن مأوف دايناميكا و منطق طبيعة الأشياء هزت ضمير الإنسانية جمعاء.

[} أقدمت علي شئ لا يمكن لأحد ان يتصور مجرد الجنوح إليه. إذ كانت تلك الفتاة المفعمة بحبها لأبيها و للحياة ،
إتيانها إليه في كل زيارة تفتح صدرها و تنحني به لأبيها لتقوم بإرضاعه من حليب ثدييها عدة رضعات مشبعات
لعلهن يقمن صلبه و يسددن رمقه. و هكذا كانت تمضي الأيام گراماً إلي أن وقعت عليها خائن عينَي أحد الحراس
بالسجن خلف القضبان و هي تمارس فعلتها تلك .

[} مما أثار اندهاشاً حد الصدمة لدى الحراس و منفذي الحكم. لذلك، إنحناءً لها و إجلالاً لحبها النبيل لوالدها،
و الذي تخطي كل الحدود و الأعراف ، فقد قرروا على الفور اطلاق سراح أبيها لتصحبه معها؛

[} و أنا أقرأ القصة كم تعجبت أنه لا يزال هنالك الكثير من الناس
من إذا بشروه بأنثى يظل وجهه مسوداً و هو گظيم.