بماذا توحي لكم هذه الصورة ؟؟

Quote: *فيروس كورونا الجديد "كوفيد ١٩- Covid19” والرجوع لأصل الإنسانية!* بدأ العالم، وبخاصة المسيطر، بدأ في عزل بؤرة إنتشار الفيروس، أوقفت الرحلات الجوية وحظر الصينيين من دخول دول العالم الأخرى، ولكن سرعان ما انتشر الداء كالنار في الهشيم وبدلاً من محاصرة بؤرة إنتشاره تحولت الدول إلى عزل نفسها وإغلاق حدودها وأوقفت كل وسائل الحركة منها وإليها، ونحن في انتظار أن يتم العزل حتى داخل الدولة الواحدة، الذي سيحدث لا محاله. *فما الذي ينبأنا به هذا الاجتياح الفيروسي؟ * ما يتبادر للذهن هو هذا التحول العالمي من الإنفتاح للإنغلاق وهو ما يعني تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي والمحلي للدول وبالتالي استحداث خارطة جديدة للعالم إقتصادياً ومجتمعياً. *هناك مساران يحيط بهما الواقع المظلم وبخاصة في العالم المتقدم.* *أولاهما،* فقد ضربت مواقع القوة والخطورة على نطاق العالم في مقتل، فلم يعد فقط الخوف من تلك الدول التي تمتلك السلاح النووي، بل أصبح معمل صغير في منطقة نائية من العالم يمكنه أن يهدد السلام العالمي بأكثر من أي هجوم عسكري، وأصبحت الدول المتقدمة صناعياً وإقتصادياً أضعف الحلقات في البشرية أمام هذا الخطر الجديد. *ثانيهما،* حتمية إعتماد الدول على نفسها في غذائها وتراجع القدرة على الاستفادة من فائض قيمة معاملاتها التجارية مع دول العالم المغلوبة على أمرها. سيمر العالم المتقدم بأسوأ كوارثه، وسوف يلتقط العالم المتأخر فرصة أتاحتها له عنجهية النظام الرأسمالي وصراعه في سبيل السيطرة على إقتصاديات العالم، هذا الصراع الذي إنفجر بين مركزه في الولايات المتحدة و تطلعات التنين الصيني. اليوم تحدثنا الأخبار عن إنهيار للبورصات العالمية وهبوط أسعار منتجات الطاقة وعلى رأسها البترول، وحتماً سيعقب ذلك إرتفاع أسعار المنتجات الزراعية، وتذبذب أسعار المنتجات الصناعية قبيل إنهيار أسعارها المحتوم. *في ظل هذا الواقع المظلم أين يكمن موقع ومسار دولة كالسودان؟* السودان واحد من الدول القليلة التي يمكن أن تنغلق على نفسها دون أن يكون هناك تأثير على مأكل ومشرب قاطنيه، بل ولربما يكون مهرب لبعض سكان دول الجوار إن لم تحكم مداخله، وقد يكون إنعزاله عما حوله هو الهم الأكبر لسلطاته مقارنه بهموم الدول الأخرى التي يتوقع أن تشتعل فيها المعارك حول موارد غذائها وشرابها. حتماً ما يحدث الآن ينبئ بعالم جديد عنوانه الإنعزال والإنغلاق والاعتماد على الموارد المحلية والتخلي عن كثير من أسباب التقدم التقني والعلمي، و هي عودة لمسيرة البشرية حين تعلم الإنسان المشي على رجلين بدلاً عن إستخدام أطرافه الأربعة، فهل تعود البشرية لمنبتها الأول، إنسان سنجه الأول!!! سيكون من الصعب السير في مسار التخلي عن التطور العلمي والانفتاح على العالم ولكن بالنهاية حياة الإنسان هي المحك في قرار يفرض نفسه على البشرية، ومحاولاتنا محاكاة الغرب والسير من خلفه تصطدم بجدار كورونا الجديد، هذا الجدار الذي سيعود بالعالم المتقدم لعصور المجموعات البشرية المنعزلة عن بعضها، فهل نعي الدرس قبل أن تصبح بلادنا ملجأ لكل من حولنا!!! هناك فرجة ضوء تلوح من على البعد وحتمًا لن تكون في مرأى الطبقة التي اقترفت مناهلها من الغرب المأزوم بوباء كورونا الجديد. العوض محمد احمد لندن في ١٨مارس ٢٠٢٠م