♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

(46)
تكشف النقاب عن وجهها..فتقع واقعة المفاجأة!!
في مركز للتسوق في قلب باريس، إذا بسيدةٍ منقبةٍ تدنو
الهُوينى من نقطة الكاشير لدفع قيمة تبضُّعها حيث تقبع شيطانةٌ
متبرجةٌ ذات سحنةٍ مغاربيةٍ لكنها منزوعة الهوية : فلا هي شرقيةٌ و لا غربيةٌ.
و راحت تمتعض ، مرسلةً نظرات الاستهجان و التأفف و تقذف بزفرات السب و اللعان
و هي تنهش السلع و تبعثرها هكذا. بينما الأخت المنقبة هادئةٌ الاعصاب و لم تحرك ساكناً،
مما زاد طين تلك المتبرجة بِلةَّ و قد اشتاطت غضباً: اسمعي يا هذه ، لدينا في فرنسا مشكلاتٌ
و أزَمات إذا تُعدُّ لا تحصى. و ليس ينقصنا إلا نقابك هذا الذي بمثابة أيقونةٍ لعرض الدين وسيلةً
للتباهي بمظاهر عفى عليها الزمان . و لسنا بحاجة هنا إلى قبةٍ تتحركين بداخلها كشأن
البدويات يمتطين هوادج على أسنمة الأبل. إنك و أمثالك إنما تفاقمن مشكلاتنا و تثرن
غبار الفتن في بلدنا العلماني حيث لا دين هنا و الحياة سياحة و عطور و زهور،
و خمور. ف (مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُو َ نَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ غڑ).
و إذا كان لا بدَّ لكُنُّ من ممارسة هوسكن الديني هكذا فليس أمامكن سوى أن
تعدن أدراجكن من حيث أتيتُن و تتركن بلدنا و شأنها.
إلى هنا و السيدة الفاضلة المنقبة ممسكةُ برباطة جأشها.
كما القابض على الجمر؛ حيث تركت للمتبرجة المجال لتفرغ
كل ما في جوفها من جُشاءٍ ( عَفنٍ )ثم جاء دورها هي لتزيح الستار؛
ثم راحت تميط النقاب عن وجه كفلقة القمر بشعر أشقر وعينين ثاقبتين
كما زرقاء اليمامة. وبدأت تخاطبها بصوت العاقلة الواثقة الرزينة : أما
أنا فمواطنةً فرنسية وارثة حسبي و نسبي أباً عن جدٍ . و مستمدة
عزتي من شرف انتمائي لديني الحنيف كابراً عن كابرٍ. ثم ماذا عنك أنتِ
و أمثالِك من الدخل يا من تفسقتم عن أصواكم كم الثمرة عن قشرتها
و بعتم دينكم بثمنٍ بخسٍ ، دراهم معدودةً. و قشور حضارةٍ زائلةٍ
مردودةً. أما نحن k فقد اشتريناه، فوجدناه فردوساً أعلىً
مفقوداً في دنياكم قبل أن نكسب به آخــرتــنا.
كسرة : كلب يلحس خشمك، تستاهلي !!
كن كصندلة ٍ ، تعطر فأس قاطعها
كن وردةً ، عطرها حتى لسارقها
لا دمنةً ، خبثها حتى لساقيه
…………....………