♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

(42)
تنزوي لتجلس هناك في ركن قصيٍّ مستمعاً لخطبة ياهم ديل سُرَّاي الليل ..
في الأوراد شادين الحيل . زي ناس حامد التايب و جر السبحة عند فكي بلة
الكان غايب في الركايب مبركنو لتثبيت أركان المخلوع للفوز ب( 20/20 ) لو
لا أن الله كضب الشينة و لكن برضو جانا كلب(بلهان) و دحش(حمدان) سنونو
صُفُر و حلب الناقة في السُّنقاقة .و فريخ (كضبان) و قعدو يسقو فينا الموية بي
دودا ، لامن قلنا بس و قربنا نبكي على المخلوع و نقول يا ريتو ما انخلع

# و تسمع كذلك شيئاً عن مين اللي طفى (لنور) في ليلة القبض على (حرية سلام و عدالة ) ،
ساعة انهيار الحصن لآخر معقلٍ للثوار، و عن الرحمة في اختلاف فقهاء السلطان حول غسل
ضحايا فض الاعتصام ،أم لقاع النهر الخالد ليقوم بالمهمة؛ و ما يفضله عبد الحي بن يوسف
من حيث انتشالهم لتكفينهم و دفنهم في زرافاتٍ أم وحْداناً في مقابر جماعية ؛ و كذلك كم يلزم
لأمٍ ثكلى من (حزن نبيلٍ) و ألمٍ طويل التيلة،على فلذة كبدها الذي لم يعد سالماً لحضور ضحوة
العيد ثم يذرف السمتمعون الدمع الهتون على القمرين النيرين.؛ و خطيبنا تحدث في كل شئ
عدا موقعة صفين ( جاز و رغيف)و نحن مشبوحين بيناتن على قوراع الطُرُقات صباح
مساء كمن يدافع الأخبثين أو كبالع شفرةٍ موس حلاقة ٍعلى حدين.

# ثم لك أن تُحدِّث و لا حرجَ عن فساد الذين استباحوا ما تبقى من البلدو لا ذِكر للحاويات
التي تهربها قبيلة هوازن أو المال العام الذي استباحه بنو قينُقاع يا أخا العرب، ولا السرطان
والكوليرا و فشل الأكبادوالكٌلي الذي عمَّ القرى و الحضر و تفشى في مضارب بني هلال.

[} ثم أخيرن ، يختم خطيبنا بدعاء الكسر الدائري على اليهود و النصارى ممن سوف
لن يرضوا عنا حتَّى نتبع مِلَلَهم . فنحن مستهدفون بل اريبٍ ، لتمسكنا بعقيدتنا كالقابض على
الجمرة الخبيثة . إلى أن يختم لنا بشعاره الهُتافيِّ الفضفاض و الذي ظلننا نرفع به عقائرنا في
جوقةٍ كوراليةٍ صاخبةٍ لجذب و استقطاب العضوية و دغدغة المشاعر لدرجة (هتك) الغشاء
اللمفاوي لدى كل غشيمٍ :" ففي سبيل الله قُمنا/ نبتغي رفع اللواء.. لا لدنيا قد عملنا/ نحن للدين
فداء..فليعُد للدين مجده/ و ترق منَّا دماء.. أو ترق منهم دماء.. أو ترق كل الدماء".

# ذاك اششعار الذي تم تدجينه بمرور الزمن و بفعل عوامل ( التعرية) المكيافلية
لتصبح سجعته متناغمة كالتالي: " في سبيل الله نُمنا/ و نعمنا بالإخاء.. بل لدنيا قد
عملنا / نحن فيالحق سواء.. فليعد للدين مجده/ فليدم ذاك النقاء".فتسأل نفسك : ما
لهذا الرجل؟ يا رعانا و رعاك ويا هدانا و هداك الله، أتظننا أحياءً؟ أو لم تسمع
قِوى الشعب العاملة تردد (الخُدير أنا ماني حي الأكلو الطي رأنا ماني حي)!

هبشة بسيطة:
[} اللهم ، إني أرى في المنام أني أعصر خمراً، و أحمل فوق هامة رأسي {رغيف خبزٍ
هزيل ، مُبلَّلٍ بعرق جبين أهلي الغبش أبان مسوحن موية؛ و ممرغ في التراب ، و تأكل
أسراب مملكة النمل منه. بينما قطيع ٌ من ثلاثين قطَّةٍ سمانٍ يأكلن حصاد دهورٍ عجافٍ؛
و ملايين سنابل الحنطة يابسات؛ في كل سنبلة مئاتُ حبات يباب.

[} قلنا: يا أيها الملأ ، أفتونا ف يأضغاث أحلامنا، إن گنتم إلى تفاسير الرؤيا تنفذون!؟
فقيل لنا :أجل، لقد كتب عليكم الهيام : تهيمون على وجوهكم في الأرض مائة سنةٍ إلا
سبعين عاما(يعني كم؟!)، و أنتم تحرثو فوق سطح الماء ؛لكن لم و سوف لن و قد
لا تحصدون شيئا أبداً ، اللهم إلا أن يكون ذلك حشفاً و سوء كيلةٍ.