♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

(((39)))
[} ثم تتلقى دعوة من صديق قديم على كوب شايٍ مغرب
في ذلك الفندقالأنيق الفاحش الغلاء فتلحظ من أول نظرةٍ أن معظم
الرواد من فئةل ا تخطئ العين أنهم من مستجِّدي النعمة . و لا أدري
لِمَ يحصرك بيتشعرٍ ساخطٌ لأبي الطيب المتنبئ يوم أن خرج مُغاضبا ً
طريداً من عند بلاط كافورٍ الأخشيدي عائداً أدراجه إلى غير وجهة
مضمونةٍ . و لما نظر إلى بواب المدينة ، جعل ينشد مخاطباً رفيقه أبا
يوسف:أفاضلُ الناس أغراضٌ لذا الزمنِ .. يخلو من الهم أخلاهم من
الفَِنو حولي بكل مكانٍ منهمُ خلقٌ تُخطئ إذا حئتَ في استفهاهم بمنٍ

# و قال ذلك و خرج هائماً ع لى وجهه ؛ خصوصاً بعد أن خسر سيف
الدولة و حرق مراكبه وراءه ، و كان قادماً يومذاكإلى مصر و، حيث أنش
د قائلاً في مدح ملك المملوكي كافور :قواصد كافورٍ توارك غيرَه ..و من قصد
البحر استقل السوافيا ..إلى أن قال عن الزوامل التي جاء على ظهها هو و رفيق
دربه: بلغت بنا إنسان عين زمانه و خلت بياضياً خلفه و مآقيــاو لما ساءت علاقته
بكافورٍ الأخشيدي هو الآخر أنشد مرة ثانيةً يكمل يائيته بذات القافية ، حين قال في
ذم هذا الأخير، قال: أُرِيكَ الرّضَى لوْ أخفَتِ النفسُ خافِيا.. وَمَا أنَا عنْ نَفسي وَ لا
عنكَ رَاضِيَاأمَيْناً وَإخْلافاً وَغَدْراً وَ خِسّةً وَ جُبْناً، أشَخصاً لُحتَ لي أمْ مخازِيا تَظُنّ
ابتِسَاماتي رَجاءً وَغِبْطَةً وَ مَا أنَا إلاّ ضاحِكٌ مِنْ رَجَائِيَاوَتُعجِبُني رِجْلاكَ في النّعلِ،
إنّني ظننتُكَ ذا نَعْلٍ إذا كنتَ حَافِيَاوَإنّكَ لا تَدْري ألَوْنُكَ أسْوَدٌ من الجهلِ أمْ قد صارَ
أبيضَ صافِيَاوَيُذْكِرُني تَخييطُ كَعبِكَ شَقَّهُ وَمَشيَكَ في ثَوْبٍ منَ الزّيتِ عارِيَا وَ لَوْ
لا فُضُولُ النّاسِ جِئْتُكَ مادحاً بما كنتُ في سرّي بهِ لكَ هاجِيَا ً.. فأصْبَحْتَ
مَسرُوراً بمَا أنَا مُنشِدٌ وَ إنْ كانَ بالإنْشادِ هَجوُكَ غَالِيَاً فإنْ كُنتَ لا خَيراً
أفَدْتَ فإنّني أفَدْتُ بلَحظي مِشفَرَيكَ المَلاهِيَاوَمِثْلُكَ يُؤتَى مِنْ
بِلادٍ بَعيدَةٍ ليُضْحِكَ رَبّاتِ الخدور البَوَاكِيَا