♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

(((35)))
[} عندما تبلغ بگ العير مشارف دارگ يدهشك غياب ،
ليس فقط (عذارى الحي) ، بل و كلابه و قططه العجاف التي
لم يبق منها على قيد الحياة قابضة على جمر البقاء سوى من
خانتها قواها على الرحيل ، و بالسؤال يأتيك الجواب أشد إدهاشاً من
دليلگ السياحي: أنه في ما آلت إليه أسعار اللحوم صار العثور على
عظام الضلافين ناهيك عن مزعة لحمٍفي أكوام القمامة ترف يشتهى.

[} تمر السيارة من خلال الأزقة لتصل إلى عقر دارك ، في ذلك الحي
الذي اقتطع الكثير من قاطنيه كل منهم عدة أمتار وضع يد على حساب الشارع
و أقاموا عليها سياجا لرگن سياراتهم أو زرعوا فيها نباتات أنانيتهم المروية
بسبات المسؤولين من أهل الكهف، فهولاء أيضالهم قضاياهم وهمومهم الخاصة
لكنز ما خف وزنه و ثقل ثمنه من غنائم التمكين و التزاوج مثنى فثلاث و رباع .

# و أما أصحاب الدكاكين فقد صادروا مساحات إضافية من الشوارع
لكي يعرضوا عليها بضاعتهم . فلم يعد بالإمكان المرور بيسهولة و يسر
عبر تلك الازقة و النفافيج و الطرقات المنكوبة، أضف إلى ذلك المشهد
ما خلّفه البعض من مواد بناء في قارعة الطريق قبل أن تتكفل الأمطار
و مستنقعات الطحالب بإكمال اللوحة التراجيدية الماثلة أمام ناظريك!!

[} هنا يداهمني و رغم كل شيء حنين غامر إلى نقيق الضفادع وكرنفالات
البعوض الملوِّن للمساءات بسيمفونيات الخلود، لن يجادلني أحد أن بحيرة البجع
من تأليف نيرون ولتشايكوفسكي حريق روما و حسن العزاء. كيف حدث هذا؟سؤال
يعلم الجميع إجابته ولكن تخفيه ذاتك عن ذاتك خجلاً و انكساراً، فجميعنا شركاءُ في
اقتراف تلك الجريمة وكما قال مظفر النواب: لا أستثني أحداً إلا كشاهد ملِكٍ. ..