♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

أَوَ منْ كان همُّه ما يَدْخُلُ بِطْنَه... تُرى ما هو قدره؟ّ!!

(((18)))
(منْ كان همُّه ما يَدْخُلُ بِطْنَه ، فليس قدْرُه بأفضل حالٍ مما تطرحُ من فضلاتٍ)
@ أليس كذلك ، ففي صبيحة الثاني من أغسطس لعام 1989 عندما غزا صدام
حسين بليلٍ مشيخة الكويت ؛ حدث هرجٌ و مرجٌ و كأنما السماء قد وقعت على
الأرض . و استُنفِرت القنوات الأرضية و الفضائية على قلتها آنذاك ، تستقصي
ملابسات ما جرى و تستقرأ تداعياته. حيث استضافت إحداها مُحلِّلَين سياسيِّيًنِ
كويتيِّيًنِ كانا على طرفَي نقيض أيديولوجياً ، هما الراحل الدكتور أحمد الرُّبعي
(علمانيٌّ) وقد قضى نحبه و هو استاذ علم اجتماعٍ أو ربما فلسفةٍ أو أخلاقٍ
سياسيةٍ.الدكتور عبد الله النفيسي (إسلاميٌّ مستنيرٌ) ، أمدَّ الله بأيامه و ينتظر.

# ولكنهما كانا متفقيَنِ في تحليل رأيهما حول ما قد حلَّ بمشيختهما المُدلَّلة
الصغيرة من بلاء ٍ و شرٍّ مستطيرٍ ؛ ليُلْقِيا باللائمة فيه بالدرجة الأولى ، على
عاتق مواطنيهم. فتحدث كلاهم بجرأة نادرةٍ يُحسدان عليها بزمانهما ذاك و في
بلدهما ذاك.؛ ليُصورا ما حدث على أنه مصيرٌ محتوم ٌ و نهايةٌ مواتيةٌ و متوقعةٌ
تماماً لمنطق الأشياء باعتبار ما كان يسير عليه نمط الحياة الرغِدة لمواطنيهم
و كأن ذلك من قبيل قول لسان حالهما:(و على نسها و أهلها جنت براقش).

# فقال دكتور الرُّبعي بالحرف : إن المواطن الكويتي بحد ذاته
عبارة عن أنموذجٍ حي و يمشي في الأرض مُطمئناً ولتجسيد المعنى
الصارخ لما يسمى بالبطالة المقنَّعة . فهو سقط متاعٍ منعَّمٌ و عاطل
بشهادة و بلاأي شغل و لا مشغلة في حين يسعى في خدمته جيشٌ
جرارٌ من العواطليةمنهم الطيبَّاخون و السائقون و الجناينية البودي
غاردت؛ دا كمان غير اللِّبِّيسة و المِلِّيصة ربما المدلكجية (مسَّادين
للضهور و كدي). دا طبعن، ناهيك عن جوةةٍ من بطاناتٍ أخرى من
خدم و حشم المنازل لديهم شَغَلانات تانية آثرنا حجبها،خشية أن
تخدش الحياء ، فيندى الجبين للنبش في السكوت عنها.