♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

(17)
(تمسحة)
@ منذ هذا الصباح الباكر الرباح ، قابلني أحدهم من أهلنا الغُبُش ديل
أبان مسوحن موية. فألقيتُ عليه سلامي بتحية الإسلام الخالدة، و ردَّها عليَّ
بمثلها ، بل و بأحسن منها؛ مما للخوض إلى تفاصيل حاله و عياله. قلتُ له:
العوافي ياخي و أريتو حالك زين و نعلك عافية و طيبة.؟!و لكنه فاجأني هذه
المرة بجوابٍ مغايرٍ تماماً، و مخيبٍ لآمالي، إذ ينم عن زفرة غبنٍ اجتماعيٍّ
دفين. قال مترنــِّماً : أنا القرفان ما طيبة؛ و من وين بس ياخي بالله عليك
ديارنا نشم العافية و لا تجينا الطيبة في بلدنا النكوب هذا و بزماننا المقلوب
هذا، و التمسحة ضاربةٌ أطنابها يمنةً و يسرةً ، و القِطط السِمان غارزةٌ
أنيابها في ظهورنا من كل حَدَبٍ و صوبٍ؟!!

# قلتُ له : على رَسلِك و هون عليك يا رعاك الله ؛ثم من أين لك و لي
و للمطحونين في الأرض من أمثالنا بقاموس مثل هذه المصطلحات
الدخيلة و نحنث نرزح في أسفل سافلين الدَّرْك الأسفل من سفح ذلكم
الصرح الممرد والبرج العاجي أفكاً و بوهتاناً زوراً وعلى غير مسمَّى
(مشروع الحضارياً ) ؛ حيث تسوده علاقات المحسوبية و تتحكم بزمام
أمره دايناميكا منطق فقه الواقع و القائم على مبدأ (شيلني و أشيلك).
فلا خيرَ ليرجى من ورائه ، الله إلا حشفاً وسوء كليةٍ

# أطلق ضحكة تغالبها حشرجة البكاء و قال : لله درك و لا فض فوك ؛
و لا فَضَّ الله سامرنا معك ي أخ العرب ، إذ يبدو أنك تعاني مثلنا الكثير
حيثُ إ ن الغبائن جمعنَ المَغابينَ . فصدقت و الله ، خاصة و أن نفر
من تماسيح الجن ، إذا تدحرجت إلى حضيض مستواه و خساسة منبه
لتبصق له على وجهه ، لمسحها على خده الأيمن ، ثم أدراك إليك خده
الأيسر , هو يقول لك ضاحكاً مستبشراً بالمزيد من االلهط: يا إلاهي ،
إنا قد أمطرتْ لؤلؤاً .. و شقةْ ورداً .. و عضَّتْ على العناب بالبرد.