♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

{ ضعْ نقطة فول صطوب .. ثم نفتح قوس}
[} من جانبنا ، لا يليق بنا أن نتناكر بأننا نعيش
التناقض بحذافيره و نبتلع كلامنا بشراك نعليه.

{] و لكن برضو من باب ترطيب الأجواء العامة و تلطيفاً
لوطأة جلد الذات النحنا عاصرين يَدَّنا فيها دي، ممكن نحكي
لينا حكاية نحاول نكسر بيها روتين جمود هذه الزاوية الحرجة
التي بدأت تشگو قلة فئرانها؛ إنو على قولة الزاحف جمال الوالي
متقولاً على عز من قائلٍ : ( العارف عِزُّو مستريح " و بالمرة
كمان نرضِي بيها غرور جماعتنا ديلك اللي ماسكين لينا في
شطر ميتُ شعاره:(نحنا و نحنا الخرمنا الملينة و خمجنا
البحر طحينة) و نثبت ليهم برضو إنو سعينا لإثبات ذاتنا
نخشاه أن يجر علينا مزبداً من المهانة و إنو على العكس
تمامن{المو عارف عزو مفروض يكون هو المستريح}.

[} ففي سباقٍ للسرعة جرى تنظيمه بين شلَّةٍ من
كلاب الصيد و الحراسة من جهة ، و الفهود من جهة
أخرى ، لوحظَ لهاثُ قطيع الكلاب و قومةْ أنفاسها على
الفاضي من باب حرصها المحموم على كسب الرهان
بأي ثمنٍ كان. و بالفعل تَحَقَّقَ لها ما أرادت بسهولةٍ.

[} بينما لوحظَ ألَّا أحدَ من الفهود قد حَّركَ ساكناً حتى،
ليغادرَ قفصه قيدَ أنملةٍ . و لمَا أبدى الجمهور تململهم جراء
ما رأَوْهُ من خمول الفهود على غير ما قد كان منتظراُ منها ،
لجأوا إلى اللجنة المنظمة للسباق لاستفهام ما يجري ، و التي
أفادتهم بعدما رأت ذلك المشهد ، بأنَّ محاولة الإثبات عبثاً بأنك
الأفضل أحياناً قد تكون مهانةً في حق صاحبها . فالفهود وحوشٌ
كاسرةٌ و مجبولةٌ على بذل طاقتها المخزونة لا شيء سوى ففط
للإمساك بفرائسها ، و هي في غنًى تام عن إهدارهاً سُدَىً في اللهاث
ركضاً لكي تُثبتَ لتلك الكلاب الضالة أنها الأقوى و الأسرع.


[} و هكذاً ، أحياناً ما يجد البعض منَّا نفسه في مواقفَ
سخيفةٍ و هائفةٍ لا نُحسدُ عليها، و لسنا بحاجةٍ لخوضها
حتى نَلِغَ في آنية الكلاب فقط لكي نثبت لها أننا نحنُ فعلاً
(اللي ياخنا جلد التمساح و رقصنا القرد عشرة بلدي).

[} إذاً، فكر فيها مليَّاً؛ و اعلم أنَّ عليك توفير طاقتك
فقط لِما تستحقُ أن تحرقها في سبيله. فشايف كيف؟!