♧ في زٍحامِ المُتَناقِضاتِ£

قصة موت فارس العرب وبطل الصحراء عنترة
بن شداد العبسي قتيلاً على يد أسيرٍ لديه أعمى:
......................................................................

● حين يذكر الأبطال و الفرسان يطلّ علينا اسمٌ لمع في سمائهم و اشتُهِر .
فمن منّا لم يسمع بالبطل المقدام و الفارس الهمام الذي طارت بسيرته الأخبار
و سارت بها الركبان و تحدّثت اامحالس و تناقلتها الأجيال كابىاً عن كابرٍ على
مر العصور و الأزمان ، و ترنم الأبطال و الفرسان بميادين النّزال بأشعاره التي كان
يرتجزها في معاركه مع الأعداء ، فقد كان عنترة بن شدّاد فارساً شجاعاً . و كان
إلى جانب ذلك شاعراً فصيحاً ، فكيف كانت نشأة عنترة و حياته ، و كيف مات ؟

● ولد عنترةُ بن شدّادٍ في منطقة القصيباء من بلدة القصيم في الجزيرة العربيّة
لأبٍ عربيّ حُرٍّ النسب ، و أمّ حبشيّةٍ كانت من الأماء ، و قد لازم عار العبودية عنترة
ردحاً طويلاً من الزّمان ، حتى أصبحت تلك المسألة تشكّل عقدةً مؤرقةً له في حياته.

● فقد جرت عادة العرب في الجاهليّة على انكار نسبهم من إمائهم أو احتقاره و عدم اعطائه حقوقه ، و قد سام شدّاد ابنه سوء العذاب و عامله معاملة العبد ، حتّى أنّ زوجة أبيه و اسمها سميّة شاركت في ذلك ، و قد كان عنترة بن شدّاد يشارك في معارك الدّفاع
عن قومه بني عبس و يبلي بلاءً حسناً ، و قد كان قومه يظلمونه في توزيع الغنائم و لا يعطونه سوى النّصف من حظّ غيره ، فشعر عنترة بالغبن الشّديد و قرّر أن يقوم في
المعارك مقام المدافع فقط.
● و في إحدى معارك عبس مع قبيلة طيء ، واجهت القبيلة مقاومةً شرسةً عنيفةً من
قبيلة طيء حتى كادوا يهزمون عبس ، و ما كان من شدّاد إلا أن نادى ابنه عنترة طالباً
منه المشاركة في المعركة فأبى عنترة إلا المشاركة أن يكون حراً ، فمنحه أبوه الحريّة
لينالها أخيراً لبفتخر لها بها بين الناس مرغوع الهامة يمشي من بعد طولسعيٍ و عناء .
و قد أحبّ عنترة بن شدّاد ابنة عمّه عبلة حتى ذهبت قصّة حبّهم مثلاً للمحبّين.