♧ ناس عايشة و ناس دايشة £

قال أمرؤ القيس الكندي حينما زار السودان،،،
و تحديداً نواحي مدينة بحري و التقى بصديقه
عثمان المتلتل.. فجادت قريحته بأبباتٍ مرتجلةٍ:
...................
قفا نبكِ ضُحًى من ذكرى بنت فيصلِ؛
لا بل قف نبكِ من ءكرى حليمةَ بنتِ علي
بأكناف اليروم فكافوري و الدناقلة و حلة خوجلي!!
يالها من ديارٍ ما رأت بوساً وضنكِ معيشةٍ؛
ثلاثين حولاً في حِمى زاحفٍ بن كوزٍ بن جردلِ
و أيامِ أنسٍ لست أنسى نغانغ عيشها
و دهراً قضيناه بأطيب باحة منزلِ
و كم قد تلاقينا بضيعة أحمدَ ؛
على شرب شايٍ أو عشاءٍ مُدنكلِ !!
حوى طيباتٍ من جدادٍ محمَّرِ ؛
و كسرة خبزٍ نامت تحتَ أرزٍ مفلفلِ !!
يصول بها عثمانُ صولةَ فارسٍ مترجلِ؛
فيهزم في الأكلات أضخمَ جحفلِ !!
و كم لقمةٍ في حجم نافوخ طفلةٍ؛
تصير بشلضوم فيه مثل حبة خردلِ
و ريثما انتهى من لهطِهِ ثم جغمِهِ؛
تمدد فوراً مثل جاموسٍ مُجندلِ
و راح سريعاً في شخيرٍ مُقطع؛
بخشمٍ عريضٍ ذي لسانٍ مُدلدلِ !!
فإذ ما أتى الشاي استفاق مهللاً؛
و عادت إليه الروح بعد تخلخُل ،،،
فنبدأ بطق أحناكٍ و أنس مباحٍ ذي طلاوةٍ؛
و نضحك مسرورين بصوتٍ مُجلجلِ
لنا قهقهاتٌ و فرفراتٌ كفعل طفلٍ مكلكَل،،،
و آخر قولي مثلما قلتُ أولاً؛
لمن طللٌ قفْرٌ بحلة خوجلي؟،،،