♧ تراثيات و كنوز من سحارة حبوبة عجوز π

《42》
[} الشاهد في كلامي المطول كما هي عادتي السيئة،
هو أبو زيد الهلالي بحد ذاته و تحديداً قصة طريفة جداً
دارت بينه و زوجته و ابنه (بريقع). فيحكى أن أبا زيد من
باب التندر و المشاكسة و ربما "التهريج" مع زوجته جاب سيرة
أبوها بالشينة ذات يوم و تعمد ذكره ببعض سوءٍ فقال لها:يا بت
الإضينة (يعني الأذينة) وهي تقال للرجل السميع الهوين الذي لا
استقلالية له برأيه. يعني زي معاكم معاكم ، أو قريعتي راحت
و ما شابه. طبعاً أبو زيد يعرف صهره جيداً أنه شهم و ضوء
قبايل و كل حاجة . و إلا لما ناسبه أصلاً. و عمومنالأمر
برمته لم يعدُ كونه كزاحاً و إن لم بخلً من خشونة ؛

[} و لكن عمتك الحاجة الظاهر عندها شوية حماقة ،
فمن سمعت الكلمة كبرت ليك الشغلانة في دماغها و تقول كشحوها بنار في وشها زولتك زعلت أنفخت ططططب وانتفضت و أقامت الدنيا. و حفلت بالتكطعا ما تقعدها إلا في بيت أبيها: يعني كيف يا راجل بتنبز لي أبوي؟! دا يعني جزاه الأداك مرة متل الصيدة( يلا وقعدت تبوبر و تتفشخر). دا أبوي يا يابا ، عشا البايتات. البضبح الشايل.دا أبوى الخادمو هي بتدرش تقول قضى
و إلى ما هنالك من هذه المناحات.

[} هنا أبو زيد عشان يشعللها أكتر قام قال ليها: على رسلك يا امرأة و هدئي
من روعك. بعدين شوفي ما تكتري الهرهرة أنا عندي ثلاثة غلوتيات ( فزورات )
إذا كان أبوك عرفهن فهو ذو الرأي السديد و كما يحلو لك ارفعيه إلى مصاف النجوم .

[} يلا، الحاجة لفحت ثوبها و قالت بامتعاض: أنا هسة دي رايحة شايلة
أهلي و بجيب ليك أبوي و معاه السم القدر غداك ، رجالاً يا يمة يدقدقوا
ليك كدي يا يابا في سدرك و يلزموك حدك ، صبياناً كدي يا يمة يلاقولك
في الفرقة و يلحسوك المرقة كدي عاد ااصبر لي النمش وبجيك راجعة.

[} قال ليها خلاس كدي أنتي ما تگتري گلامگ ؛ و أمشي وريه غلوتيات
التحدي و إن شاء الله يحلهن و نرتاح. أول شيئ قولي ليه: أعرف لينا شنو:
"حلو الشم"+ سمح الأتر(الأثر)+ الضل(الظل) الرهيم وتعالي لااخبر اليقين.

[} فانطلقت شاقة التيهة، اختنا لا تلوي على شيء. فلما أتت أباها تقول خيت
يا البكا و دخلت في الشمار حار عشان تفش غبينتها. أبوها الظاهر عليه فعلاً طلع
زول أفندي ساااي( أقرب لحنگوش)، راسو كررر انفتح قدر دا. قعد يتلفت جا جاي.
عدل الطاقية فوق راسو و تنحنح شوية ثم بدأ يطبظ على مضض (و إن شئت الأحرى
بدأ يعك و يلبخ) و قال ليها: "حلو الشم" دا ظنيتو آآآآ بنية أكان ما أخاف من الكضب :
الزهور في "جناين الشاطئ و بين قصور الروم" في فصل الربيع ! و"سمح الأتر" أكيد
دا بكون متل دبيان الغزلانكدي فوق الرمال المتحركة عاة تلة زعتر في وادي عبقر؟!
و"الضل الرهيم" دا ضل نيمة مرشوشة العِصَير كدي مع الحكيرة للجبنة!!. فهزت رويسا
و قالت ليه بنبرة كأن بها شيئاً من خيبة الأمل : أيوااا تلَك؛ و كأنما سُقِط في يدها و قد
صُدِمت في أبيها! يعني بقى كدي يا يابا و مرقت راجعة متراوحة على عقابا!..