نيكولا و جوزينا , ذكريات طفولتهما في السودان:‏

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 00:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2020, 07:43 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10903

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الجزء المشار إليه من المقال عبارة عن سرد لذكريات الأسرة خلال وجودها في ‏السودان في بدايات السبعينات (و في مصر بعد ذلك).

    وهي تتضمن كما أشرت، نِتَفاً ‏من ذكريات تتعلق بطفلتيها وهما تدرجان في أولي سنوات عمريهما في مجتمع ‏وثقافة غريبتان عليهما.‏

    ‏ فاثار ذلك في النفس شغف لمتابعة السرد، مبعثه أولاً تعاطف خفي مع أسرة صغيرة ‏ارتحلت آلاف الكيلومترات إلى مجتمع بالنسبة لها

    (غريب الوجه واليد ‏واللسان)،وثانياً شغف مبعثه ما تثيره في النفس مثل تلك الذكريات المضمخة ‏بنوستالجيا لزمن الطفولة والبراءة. ‏

    كان ما كتبته المؤلفة يتراوح بين تارة الموضوعية المتمثلة في الوصف ذي البعد ‏العلمي العام، والذاتية الممزوجة بطرافة ردود أفعال ابنتيها

    (نيكولا) و(جوزينا). ‏
    بدأت البروفسير كارولين في وصف معاناة البدايات والإحساس بالغربة و الإغتراب ‏‎ ‎‎(alination)‎‏ بمعناه النفسي والاجتماعي،

    عند وصولها هي وزوجها إلى بلد غريب ‏. ‏وبالطبع من بين تلك المعاناة محاولات التكيّف مع المجتمع الجديد، وكذلك قبول ‏المجتمع لهما.‏

    و لقد اخترت من مقالتها محدد الجزء المتعلق بردود أفعال الطفلتين( جوزينا) ‏و(نيكول) تجاه التعامل والتجاوب مع مفردات لغوية،

    وسلوكيات غريبة عليهما. و هو ‏الجانب الذي يتضمن كما يشير علماء الاجتماع والنفس و للغة إلى تلك تلك المواقف ‏المليئة بالتحديات

    التي تمور بها النفس عند وجود الإنسان في مجتمع وبيئة غريبتان ‏عليه.حيث تتولّد في النفس وتتفاعل احاسيس متعددة قد تشمل صراع

    الهوية أو ‏التماهي والشعور بالإغتراب و ما إلى ذلك. بعبارة أخرى هي وصف للحظات تلتقي ‏فيها و تتفاعل ثقافات مجتمعين مختلفين....

    ... لحظات. هي مواقف قد تكون مشحونة ‏بخليط من احاسيس ومشاعر شتى،قد يكون من بينها الخوف أوالتوتر والحيرة. وهو ‏وصف يكاد

    يشابه ما أشارت إلية الكاتبة الأم ب(الصدمة الثقافية).‏

    فإذا عدنا إلى تفاصيل وصف الأم لبعض المواقف التي توضّح ردود فعل ابنتها ‏نجدها ‏تقول عن جوزينا:‏لوصف تلك اللحظات التي تمور

    فيها في النفس و الوجدان ‏احاسيس و توجسات و مشاعر.لتوقظ العقل ليقود مقتضبا يعقبه اتخاذ قرار سريع ‏بالقبول أو النفور أو التنازل

    لتتماهى مع تلك المفردات الثقافية أو قد تقود إلى ‏الرفض،مفضّلة الاكنفاء باللجوء لدفء ثقافتها الوطنية . ‏

    ‏ (....و كانت تقاوم اللغة الجديدة التي كنا نتخاطب بها و كانت ترفض ان تستجيب ‏لطلبنا بترديد عبارات تحية القدوم أو الوداع باللغة العربية..

    و لكنها يوما استخدمت ‏في مفاجأة لهما عبارة بلغة عربية مبينة..)‏

    و هكذا فإن زخم تلك المواقف و اللحظات يشبه ما يبرز من جبل الجليد من وصف ‏لرد فعل الطفلة..و هي تجد نفسها في احضان مجتمع غريب

    عليها. بعد أن قاما، ‏بسلسة طويلة كما يبدو و متوقع، من الحوارات الداخلية الصامتة التي تتوجت ‏بالافتتان ببعض المفردات اللغوية وتقليد

    بعض الطقوس الاجتماعية و الثقافية.و هكذا ‏تأتي على حين غِرّة ردة فعل من جانب الطفلة تكشف أن التفهّم (بعد لأيٍ) قد أصبح ‏سيد الموقف

    .فأصبح التعامل مع المفردات الثقافية الغريبة عليها يتسم بالسلاسة ‏ولربما بالتماهي:‏

    ‏ (...... كانت جوزينا قبل مقدمها للسودان قد استوعبت قدرا كافيا من الثقافة ‏الامريكية و لا شك انها في السودان تعرضت لصدمة ثقافية.

    كانت في بادئ الامر ‏تأخذني لحيث يجلس والدها مع الرجال وبعد عدد من المحاولات تعلمت التقاليد ‏الثقافية المرعية في مثل تلك الحالات

    و كانت تطبقها حرفيا عندما يزورنا صديق ‏لزوجي في صحبة عائلته فتذهب بالأم و اطفالها الى غرفة النوم مباشرة و بالزوجة ‏الى غرفة المعيشة...)‏

    و هنا لابد من الإشارة إلى أن ما يحدث في مثل تلك المواقف من سلسلة من ‏الحوارات الداخلية و الديناميات و التي قد يعقبها اتخاذ القرار بالتفاعل

    معها بالقبول ‏والتثاقف و التماهي او الرفض. إنماهي ديناميات و تفاعل إنما هي عمليات من ‏صميم علوم تختص بدراسة الهوية و الانتماء

    و التماهي مثل علم الاجتماع أو ‏الانثربولوجي أو علم النفس أو اللغة...إلخ،.. و بالتالي فلا يفوت على المتابع ما ‏يُخْفَى عنه من حوار صامت
    يعقبه ثَمّ قرار بالقبول، ،أو الرفض.‏
    و هكذا، وبمرور الأيام يبدو أن أصبحت الغربة لدى الطفلتين أقل وطأة،إن لم تكون ‏برداً وسلاما، و ذلك كما يتضّح من تصرفات الطفلتين (حينذاك).

    .حيث أن تلك ‏اللحظات كانت بمثابة الصدمة بالنسبة لطفلتين في سنيهما، بينما هي تمثل لحظات ‏اندهاش، وتوقّع من جانب الأم و الأب..‏

    و هكذا نلاحظ كيف تسللت بعض ادوات و رموز الثقافة (الدين و اللغة و العادات و ‏السلوك) الخاصة بالمجتمع المضيف أو الجديد في بطء

    و يسر و سلاسة لتسكن في ‏الذاكرة البِكر للصبيتين و لتُحْدِث شيء من القبول، اعقبه التماهي مع ما شاهدت ‏ووَعَتْ.‏

    ‏ (...الصغرى نيكولا كانت عمرها حوالي العام، وكانت في بداية مرحلة تعلم اللغة و ‏الثقافة الامريكية...) ‏

    ‏(....و بدأت نيكولا بالتحدث باللغة العربية في ذات الوقت الذي بدأت فيه التحدث ‏بالانجليزية ولم تبذل مجهودا يذكر في التفريق بين اللغتين)....‏

    بالتالي لم تتعرض نيكولا، لأي صدمة ثقافية كالتي تعرضت لها اختها الكبرى ‏جوزينا و التي كانت قد اتت للسودان في مرحلة سنية أكبر.‏

    و في مكان آخر تقول الأم متحدثة عن نيكولا:‏
    ‏( .....و بدأت في الكلام ببعض الكلمات المهمة باللغة العربية. وظلت تلك الكلمات ‏ملازمة لها،وجزءاً اصيلاً من ذخيرتها اللغوية ولوقت

    طويل بعد عودتنا للولايات ‏المتحدة).‏

    إن التحولات الداخلية الخفية، التي قد لا يلحظها الإنسان. قد تشمل الدهشة أولا ثم ‏الرفض التلقائي لتلك الرموز الثقافية (سواء كان مفردات

    لغوية أو سلوك).و من ثم ‏قد ينشأ نوع من الألفة من خلال تكرار المراقبة. وتكون نتيجة كل ذلك التقليد و ‏الذي يشي بالقبول بعد أن توافق

    داخليا مع النفس و تصالح مع الوجدان ليتم ما يُعرف ‏بالتثاقف أو التماهي بطول المدة و من خلال التكرار.‏

    ‏(....و لم يمض وقت طويل حتى بدأت نيكولا مثل أختها عندما كنا في الخرطوم في ‏تعلم حركات الصلاة و في تقليد الآذان...).

    .(ملحوظة: كانت الأسرة في ذلك الوقت ‏قد انتقلت إلى القاهرة).‏
    ‏ (.... و بعد سنوات طويلة من أيامنا في القاهرة كانت نيكولا تزور مسجدا عتيقا ‏بإسطنبول في رحلة مدرسية.و بعد الفراغ من جولة

    في المسجد طلبت من مشرفة ‏الرحلة أن تبقى لبعض الوقت بمفردها في المسجد لتراقب المسلمين و هم يؤدون ‏الصلاة..لابد أن ذكرى

    ايام طفولتها الباكرة بالقاهرة و منظر المصلين في كل مكان ‏كانا يحومان في خيالها و عقلها...).‏

    و هكذايبدو أنما اختزنته ذاكرة الطفلة قد ترسب في وجدان و وعي الطفلة.‏

    فيا ترى الآن بعد هذه السنوات التي أربت على أربعة عقود ينساق ذهني للتساؤل : ‏أين مكان هذه الذكريات في ذاكرة ووجدان،وعقل،

    وروح أولئك الطفلتين( المرأتين ‏الآن) ؟ وماذا تحملان الآن..في ذاكرتيهما بعد كل هذه السنين التي ‏أربت على ‏الأربعة عقود(2018)؟. ‏

    و ماذا تختزنان في الوجدان من صور و ذكريات،و لربما بعضاً من حنينٍ لذكريات ‏تلك الأيام؟

    و هل تبقّى لديهما شيء يجذبهما إلى ذلك المكان، أي ذلك التوق و النوستالجيا الذي ‏تربط الإنسان بمكان شهد نشأته و ذكريات طفولته،

    و الذي يماثل ما يُسمّى ب: ‏‏(شاعرية/جمالية المكان) ذلك الوصف ألذي أطلقه غاستون شابلار ؟

    و أبعد من ذلك ماذا وقَر في العقل من بعد محاكاة، وتقليد وتماهٍ مع رموز، وطقوسِ ‏دينٍ غريب عليهما..‏

    فهل دفعتهما تلكم الأيام للبحث بقصدية معرفية، ونضوج فكري إلى التعرف على ‏ذلك الدين؟ أم أن مرور الأيام ومشغوليات الحياة

    قد دفعت بهما بعيدا عن البحث عن ‏حقيقة ذلك الدين؟

    و هلا يمكننا القول أن ما قد بثته الأم (بروفيسر كارولين) من ذكريات كان هو ‏الدرس الخفي الذي يمكننا أن نستخلصه من تلك الذكريات.‏

    في الختام الشكر للبروفيسير بدرالدين حامد الهاشمي على ما اتاحه و ظل يتيحه لنا ‏من اطلاع على كنوز معرفية و ثقافية ذات قدر جليل.‏

    الدوحة في:‏ 23 ديسمبر 2018‏

    [email protected]






                  

العنوان الكاتب Date
نيكولا و جوزينا , ذكريات طفولتهما في السودان:‏ محمد عبد الله الحسين02-13-20, 07:01 AM
  Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس محمد عبد الله الحسين02-13-20, 07:10 AM
    Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس محمد عبد الله الحسين02-13-20, 07:43 AM
      Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس محمد عبد الله الحسين02-13-20, 10:36 AM
        Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس محمد عبد الله الحسين02-14-20, 10:36 AM
          Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس محمد عبد الله الحسين02-15-20, 11:21 AM
            Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس محمد عبد الله الحسين02-15-20, 04:17 PM
              Re: أين نيكول و جوزينا : ذكرياتطفولتهما في الس محمد عبد الله الحسين11-14-23, 10:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de