علل بنوية في تكوين الدولة السودانية

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 03:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2020, 08:55 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية (Re: حامد بدوي بشير)

    الأحزاب السودانية الفاعلة
    الحزب الشيوعي السوداني

    كانت أغلبية المثقفين السودانيين القاطنين في العاصمة الوطنية أمدرمإن، قد رأت، عند إنبعاث الحركة السياسية - الثقافية السودانية، في بداية أربعينات القرن العشرين، إن صمام الأمان الوحيد بينهم وبين عودة تسلط العقلية الهمجية الرعوية الأمية، هو الإحتماء بمصر، باعتبارها القوة القريبة القادرة على ردع ذلك الخطر. هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى فإن مصر كانت هي رمز ونموزج للحياة المتقدمة الراقية المتحضرة في نظر أغلبية المثقفين السودانيين في ذلك الزمن.

    نعم هذه القناعات لم تكن ضمن ما أفصح عنه الخطاب السياسي -الثقافي للتيار الإتحادي العروبي ولكنها بالتأكيد ضمن ما أخفاه ذلك الخطاب. وبدون الكشف عن هذا المخفي من الخطاب السياسي-الثقافي الإتحادي، فإن الدعوة للإتحاد مع مصر، ومهما جعجع الإتحاديون، سوف تظل واهية وغير وطنية وتعج بالمغالطات. فكيف يطمح السودان الضعيف إلى الثورة وطرد بريطانيا العظمى من (وادي النيل)، بينما يقف ملك مصر وبشواتها موقفاً سلبياً، إن لم يكن ممالئاً للإنجليز؟ هذا فضلا عن أن مصر تشارك فعلياً في إحتلال وإستعمار السودان.

    لكل هذا فإن الجزء المخفي من الخطاب السياسي الإتحادي أكثر تماسكاً من الجزء المعلن. وعلى العكس تماماً من ذلك، فإن الجزء المعلن من خطاب التيار الإستقلالي الديني أكثر تماسكاً ومعقولية من الجزء المخفي. فالمعلن من خطاب التيار الإستقلالي الديني مباشر وواضح المضمون وهو خروج المستعمر المصري - الإنجليزي وعودة السودان مستقلاً لأهله. والمستعمر الإنجليزي ليس له أطماع في ضم السودان ضماً نهائياً لبريطانيا، لإن ذلك مستحيل عملياً. أما المستعمرالمصري فلديه تلك الأطماع ولا يفتأ يعلن عنها صراحة. وإذا كان الخيار بين إستعمار عادي وإستعمار استيطإني، فبالتأكيد إن الإستعمار الأول هو الأفضل.

    إذن، إن ما أخاف الإتحاديين هو الجزء المخفي من الخطاب السياسي الإستقلالي. فعودة السودان الحر المستقل عن مصر مقصود به عودة الوضع إلى ما قبل التدخل المصري - البريطإني، أي عودة المهدية. وها هم الأنصار جاهزون ومستعدون للجهاد والتضية بأرواحم من أجل عودة دولتهم. ولهذا قال الإتحاديون عن الدعوة لإستقلال السودان: (دعوة حق أريد بها باطل).

    كان هذا هو الواقع السياسي الذي واجهه المثقفون الماركسيون السودانيون في بداية أربعينات القرن العشرين وهم يسعون ليكونوا عنصراً مؤثراً في الساحة السياسية السودانية. فلمإذ أحجم مؤرخو الحركة الشيوعية السودانية عن الخوض في تحليل هذا الواقع؟.

    نحن نعتقد إن مؤرخو الحركة الشيوعية السودانية، وعل رأسهم الأستاذ عبد الخالق محجوب، قد تحاشوا الخوض في تفاصيل الواقع السياسي السوداني في بداية إنبعاث الحركة السياسية السودانية، بسبب أن الخوض في تحليل ذلك الواقع كان سيكشف ما أرادوا هم اخفاءه من خطابهم السياسي العام، عندما قرروا إن يعملوا (كجناح يساري في نطاق الأحزاب الإتحادية). وتحليل الخطاب السياسي الإتحادي كان سيكشف عن أن الماركسيين قد ركنوا مع الإتحاديين للتحالف مع باشوات مصر.

    والوسيلة الوحيدة لكشف المخفي من أي خطاب سياسي، هي تفكيك الجزء المعلن منه وكما فعلنا مع الخطاب السياسي الإتحادي والخطاب السياسي الإستقلالي نفعل مع الخطاب السياسي للماركسيين، فنقول:

    عندما كون الماركسيون (حركة التحرر الوطني) وقرروا العمل (كجناح يساري في نطاق الأحزاب الإتحادية)، فإنهم قد حكموا على حركتهم بإن تنفصل تماماً عن الجماهير المسحوقة إقتصادياً والمهمشة إجتماعيا وسياسياً وثقافياً وذلك لإن هذا القرار كان يعني عملياً حصر النشاط الشيوعي داخل المدن حيث توجد جماهير الأحزاب الإتحادية. أما الجماهير المسحوقة المهمشة فهي في الأرياف والهوامش حيث يتمدد نفوذ (حزب الأمة). والسبب وراء هذا القرار هو عجز المثقفين الماركسيين عن مواحهة الصعوبات الهائلة التي تقف بينهم وبين الاتصال بهذه الجماهير المهمشة المسحوقة من الرعاة والمزارعين المطريين في الأرياف والهوامش وأطراف القطر شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. وتتمثل تلك الصعوبات في نقطتين أساسيتين هما:

    1 - الإنعدام التام للوعي لسياسي - الثقافي لدى هذه الجماهير مما يمنع وصول الخطاب السياسي - الثقافي والشعار الماركسي إليها.

    2 - الدين. فغالبية هذه الجماهير مسيطر عليها دينياً من قبل القيادة الطائفية الأنصارية والختمية، وذلك في الشمال والشرق والغرب، ومن السهل جداً شحنها ضد الفكر الشيوعي الملحد.

    وإذ قرر المثقفون الماركسيون، دون إن يقولوا ذلك صراحة إنهم أضعف من إن يجابهوا الصعوبات التي تحول بينهم وبين غالبية الجماهير المسحوقة المهمشة، فإنهم قد قرروا حصر قضيتهم وموضوع نضالهم في مسألة مقاومة الإستعمار، وكأن زوال الإستعمار سوف يحرر تلك الجماهير مما تعإني من الإنسحاق والتهميش والمظالم.

    لكل هذا فقد كان شعار (حركة التحرر الوطني) هو (النضال ضد الإستعمار) كجزء معلن من خطاب الماركسيين السياسي. وهكذا فإن الماركسيين يبدون هنا وكأنهم في حيرة من أمرهم. فالنضال ضد الإستعمار لايحتاج نظرية ماركسية، إذ أن أي إنسان وطني يمتلك الإستعداد الفطري لذلك. وعليه فالجزء المخفي من الخطاب السياسي الماركسي هو (النضال ضد الرإسمالية في مرحلة لاحقة)

    ويبدو أن مثقفي (حركة التحرر الوطني) لم يكونوا أكثر من حلقة مغلقة لتدارس الماركسية. ولكن مسيرة الحركة الشيوعية السودانية قد إستطاعت سريعاً أن تكسر جمود تلك الحلقة وأن تنطلق. وهذا ماسوف نأتي عليه أدناه ونحن نتابع مسيرة (الحزب الشيوعي السوداني).

    (1) في عام 1946م كان الصراع بين دعاة الجمود ودعاة الإنطلاق داخل الحركة قد احتدم، بل إنفجر إنفجاراً داخل اللجنة المركزية للحركة. وفي صيف ذلك العام إستطاعت (العناصر الثورية) أن تطرد من اللجنة المركزية من أسموهم حينها (بالعناصر الإنتهازية). وتشكلت لجنة مركزية جديدة. وبالفعل فقد إستطاعت القيادة الجديدة أن تعمل بسرعة على توطيد الحركة داخل جماهير العمال في المدن، إذ لم يكن هناك عمال خارجها. وقد ظل خط الحركة العام هو (النضال ضد الإستعمار وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره). وتقوقع الشيوعيون داخل المفهوم الغامض للإستقلال وتقرير المصير، إذ لم تتحدث وثائقهم حول آليات ممارسة الشعب السوداني تقرير مصيره. وكان هذا الموقف ضبابيا تماما مقارنة مع موقفي الحزين التقايديين. فإذا كان التيار الإستقلالي يتحدث عن الإستقلال، فقد كان لدى قيادة هذا التيار مفهوم خاص للإستقلال. وهو خروج المستعمرين، مصر وبريطانيا. أما الإتحاديون فإنهم يعنون بالإستقلال خروج الإنجليز عن وادي النيل. ولم يستطع الشيوعيون تحديد مفهوم خاص بهم للإستقلال. فهم يتحدثون فقط عن النضال ضد الإستعمار وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره، بدون تفاصيل تكشف عن رؤية واضحة. بل إن الشيوعيين إندفعوا ودفعوا بالعمال في نضال غير واضح الأسباب أو الأهداف ضد (الجمعية التشريعية) عام1948م. فإذا كان الإستقلاليون قد أيدوا قيام الجمعية التشريعية فلأنها تؤكد إنفصال السودان عن مصر لأنها بداية لحركة تطوير دستورية بعيداً عن الحكم الملكي السائد في مصر,. وإذا كان الإتحاديون قد قاوموها فلنفس السبب الإستراتيجي، أي بناء قاعدة تطوير دستوري بعيداً عن الحكم الملكي السائد في مصر. أما موقف الشيوعيين منها، فلم يكن في وضوح موقف تلك القوة التقليدية.

    فلاشك أن الإدارة الإستعمارية، قد قصدت من إقامة الجمعية التشريعية خلق جسر يين السلطة، (الحاكم العام)، وبين الشعب السوداني. فالجمعية التشريعية لم يقصد منها إضفاء شرعية على سلطة الحاكم العام. فشرعية سلطته مستمدة من إتفاقية الدولتين المستعمرتين. بل إن الحاكم العام ترشحه بريطانيا وتعينه مصر.

    (2) في عام1950م عقدت (حركة التحرر الوطني) أول مؤتمر لها تحت مسمى (الحزب الشيوعي السوداني). وحدد الحزب وجهة نظره حول المرحلة السياسية إنذاك على إنها: (مرحلة الإتحاد الوطني ضد الإستعمار من أجل حق الشعب في تقرير مصيره). وإذا كان الصراع السياسي في السودان يدور أساساً حول معنى الإستقلال، فإن ذلك يعني أن الصراع كان يدور حول مستقبل السودان بعد خروج المستعمر ونيله إستقلاله. فالإستقلاليون الدينيون كانوا يرون إن مستقبل السودان هو الإرتباط بارثه الديني المهدوي، كما كان الإتحاديون يرون إن المستقبل الوحيد للسودإن هو في الإرتباط بمصر من أجل إجهاض المشروع الإستقلالي الديني. ووسط كل هذه الرؤى الواضحة المرتبطة بمستقبل الدولة المستقلة في السودان، كان (الحزب الشيوعي السوداني) يجعل من النضال ضد الإستعمار وحق تقرير المصير نهاية حدود رؤيته، ولا يقول شيئاً عن مستقبل الدولة المستقلة. هل كان الحزب يسعى إلى أن تكون الدولة القادمة، إستقلالية دينية أم إتحادية عروبية أم شيئاً ثالثاً؟ هذا ما لم يكن واضحاً أبداً. بل أن الحزب قد ترك هذه القضية الرئيسية، قضية الساعة آنذاك، وانغمس أكثر في الحديث عن وسائل النضال ضد الإستعمار. وقد حدد ذلك (بتنظيم جماهير الطبقة العاملة وبناء التحالف الوثيق بينها وبين جماهير المزارعين). ولم يحاول أبداً خلق تيار ثالث ينادي بالإستقلال حسب رؤية جديدة. وهذا يعود بنا إلى ما ذكرناه سابقاً عن عجز الماركسيين عن الوصول إلى جماهير الأرياف والهوامش لاستقاء وجهة نظرها وتبني خط سياسي بناءاً على ذلك. فقد كانت الجماهيير الغفيرة في الشمال الأقصى والجنوب وجبال النوبة ودارفور بعيدة كل البعد عما كان يسعى له التيار الإتحادي العروبي المتمثل في الأحزاب الإتحادية وعما كان يدعو له التيار الإستقلالي الديني المتمثل في (حزب الأمة).

    (3) في عام 1952م أسهم الحزب بفعالية في تكوين (الجبهة المتحدة لتحرير السودان) التي دفع فيها بالنقابات العمالية. وكان هذا امتدادا لمحاولات الحزب إثبات وجودة كقوة فاعلة داخل الساحة وليس أكثر. فلا تزال الأجندة الرئيسية وراء حركة الساحة السياسية السودانية غريبة عليه، كما لا يزال الحزب عاجزاً عن تحديد وإعلان رؤيته الخاصة لمستقبل السودان بعد خروج المستعمر. وحيث إن الحزب قد صنف الأحزاب الإتحادية على إنها (أحزاب الرإسمالية الوطنية)، فإنه من الواضح كان يركن إلى أن رؤيتها لمستقبل السودان هي الأقرب إلى خط الحزب على الرغم من إنتقاداته (لتردد) تلك الأحزاب و(إتجاهاتها الرجعية) "أحيإناً".

    (4) في عام 1953م اتخذ الحزب الشيوعي السوداني موقفاً غريباً من (إتفاقية السودان) أو ما عرف بإتفاقية الحكم الذاتي. فقد إنفرد الحزب برفضه لتلك الإتفاقية التي قبلتها كل الأحزاب السودانية. فهذه الإتفاقية كانت تعني عملياً موافقة بريطانيا على الخروج من السودان بعد إنقضاء فنرة الحكم الذاتي التي تركت للبرلمان الذي سينتخب نهنة تحديد موعد نهائي لإعلان الاستقلال ولم تشترط سوى إكمال عملية السودنة خلال تلك الفترة، ومن ثم إجراء إستفتاء يحدد فيه الشعب السوداني مصيره بين خيارين هما الإرتباط بمصر حسب ما يدعو إليه التيار الإتحادي العروبي أو الإستقلال التام حسب ما يدعو إليه التيار الإستقلالي الديني. وواضح جداً إن هذه الإتفاقية كانت تضع نهاية تامة للهدف المرحلي الذي كرس (الحزب الشيوعي السوداني) كل جهده السياسي تجاهه، ألا وهو النضال ضد المستعمر وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره. فقد أجابت الإتفاقية على القضيتين بما يرضي غالبية الشعب السوداني. ولم يلبث الحزب إن رأي ضعف موقفه الرافض للإتفاقية فعاد وتراجع عن هذا الموقف في شهر مارس من نفس العام، تماماً كما يتراجع اليوم عن موقفه، غير المبرر، الرافض للمشاركة في مستويات سلطة حكومة ثورة ديسمبر المجيدة.

    (5) وإزاء تسارع الأحداث السياسية بعد عام 1953م، كان على الحزب إن يحدد إستراتيجيته السياسية فوراً بعد أن تراجع عن الموقف الفج تجاه إتفاقية الحكم الذاتي. وبالفعل فقد حدد الحزب إستراتيجيته في مؤتمره الثاني عام 1953م. وإنقل هنا حرفياً ما جاء في كتيب (لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني) لمؤلفه الأستاذ عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب في تحديد تلك الإستراتيجية: "إن يدفع (الحوب) بالطبقة العاملة إلى مركز القيادة للجماهير، وإنه من الممكن لهذه الطبقة أن تحل قيادتها مشاكل التحرر الوطني الديموقراطي ثم تسير بالبلاد إلى أحداث الثورة الإجتماعية"

    فإذا عرفنا أن الحزب لم يحقق أي نجاح يذكر في إنتخابات برلمان الحكم الذاتي (فاز بمقعد واحد)، فإننا ندرك أن تلك الإستراتيجية السياسية التي تبناها الحزب عام 1953م، لم تكن أكثر من أحلام. فإذا كان الحزب يخطط لأن تتولى قيادة الطبقة العاملة قيادة جماهير الشعب السوداني متخطية (الحزب الوطني الإتحادي) و(حزب الأمة)، فإن الحزب كان يحلم بلا شك، بل كان يسعى إلى تضليل كوادره بهذه الأوهام. نعم إن التفاؤل جزء أساسي من قناعات المثقف الماركسي، ولكن ليس لحد خداع الذات.

    (6) غير إن الحزب سرعان ما اكتشف الأساس الخيالي لإستراتيجيته في وطيس حركة الإعداد للإنتخابات. وواجه الحزب نفسه، معترفاً "بعزلة الحزب وضعف صلاته الثابته بالجماهير" (نفس المصد السابق) . لهذا ابتكر الحزب تنظيم (الجبهة المعادية للإستعمار)، وذلك بعد إتفاقية الحكم الذاتي المؤدية للإستقلال حسب مشيئة الشعب السوداني التي ستظهر في نتيجة الإستفتاء. من هنا يتضح، بما لا يدع مجالاً للشك بأن (الحزب الشيوعي السوداني)، كان لايزال في حيرة من أمره ولا يدري مإذا يفعل عشية الإستقلال. فبعد موافقة بريطانيا على الجلاء بمجرد إن يطلب البرلمان المنتخب ذلك بعد اكمال السودنة وإجراء الإستفتاء، لايكون هناك معنى لتكوين (الجبهة المعادية للإستعمار). فالحركة السياسية السودانية في أواخر عام 1953م، كانت قد تجاوزت مرحلة محاربة الإستعمار ودخلت فعلياً في مرحلة الحكم الوطني. وأية إستراتيجية سياسية لم تع ذلك، هي إستراتيجية متخلفة.

    (7) خلال عامي1954-1957م، وقف عداء الشيوعيين التقليدي للديموقراطية واللبرالية، بين الحزب وبين العديد من المتعلمين اللبراليين الذين يرفضون كلاً من المشروع الإتحادي العروبي والمشروع الإستقلالي الديني. كما إن تقوقع الحزب داخل المدن قد حرمه من التواصل مع القضايا الحقيقية لجماهير الأرياف والأطراف المهمشة. غير إن الحزب قد أبدع مخرجاً ذكياً من تلك العزلة عن طريق الحركة النقابية العمالية والحركة النسوية والحركة الشبابية الطلابية، كمنافذ يصل عبرها إلى جماهير الشعب السوداني خارج المدن. وهنا بالتحديد حقق (الحزب الشيوعي السوداني) بزعامة سكرتيره الشاب، عبد الخالق محجوب، أعظم نجاحاته. فقد نجح في ربط الحركة النقابية بالفكر الإشتراكي العلمي كما نجح في خلق حركة نسوية صارت مثار أعجاب الصديق والعدو حتى اليوم، كما أحرز الحزب تقدماً ملحوظاً في أوساط الشباب والطلاب.

    غير إن تلك الفترة التاريخية قد شهدت ظهور الحركة الإسلامية الراديكالية في السودان ممثلة في تنظيم (الأخوإن المسلمون) عام 1954م. وقد جاء هذا التنظيم وكانما هدفه الوحيد هو محاربة الشيوعية في السودان. وهكذا واجه الحزب خطراً جديداً وعدواً عنيداً ظل يصارعه وينافسه في مناطق نفوذه.

    (8) الفترة من 1958م إلى 1964م كانت هي الفترة الذهبية لنشاط (الحزب الشيوعي السوداني). فعندما قامت السلطة العسكرية بحظر نشاط جميع الأحزاب السودانية، أثبت الحزب أنه الأكثر مقدرة من بين كل الأحزاب على العمل السري. وبينما كانت فترة الحظر التي إستمرت ستة سنوات، فترة توقف عن النشاط بالنسبة للأحزاب السودانية، كانت نفس هذه الفترة هي فترة النشاط الأعظم للحزب الشيوعي السوداني. وقد ساعد على ذلك أن نفس الفترة كانت فترة تحرر وطني في آسيا وأفريقيا وفترة مد إشتراكي عالمي. كانت الإشتراكية قد صارت، في تلك الفترة، هي النجم الهادي لنضال الشعوب حديثة الإستقلال ولنضال تلك التي لا تزال في طريقها إلى الإستقلال. وهكذا صار فكر وشعارات الحزب تأخذ طريقها بسهولة في أوساط الحركة النقابية والحركة الطلابية والحركة النسوية، بل ووسط المزارعين.

    وعلى الرغم من الخطأ التكتيكي القاتل الذي إرتكبه الحزب بقبول الدخول في المجلس المركزي الذي ابتكره النظام العسكري كنوع من الجهاز التشريعي والرقابي عام 1963م، إلا إن الحزب قد تراجع عن هذا الخط التصالحي مع النظام العسكري وعاد إلى صفوف المعارضة. وقد ميز الحزب نفسه عن بقية الأحزاب السودانية عن طريق ابتكار اساليب المقاومة ضد حكومة العسكر. فكان الحزب هو الذي يوزع المنشورات ويكتب على الجدرإن ويحرك الإضرابات. ولهذا فقد أسهم الحزب بنصيب الأسد في ثورة أكتوبر 1964م التي أطاحت بحكومة العسكر.

    (9) إن أدق جملة يوصف بها ماحاق بالحزب الشيوعي خلال فترة الديموقراطية الثانية 1964-1969م، هي جملة (جزاء سنمار). فقد تميزت الحياة السياسية بعد ثورة أكتوبر الشعبية 1964م بالنضوج. فها هو الشاب الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي يضخ في شرايين حزب الأمة دماءاً جديدة، وهاهم الإتحاديون الجدد في (حزب الشعب الديموقراطي) يحددون المعسكر الإشتراكي المتمثل في الشيوعيين وإتحادات العمال والمزارعين، حليفاً. هذا النضج الذي ميز الساحة السياسية السودانية في تلك الفترة، مضافاً إليه النجاحات التي حققها (الحزب الشيوعي السوداني) أثناء مقاومة الدكتاتورية وأثناء الثورة الشعبية ضده، كل ذلك قد أدى إلى تنبه الأحزاب اليمينية السودانية إلى الخطر الذي يمثله (الحزب الشيوعي السوداني).
    فإذ تذكرنا بإن معسكر الأحزاب اليمينية الدينية، بعد عام 1964م كان يضم بجإنب (حزب الأمة) و(الأخوإن المسلمون) الذين إنتظموا في حزب سياسي أسموه (جبهة الميثلق الإسلامي)، كان يضم إلى جإنب هؤلاء، (الحزب الوطني الإتحادي)، فإننا سندرك حجم القوى المناوئة للشيوعية في السودان في تلك الفترة.

    ولم تخف هذه القوى عداءها للحزب الشيوعي السوداني وكانت تتربص به بصورة واضحة. وقد استغلت هذه القوى حادثة فردية وقعت في معهد المعلمين العالي، حيث قيل إن شاباً شيوعياً قد قدح في ذات وأسرة الرسول صلى الله عليه وسلم في ندوة أقيمت في المعهد المذكور. إستغلت القوى المعادية للشيوعية هذه الحادثة أبشع إستغلال وألهبت مشاعر المسلمين في كل الأوساط، ودفعت بالمتعصبين من الشباب والطلاب والشيوخ في مظاهرات حاشدة مطالبة بحل الحزب الشيوعي. ووسط ذلك الزخم إقترحت هذه القوى وأجازت طرد الأعضاء المنتخبين من الحزب الشيوعي من داخل الجمعية التأسيسية.

    وكانت حمى العداء للشيوعية أرضية مناسبة لوضع دستور إسلامي وتقديمه للجمعية التأسيسية التي تسيطر عليها هذه القوى. كما إن ذلك الزخم الديني قد شكل مناخاً عاماً من المزايدات الدينية، بين القوى اليمينية نفسها. فأعلن رئيس مجلس السيادة، رئيس (الحزب الوطني الإتحادي) ومرشح الحزب لرئاسة الجمهورية، فصل القضاء الشرعي عن القضاء المدني وجعل السيطرة الإدارية للقسم الشرعي من القضاء لأول مرة في تاريخ السودان منذ أن صار دولة مستقلة. ومن الناحية الأخرى كان راعي (حزب الأمة) السيد الهادي عبد الرحمن المهدي يعلن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية عن (حزب الأمة) تحت شعار (الدستور الإسلامي).

    في أجواء الإستقطاب تلك، كانت طلائع التيار الإتحادي العروبي داخل الجيش السوداني، وبتشجيع وتخطيط من مصر الناصرية، واستباقاً لتحقق الدولة الدينية، كانت تلك الطلائع تتحرك في الخفاء لإجهاض ما كان يحاك علناً. وكان طبيعياً إن ترى تلك الطلائع في (الحزب الشيوعي السوداني) حليفاً قوياً وهي تعد العدة لضرب التيار الديني الذي كسب قوة كبيرة بإنحياز الإتحاديين القدامى (الوطني الإتحادي) إليه.

    وهنا إرتكب (الحزب الشيوعي السوداني) خطأه القاتل، إذ قرر مسإندة الإنقلاب العروبي الراديكالي، بل والمشاركة فيه. تنفيذاً وسلطة. وقد إستطاعت كوادر الحزب إن تصبغ السلطة الجديدة بالصبغة الحمراء بعد إن سيرت المواكب الهادرة المؤيدة للإنقلاب العسكري عن طريق تحريك جماهيرها وسط الطلاب والعمال والمزارعين والمثقفين،

    كل ذلك كان من مصلحة القوى المناوئة للإنقلاب ضمن التيار الديني. إذ وفر عليها (الحزب الشيوعي) عبء إثبات إن الإنقلاب شيوعي. ثم إن (الحزب الشيوعي) قد وجد نفسه منساقاً دون إرادته في عملية تصفية الحسابات بين التيار العروبي في قمته الراديكالية وبين التيار الديني بكل مستوياته. وهكذا عندما وقعت المواجهات المسلحة بين التيارين في الجزيرة أبا وودنوباوي بامدرمإن في الايام الأولى للإنقلاب، كان التيار الديني يحشد جماهيره بإسم الجهاد (ضد الشيوعية الملحدة). وكان (الحزب الشيوعي) عاجزاً تماماً عن توضيح تباين موقفه عن موقف السلطة العسكرية العروبية الراديكالية أمام الشعب السوداني. وكان كل ذلك يحدث للحزب في الوقت الذي تزداد شقة الخلاف بينه وبين الضباط العروبين الذين كانوا يسيطرون على السلطة والجيش.


    وعندما تفاقم الخلاف بين الحزب وبين الضباط الإنقلابين، وبعد محاولة هاشم العطا التصحيحية في يوليو 1970م، لم يجد الحزب من يبكي عليه وهو يضرب بعنف من قبل العساكر الذين سإندهم وساعدهم في الوصول إلى السلطة.

    (10) السنوات ما بين عامي 1971 و 1985م، كانمت أسوأ سنوات في عمر (الحزب الشيوعي السوداني). فقد خرج الحزب من المواجهة مع النظام العسكري منهكاً مثخناً بالجراح، إذ أعدم خيرة كوادره بما فيهم أمينه العام الأستاذ عبد الخالق محجوب وأعدم رئيس إتحاد عمال السودان الشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق القيادي الشيوعي الجنوبي وآخرون. هذا بالإضافة إلى تلك الكوادر المدربة التي آثرت السلامة والسلطة فانقسمت من الحزب وإنحازت لسلطة الإنقلاب.

    من ناحية أخرى فقد كانت خسارة الحزب سياسياً أفدح أثراً على مستقبله من فقدإنه لكوادره بالموت والإنقسام. فقد قضت الفترة القصيرة التي قضاها الحزب مسإنداً ومشاركاً في السلطة العسكرية، على كل ما بناه الحزب من رصيد في العقل الجمعي للشعب السوداني، الذي كان يرى في الشيوعيين مثالاً للشجاعة وعفة اليد والثبات على المبدئ. ولم يستطع الحزب، طوال السنوات التي أعقبت إشتراكه في السلطة إن يمحو عن إذهإن الناس إن كوادره قد وقفت في صف السلطة وهي تواجه الطلاب بالدبابات عام 1970م في جامعة الخرطوم. وظل الشيوعيون وحلفاؤهم من الديموقراطيين يخسرون بإستمرار إنتخابات إتحادات الجامعات والمعاهد العليا منذ عام 1970م لصالح الإسلاميين حتى إرتكب الإسلاميون نفس الخطأ عندما نفذوا إنقلاب 1989م.

    (11) 1985 -1989م
    مع إن (الحزب الشيوعي السوداني) قد كان أشد الأحزاب السودانية عداءا وأكثرها تضرراً من نظام الدكتاتور جعفر نميري، إلا إن هذا الموقف لم يشفع له لدى الناخب السوداني في أول إنتخابات بعد سقوط النظام الدكتاتوري، إذ جاء في ذيل الأحزاب المعروفة. جاء بعد (الأمة) و(الإتحادي الديموقراطي) و(الجبهة الإسلامية) و(الحزب القومي السوداني) و(المستقلون). فجميع هذه التنظيمات قد تخطت (الحزب الشيوعي السوداني). كما إن الإسلاميين، أعداء الشيوعيين الالداء والذين ظلوا مشاركين في سلطة الدكتاتور حتى أسابيعها الأخيرة، قد إستطاعوا الحصول على (28) دائرة جغرافية وجميع دوائر الخريجين.

    وإذأ كان النصر السياسي بعد ثورة أكتوبر 1964م قد أغرى الشيوعيين بالمشاركة في إنقلاب نميري 1969م، فإن الشيوعيين هم أول من يعرف إن الإنتصار السياسي بعد إنتفاضة 1985م سوف يغري الإسلاميين بتدبير إنقلاب عسكري واستلام السلطة. ولهذا فقد كان (الحزب الشيوعي السوداني) أكثر الأحزاب توقعاً لإنقلاب الجبهة الإسلامية عام 1989م. بل أعمل الحزب كل جهده لإجهاض ذلك الإنقلاب، إلا إنهم لم يجدوا إذناً صاغية من رئيس الوزراء آنذاك، الصادق المهدي الذي لا يقل عداؤه للشيوعيين من عداء الإخوان المسلمين لهم.






                  

العنوان الكاتب Date
علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-03-19, 06:48 PM
  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-04-19, 10:14 AM
    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-05-19, 07:31 PM
      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-06-19, 07:08 PM
        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية الفاتح شلبي10-07-19, 08:27 AM
          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-08-19, 11:00 AM
            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-08-19, 09:01 PM
              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك10-08-19, 11:40 PM
            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية الفاتح شلبي10-09-19, 08:32 AM
              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-10-19, 12:48 PM
                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-12-19, 09:39 AM
                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-13-19, 05:54 AM
                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-14-19, 00:36 AM
                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-15-19, 09:33 PM
                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-17-19, 06:39 PM
                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-19-19, 08:16 PM
                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-22-19, 09:19 AM
                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Biraima M Adam10-22-19, 11:54 AM
                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Biraima M Adam10-22-19, 01:00 PM
                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Biraima M Adam10-22-19, 01:34 PM
                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-23-19, 05:19 PM
                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-25-19, 04:26 PM
          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية adil amin01-31-20, 04:59 AM
  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Kabar10-26-19, 09:21 PM
    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-28-19, 03:58 PM
      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-30-19, 03:51 PM
        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-03-19, 07:36 AM
          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-05-19, 10:19 PM
            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-08-19, 02:07 AM
              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-09-19, 11:13 PM
                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-12-19, 10:26 AM
                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-13-19, 08:31 PM
                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-15-19, 07:06 PM
                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك11-15-19, 07:59 PM
                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-16-19, 03:02 AM
                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-18-19, 04:29 AM
                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-20-19, 09:56 AM
                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-22-19, 10:59 AM
                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-25-19, 04:44 AM
                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-30-19, 08:50 AM
                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-03-19, 07:23 AM
                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-06-19, 05:07 AM
                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-11-19, 04:33 AM
                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك12-12-19, 04:13 PM
                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-12-19, 08:07 PM
                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-12-19, 08:27 PM
                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-15-19, 08:22 PM
                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-19-19, 04:05 PM
                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-22-19, 08:09 AM
                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-29-19, 06:27 AM
                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-31-19, 02:52 PM
                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-02-20, 06:38 PM
                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-05-20, 08:04 AM
                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-12-20, 08:00 AM
                                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-14-20, 09:09 AM
                                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-18-20, 09:55 PM
                                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-23-20, 08:21 PM
                                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad01-26-20, 08:54 AM
                                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-28-20, 02:53 PM
                                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-29-20, 07:39 AM
                                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad01-31-20, 01:49 AM
                                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية adil amin01-31-20, 05:07 AM
                                                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية adil amin01-31-20, 05:09 AM
                                                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 09:28 AM
                                                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 09:36 AM
                                                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 09:58 AM
                                                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك01-31-20, 11:09 AM
                                                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 12:55 PM
                                                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-02-20, 11:35 PM
                                                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-05-20, 08:55 PM
                                                                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-06-20, 00:37 AM
                                                                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-07-20, 11:15 PM
                                                                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-08-20, 00:03 AM
                                                                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-08-20, 12:44 PM
                                                                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-09-20, 06:21 AM
                                                                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad02-12-20, 07:09 AM
                                                                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-13-20, 04:49 AM
                                                                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad02-24-20, 05:13 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de