علل بنوية في تكوين الدولة السودانية

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 04:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2019, 02:52 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية (Re: حامد بدوي بشير)

    كيمياء السلطة في السودان
    قإنون التدهور

    حامد بدوي
    [email protected]

    . عرف السياق السياسي السوداني، منذ الاستقلال وحتى اليوم، ثلاث ظواهر سلطوية هي:
    1 - السلطة الديمقراطية التعددية وآليتها الحزب السياسي.
    2 - السلطة الشمولية وآليتها الإنقلاب العسكري.
    3- سلطة الحرب الأهلية وآليتها التمرد المسلح.

    في مسيرة الحركة السياسية السودانية تبادلت الظواهر السلطوية أعلاه التجلى والغياب في خط دائري تماما بحيث تكرر تجلى كل واحدة منها ثلاثة مرات. فهناك ثلاث ظواهر سلطوية ديمقراطية في عام 1956 وعام 1964 وعام 1985. وثلاث ظواهر سلطوية شمولية في عام 1958 وعام 1969 وعام 1989. وكذلك ثلاث موجات من الحرب الأهلية في الجنوب، عام 1955 وعام 1963 وعام 1983. وهذا يتيح لنا النظر في حالة الآليات المحققة لهذه الظواهر عبر ثلاث مراحل لكل اليه من الحزب السياسي إلى الإنقلاب العسكري إلى التمرد المسلح. فإذا تنأولنا بالتحليل وسائل تحقق السلطة في السودان وحاولنا الكشف عن قإنون يحكم حركتها، فإنه سوف يتسنى لنا الكشف عن الخط الذي سارت فيه هذه الآليات وما إذا كان خطاً تصاعدياً إيجابياً أو خطاً إنحدارياً سلبياً.


    الحزب السياسي
    أفضل تعريف مختصر وجدته للحزب السياسي، هو التعريف القائل " يقصد بالحزب السياسي جماعة من الأفراد داخل المجتمع، تعمل في الإطار القانوني بمختلف الوسائل السياسية لتولي زمام الحكم، كلا أو جزءا، بقصد تنفيذ برنامجها السياسي". وبهذا المفهوم نجد أن الحزب السياسي في السودان قد حافظ على المفهوم االعلمي للحزب السياسي طوال فترة مقاومة الأحزاب السياسية السودانية للسلطة العسكرية الأولى ما بين عام 1958 وعام 1964. بمعنى إن أدوات مقاومة الأحزاب السياسية الدكتاتورية الأولى كانت أدوات وأساليب مدنية (في الإطار القانوني وبمختلف الوسائل السياسية) تتمثل في الضغط السياسي عبر تنظيم مقاومة جماهير الشعب السوداني من خلال العرائض والإحتجاجات والمظاهرات وحتى العصيإن المدني. وهذه هي المرحلة الأولى من مراحل تحولات الحزب السياسي، باعتباره الآلية الوحيدة لتحقق الظاهرة السلطوية الديموقراطية

    في المرحلة الثانية بدأ الحزب السياسي في السودان يفارق مفهوم الحزب المدني الذي يستمد قوته الحقيقية من تأييد الجماهير طوال فترة مقاومة الأحزاب للسلطة العسكرية الثانية ما بين عامي 1969- 1985. فقد اعتمدت هذه الأحزاب، في تلك الفترة، على أدوات نضال هي خليط من العمل العسكري الحربي والعمل المدني السياسي. وظهرت لأول مرة في تاريخ الحركة السياسية السودانية المليشيات ومعسكرات التدريب التي أقامتها الأحزاب السودانية في الخارج، ثم الصدامات العسكرية سواء في الجزيرة أبا وأمدرمإن عام 1970أو في الخرطوم عام 1976. وهذه هي المرحلة الثانية.

    في المرحلة الثالثة ابتعد الحزب السياسي في السودان كلية عن المفهوم المدني للحزب السياسي منذ بداية حركة مقاومته للسلطة العسكرية الثالثة عام 1989. فقد تحولت مقاومة الأحزاب السوادنية لسلطة الجبهة الاسلامية، تحولت كلياً للوسائل العسكرية وأصبح لكل حزب جيشه ومواقعه التي يحتلها، بل إن حزبا سياسيا جديدا قد ولد في البداية كتنظيم عسكري ألا وهو حزب عبد العزيز خالد.

    ويعنى هذا مباشرة أن الأحزاب السياسية السودانية قد قاومت السلطة العسكرية الأولى بوسائل مدنية صرفه مائة بالمائة. وإنها في المرحلة الثانية، قد قاومت السلطة العسكرية الثانية بوسائل نصفها مدني ونصفها عسكري، كما إنها في المرحلة الثالثة قد قاومت السلطة العسكرية الثالثة بوسائل عسكرية صرفه مائة في المائة.
    وهذه المراحل الثلاث توضح بجلاء أن هذه الآلية، آلية الحزب السياسي، في تركيبتها التقليدية المعروفة خلال الحقب الماضية منذ بداية ظهورها قبل الاستقلال وحتى انتهاء دور ما عرف بالتجمع الوطني الديموقراطي، قد اتخذت مساراً أفقدها تدريجياً، مفهومها المدني وصفتها المدنية لصالح المفهوم الراديكالي للحزب السياسي والصفة العسكرية، وهذا يعني إن تنظيم الجماهير وأدوات النضال المدني لم تعد، في نظر هذه الأحزاب ذات جدوى كبيرة حتى صير إلى إستبدالها بالتنظيمات العسكرية وأدوات النضال المسلح. ولا يكون كل هذا بالمعايير المعروفة سوي التدهور. ولعل إستعداد الأحزاب السياسية للإنحدار والتدهور تجاه العسكرة مرة بعد أخرى، يجد تفسيره في ما ذهبنا إلية من وجود النزعة الاقصائية كامنة في بذرة تكوين هذه الأحزاب. لهذا يسهل إنحدارها وتدهورها تجاه إستبدال العمل السياسي المدني بالعمل الحربي العسكري. وهذا الأمر يقود إلى نتيجة واحدة، هي أن السودان، إذا أراد له أهله أن يسلك سبيل الجكم الديموقراطي، فلا بد له من أحزاب جديدة تنتمي لهذا العصر، حتى تنافس تلك الأحزاب الديناصورية القديمة، خاصة والسودان يستقبل فجراً ديموقراطياً جديداً. وهذا يعني بالنتيجة إحداث قطيغة تامة مع السياق السياسي القديم في حركته الدائرية العقيمة وبناء سياق سياسي جديد بوعي جديد. فلا يصح هنا فعل أبتاء الأفاعي الذين عرّفهم السيد المسيح بأنهم من يضعون الخمر الجديدة في الأواني القديمة.


    (2)
    الإنقلاب العسكري

    جاءت الإنقلابات العسكرية في السودان بمثابة ثلاث مراحل من تطور آلية الإنقلاب العسكري المحققة للسلطة الشمولية. وهي مثل سابقتها، آلية الحزب السياسي، قد سلكت خطا تدهوريا هابطا خلال ثلاث مراحل. فقد جاء إنقلاب عبود عام 1958 عسكريا صرفا، لم يسع لدعم سياسي مباشر من أي حزب، كما لم يشرك معه حزبا في السلطة. وقد كان هذا الإنقلاب بنثابة الطور الأول النقي من تحولا آلية الإنقلاب العسكري المحققة للسلطة الشمولية في السودان. فقد تكونت الحكومة بالكامل من جنرالات الجيش باستنثناء وزير مدني واحد هو وزير الخارجية. وقد حلت سلطة الانقلاب جميع الأحزاب وعطلت الدستور، كما لم تتميز بالإنجياز لأحد المشاريع السياسية الثلاثة الكبرى، إذ لم تحاول فرض رؤية أي منها على شعب السودان.

    لم تصادف سلطة الانقلاب العسكري الأول أي مصاعب أو تحديات اقتصادية، حيث كانت البنى التحتية سليمة كما تركتها فترة الاستعمار الثنائي وكان الاقتصاد متماسكاً ولم يسع الانقلاب لتعكير صفو الخياة الاجتماعية قيما يتعلق بالحريات الشخصية.
    مثل إنقلاب نميري عام 1969 الطور الثاني الوسيط من تحولات هذه الآلية وفيه بدأت هذه الآلية تفقد نقاء صفتها العسكرية حيث إشركت العناصر المدنية، وبصفتها الحزبية، في السلطة منذ اليوم الأول للإنقلاب. وبدا جليا منذ البيإن الأول، أن ما وقع هو عمل سياسي نصف عسكري ونصف مدني. وقد ظلت السلطة الناتجة عن هذا الإنقلاب ومنذ يومها الأول وحتى يومها الأخير، معتمدة في استمراريتها، علي العنصر الحزبي المدني، وبنسبة عالية. لهذا رأينا نميري يتنقل بين الأحزاب السياسية، حيث بدأ بالإعتماد على دعم الحزب الشيوعي ثم اكتفى بتأييد الحزب الاتحادي الديموقراطي بعد الاختلاف والتصادم مع الشيوعيين وانتهى أخيراً بالمصالحة مع حزب الأمة والإخوان المسلمين. ومضى الانقلاب الثاني متدهوراً حتى سلم أمره أخيراً للجبهة القومية الاسلامية.

    فإذ وصلنا إلى الطور الثالث من آلية الإنقلاب العسكري، وهو إنقلاب البشير عام 1989، فإننا نجد أنفسنا أمام إنقلاب مدني مائة في المائة من حيث التخطيط، إذ خططت له الحركة الاسلامية، ومن حيث التنفيذ، إذ نفذته عناصر الاسلاميين في الجيش مع إالباس المدنيين الزي العسكري في ليلة الانقلاب، ومن حيث رموز السلطة التي نصبها الإنقلاب إذ سلم الترابي الجهاز التشريعي وعلى عثمان محمد طه سلطة تخطيط المجتمع ونافع علي نافع سلطة الأمن السياسي ثم القيام بحركة ضخمة لتصفية العناصر غير الاسلامية وفصلها من الجيش والخدمة المدنية وكل مفاصل الدولة في مجزرة ما عرف بالصالح العام.

    ورغم نكران قادة الانقلاب لعلاقتهم بالجبهة القومية الاسلامية، فإن كذبهم لم ينطلي على أحد. فسرعان ما تكون الجهاز التشريعي من الإخوان المسلمين مع تطعيمه بعدد من المتسلقين المنتقين بدقة من المشاهير من شعراء ومغنين ورياضيين وتولى شيخ الحركة الاسلامية رئاسته. ونفس الشيء حدث في الجهاز التنفيذي حيث جرى تطعيمه بنفر من الانتهازيين بما فيهم أحد الشيوعيين التائبين، بينما تولى الإخوان المسلمين الوزارات الهامة كلها وقد ابتدعوا لنائب الدكتور حسن الترابي، على عثمان محمد طه وزارة ضخمة مهمتها إعادة صياغة الإنسان السوداني بما يتماشى مع الطرح الاجتماعي للإخوان المسلمين. فصار يحدد للناس متى يصحون من نومهم ومتى ينامون وماذا يجب أن تلبس بناتهم وقد جند لتنفيذ هذه السياسية جهازاً ضخماً من الشرطة وهو الذي سمي بشرطة النظام العام وجعل لها نيابة ومحاكم خاصة. وهذه الأجهزة التي تعمل بموجب قانون النظام العام، هي محض احتيال لإعادة أحياء قوانين سبتمبر التي ابتدعها الإخوان المسلمون في أواخر عهد الدكتاتور نميري، ثم سقطت بسقوط نظام نميري.

    وسرغان ما اضمحل دور الجيش السوداني حتى في ممارسة مهنته الأساسية، حيث جيش النظام الجديد عناصره المدنية وأعلنت سلطة الانقلاب تحول الحرب في الجنوب من حرب أهلية تقوم على النزاع السياسي، إلى حرب جهادية تقوم على الاختلاف في العقيدة. وتوجت هذه التحولات بإعلان سياسية التمكين وقد جندوا لكل هذه التحولات كامل الجهاز الإعلامي للدولة السودانية.

    ومن حيث أن الإنقلاب ظاهرة سياسية معسكرة وآلية عسكرية لإستلام السلطة ومناقضة جوهريا لآلية الحزب السياسي ووسائله المدنية في استلام السلطة، فإننا عندما نشهد آلية الإنقلاب في السودان تتجه تدريجيا، وعبر ثلاث مراحل إلى التخلي عن جوهرها العسكري لصالح المدينة، فإننا لا نستطيع إلا إن نعتبر ذلك تدهورا. ولعل إستعداد الإنقلابات العسكرية في السودان للتدهور والإنحدار تجاه المدنية عن طريق زيادة العنصر المدني فيها مرحلة بعد أخري، هو مؤشر سليم لما ذهبنا إليه من أن الإنقلاب العسكري في السودان هو بالأساس عمل حزبي مرتبط بصراع التيارات السياسية الكبرى، وظل أثر هذه التيارات يزداد تجليا في تكوين الإنقلاب العسكري مرحلة بعد أخري.

    بتدهور ظاهرة الانقلاب العسكري، وحيث أن السودان حكم عسكرياً منذ السنة الثانية بعد الاستقلال وحتى انلاع الثورة الشغبية الراهنة، مع فواصل ديموقراطية لا تتعدى الثلاث سنوات بين كل انقلاب وآخر، فإن هذه الظاهرة لم تنحدر وحدها، بل قادت البلاد كلها وبكل ما فيها في طريق منخدر هابط أوصلها لما وصلت إليه حتى صارت دولة تقيم اقتصادها على التسول وبيع المواقف بل وصل الأمر إلى بيع الجنود السودانيين وتحويلهم إلى مرتزقة يقاتلون في حروب من يدفع للدولة.


    (3)
    التمرد المسلح

    الآلية الثالثة لإستلام السلطة في السودان هي آلية التمرد المسلح. وهي مثل الآليتين السابقتين، قد تحولت عبر ثلاث مراحل.
    جاءت الموجة الأولى من التمرد إرتجالية، لحد كبير، سيئة الإعداد، وعسكرية صرفه. وهي من الناحية السياسية، كانت تعتمد خطا سياسية فقيرا، يتمحور حول الإنفصال هدفا نهائيا، ومقاومة الإستعمار الشمالي، هدفا تكتيكيا.
    وقد كان المنطق الواقعي البديهي المبرر للهدفين الإستراتيجي والتكتيكي، واضح وبسيط وماثل للعيإن. فقد أعطت حركة سودنة الوظائف الإدارية، مدنية وعسكرية، إنطباعا عاما لدي المواطن الجنوبي بإنه سوف يستبدل مستعمرا بريطانيا - مصرياً بمستعمر سوداني شمالي. هذا بالإضافة إلى أن مستقبل الجنوب قد بدا غامضا في واقع إتفاقية السودان بين دولتي الحكم الثنائي لعام 1953 التي حددت مصير السودان في خيارين لا ثالث لهما وهما الإنضمام لمصر أو الإستقلال تحت رأية المهدية الدينية. ولهذا كان من الطبيعي والمنطقي أن تجيء الموجة الأولى من آلية التمرد إنفصالية ومشبعة بالشعارات العنصرية ضد العرب المسلمين.
    جاءت موجة التمرد الثانية جيدة الإعداد وقد تزايد فيها العنصر السياسي المدني، فأعلنت عن نفسها في بيإن سياسي وزعته علي الوسائط الإعلامية العالمية عام 1963، وأسمت جناحها العسكري (أنإنيا) أي سم الأفعى. وحيث أن هذه الموجة من التمرد المسلح في الجنوب قد جاءت ردة فعل مباشرة ضد سياسية نظام الجنرال عبود القائمة علي فرض الأسلمة والتعريب عن طريق القوة، فإنها ما كان لها إلا إن تكون إنفصالية وعنصرية بإزاء نظام جكم عسكري عنصري.

    غير إن هذه الموجة من التمرد المسلح، وفي مسيرتها خلال عقد من الزمإن، إنتهت إلى أن الإنفصال ليس في صالح السودان ولا صالح الجنوب. لهذا، وعندما وافق الشمال، ممثلا في سلطة جعفر محمد نميري، علي منح الجنوب حكما ذاتيا عام 1972، ألقت (إنإنيا) سلاحها، وعرف الجنوب السلام لأول مرة منذ ما قبل الاستقلال الإستقلال عام 1955. وبهذا تكون الموجة الثانية من التمرد قد سارت نصف الدرب عنصرية إنفصالية، ونصفه الآخرقومية وحدوية.

    وكان الجنوب متنبها عندما بدأ الدكتاتور نميري، إنطلاقا من حسابات خاصة بإطالة عمر نظامه، يميل بالدولة السودانية كلها تجاه الأسلمة. ثم، ولتنفيذ ذلك، بدأت السلطة التي تحالفت مع الإسلاميين الراديكاليين، تمارس تكتيكاتها لإضعاف الجنوب حتى تقلل من فعالية ردة فعله تجاه الأسلمة، فأعادت تقسيم المديريات الجنوبية على أساس قبلي بهدف إضعاف سلطة الحكم الذاتي. هنا إندلعت موجة التمرد الثالثة عام 1983،

    لقد اهتز الجنوب بعنف لهذا التحول الكبير تجاه الاسلمة الذي حدث في مركز السلطة في السودان. وكان لا بد من التفكير في معالجة المشكلة السودانية من جذورها بصورة متكاملة. وقد اختلف الأمر هذه المرة، ولا بد من أن يتحمل الجنوب المسؤولية الكاملة في الحفاظ علي وحدة البلاد أولا ثم حل (المشكل السوداني) ثانيا.
    لهذا جاءت الموجة الثالثة من التمرد عام 1983 قومية الهوية ووحدوية التوجه. ودعت الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى إقامة (السودان الجديد). وحددت الحركة الشعبية لتحرير السودان أن "القضية وطنية وليست جنوبية. فهي قد ضمت في تركيبتها قوات مقاتلة من أقاليم معينة في الشمال وأفراد من كل إنحاء القطر. إن أي تسوية للنزاع علي أسس الشمال والجنوب، يجب إن تضع في الاعتبار ذلك البعد بسبب تعقيد وتوسع النزاع" (د. فرانسيس دينق ( صراع الرؤى ) مركز الدراسات السودانية – القاهرة 1999). وقد جاء في منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان البيإن التأسيسي الآتي:

    "إن المهمة الريئسية للحركة الشعبية / الجيش الشعبي لتحرير السودان هي تحويل الحركة الجنوبية من حركة رجعية يقودها رجعيون وتهتم بالجنوب والوظائف والمصالح الذاتية، إلى حركة تقدمية يقودها ثوريون ومكرسة لتحويل كل القطر إلى الإشتراكية. ويجب التأكيد علي أن الهدف الرئيسي للحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان ليس هو فصل الجنوب، فالجنوب جزء لا يتجزأ من السودان، وقد تمت تجزئة أفريقيا بما فيه الكفاية بواسطة الإستعمار والإستعمار الجديد، وأن المزيد من التجزئة لن يخدم إلا أعداء أفريقيا." (منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان 1983م).

    وبالمقارنة مع آلية الحزب السياسي المحققة لظاهرة السلطة الديمقراطية التعددية والمنحدرة تجاه العسكرة، وآلية الإنقلاب العسكري المحققة لظاهرة السلطة الشمولية والمنحدرة تجاه الصفة المدنية، فإن آلية التمرد المسلح تبقي هي الآلية الوحيدة السائرة تصاعديا من الإنفصال تجاه الوحدة ومن العنصرية تجاه القومية.






                  

العنوان الكاتب Date
علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-03-19, 06:48 PM
  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-04-19, 10:14 AM
    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-05-19, 07:31 PM
      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-06-19, 07:08 PM
        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية الفاتح شلبي10-07-19, 08:27 AM
          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-08-19, 11:00 AM
            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-08-19, 09:01 PM
              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك10-08-19, 11:40 PM
            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية الفاتح شلبي10-09-19, 08:32 AM
              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-10-19, 12:48 PM
                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-12-19, 09:39 AM
                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-13-19, 05:54 AM
                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-14-19, 00:36 AM
                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-15-19, 09:33 PM
                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-17-19, 06:39 PM
                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-19-19, 08:16 PM
                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-22-19, 09:19 AM
                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Biraima M Adam10-22-19, 11:54 AM
                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Biraima M Adam10-22-19, 01:00 PM
                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Biraima M Adam10-22-19, 01:34 PM
                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-23-19, 05:19 PM
                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-25-19, 04:26 PM
          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية adil amin01-31-20, 04:59 AM
  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Kabar10-26-19, 09:21 PM
    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-28-19, 03:58 PM
      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير10-30-19, 03:51 PM
        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-03-19, 07:36 AM
          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-05-19, 10:19 PM
            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-08-19, 02:07 AM
              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-09-19, 11:13 PM
                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-12-19, 10:26 AM
                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-13-19, 08:31 PM
                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-15-19, 07:06 PM
                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك11-15-19, 07:59 PM
                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-16-19, 03:02 AM
                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-18-19, 04:29 AM
                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-20-19, 09:56 AM
                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-22-19, 10:59 AM
                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-25-19, 04:44 AM
                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير11-30-19, 08:50 AM
                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-03-19, 07:23 AM
                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-06-19, 05:07 AM
                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-11-19, 04:33 AM
                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك12-12-19, 04:13 PM
                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-12-19, 08:07 PM
                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-12-19, 08:27 PM
                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-15-19, 08:22 PM
                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-19-19, 04:05 PM
                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-22-19, 08:09 AM
                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-29-19, 06:27 AM
                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير12-31-19, 02:52 PM
                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-02-20, 06:38 PM
                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-05-20, 08:04 AM
                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-12-20, 08:00 AM
                                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-14-20, 09:09 AM
                                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-18-20, 09:55 PM
                                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-23-20, 08:21 PM
                                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad01-26-20, 08:54 AM
                                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-28-20, 02:53 PM
                                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-29-20, 07:39 AM
                                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad01-31-20, 01:49 AM
                                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية adil amin01-31-20, 05:07 AM
                                                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية adil amin01-31-20, 05:09 AM
                                                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 09:28 AM
                                                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 09:36 AM
                                                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 09:58 AM
                                                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية محمد على طه الملك01-31-20, 11:09 AM
                                                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير01-31-20, 12:55 PM
                                                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-02-20, 11:35 PM
                                                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-05-20, 08:55 PM
                                                                                              Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-06-20, 00:37 AM
                                                                                                Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-07-20, 11:15 PM
                                                                                                  Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-08-20, 00:03 AM
                                                                                                    Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية حامد بدوي بشير02-08-20, 12:44 PM
                                                                                                      Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-09-20, 06:21 AM
                                                                                                        Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad02-12-20, 07:09 AM
                                                                                                          Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية Sinnary02-13-20, 04:49 AM
                                                                                                            Re: علل بنوية في تكوين الدولة السودانية osama elkhawad02-24-20, 05:13 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de