لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

♤ في أي بيت من بيوت حاراتنا الأمدرمانية العتيقة ؛ حينما تهتز الأرض
و تربو هي الأخرى في حالة مخاضٍ ثوريٍّ كوجع الطلق قبيل الولادة و ربيعٌ
يُصرُّ على إبقاء حقائبه الخضراء مُشرعة على كافة الاحتمالات الواردة.

♤ فليست محض مصادفةٍ أن تشهد انبلاج كل الصباحات الرباح، بل
كل المواسم و الفصول ميلاد كاتبٍ شاعراً أم ثائرٍاً أو كنداكةٍ ثائرةٍ في
يومٍ يتمدد مقداره لخمسين ألف (ثورةٍ) ، تماماً كثوران تسوناميٍّ على نفسه،
و مثل وقوف حمار الشيخ في العقبة. يوم تكشف أشجار التوت عن سيقانها
لتتعرى من كل أثوابها القديمة؟ هكذا يأتي النذير بحلول خريف غضب العمر
عى عهود القهر ، بينما راتي البشريات بخدوث تحولات جذرية لكل شيءٍ.

♤ كل الذي نعرفه أنه يوم ينشأ ناشئ الفتيان كما ناشئة الفتَيات منا، يكون
يوم انكفاء سافل دايناميكا طبيعة الأشياء على عاليما يجري في باطن الأرض،
أما في خارجها فتعج قيعان مدننا الفضليات و نفافيج حوارينا الشعبية بحركتنا
و أهالينا من تجار و حرفيين و أصحاب حوانيت بكل عفوية تلقائية و عشوائية
يحسَدون عليها.
♤ لم تكن مخيلة ظفلٍ غريرٍ مثلنا في تلك الأيام الخالي بقادرة على الوعي بطبيعة
الأمور مما لم تر عيني من ذي قبل و لم يخطر بقلب بشرٍ و شرزمةٌ قليلون من جنجويدٍ مدججين بهراواتٍ و سياطٍ كأذنباب البقر و يترجلون من عربات تاتشر مصفحاتٍ إلى معلقنا في ساحة اعتصام مشدودة على وتر هدوءٍ حذرٍ كالذي يسبق العاصفة.حينها فقط نتبهتُ إلى أننا كنا نمتهن عملاً غير صنع الحلويات بل كنا منهمكين بطبخةٍ غريبةٍ علينا "اسمها حرية." سلامٌ و عدالةٌ"