لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

♤ لعُمرك زهير يا فتى الأدغال، لا ادري من منَّا يتتلمذ على يد من؟ّ
فما أمتعك و أنت تنحني لي تواضعاً كفعل ملأى السنابل بقطوفها دانيةً
و الفارغاتً رؤوسهُنَّ شوامخُ ؛ و أنا اتوكؤ على لغتي الخشبية و أهش بها على
ذُباب جلدي ؛ لكي تُغريني بالسير بعيداً بهذا المنعطف نحو ما سبق لي و سميته:
"جدليةٌ في أزمة الإبداع و الهوية "حيث يقال إن لكل سجين مِحنة فما مِحنة
الأدب عامةً و الشِّعر خاصةً مع هاجس الهوية!؟ هل هما صنوان أم ضدان!؟

♤ الجواب في نظري المتواضع نصفه "بلى" و نصفٌ آخرُ " كلا ". كون الهوية
قالَبَ انغلاقٍ ملموساً, و الشعر مثلاً ، يوتوبيا انعتاقٍ فضغاضٍ محسوسٌ بامتيازٍ,
و هو رهين محبسين في قمقم الهوى الغلاب و الهوية . و الشاعر خلاف المتلمس
و شتان ما بين محضِ حقيقةٍ و أضغاثِ حلمٍ توَّاقٍ. و لكن الشعر و أخواته هيهاتَ
له أن يترسَّخ أو يتفرَّد إلا على خلفية توتره ، بل و تمر؟ُده بفعل محفزات الهوى و
الهوية بحواكيرها المُرسَّمة وأحكامها المسبقة علينا جميعاً ذكراناً و إناثاً، فزرافاتٍ
و وحداناً ، تختط لنا مساراتنا و تملي علينا الكثْير المثير منَ مصائرنا.

♤ الهوية إذاً, برنامجٌ محنَّطٌ .. فهي عندما تشغل حيزاً من بيوت الشعر
فإنها تجازف بأن تكدر عليه صفوه, وتئد روحه و تجهض مخاضه للفكاك
إلى حيث فضليات المدن المأهولة دوماً بأحلامٍ واهيةٍ و وعودٍ غير قالةٍ
للانجاز ، بعيداً عن أرق الهوية و إمكاناتها المرئية بعين رضا كليلةٍ مجرَّدةٍ .

♤ هنالك ضروب من الشعر و ألوان من الإبداع الإنساني ذكوريةٌ و أنثويهٌ.
منها ذلك الأدب( قليل السيم ) ز الطافح بشوفينيات تفاقم الذوات الكاذبة
و طبقات عرق و لون ليس معني بها حديثنا هنا.

♤ و منه كذلك الأدب الرفيع و الشعر النقي المتجرد الممتطي لأشرعة الخيال ليتبوأ
مقعده بمحراب جمال الأرواح الراحلة إلى أبعد من أرانب أنوف أقوامٍ كثرٌ و نزاعات
حول حدودٍ داميةٍ و إما اتٍ منوهَّمةٍ ما وراء أبجديات المثال. و لعل الاستثناء الأوحد للهوية كي تتسلل إلى مفاصل ناموس الإبداع الأدبي هي حالة أن تشكل فصلاً درامياً
ضمن مشروع نضال حضاريٍّ لنيل حريةٍ مكتبوتةٍ ، أو صرخة نداءٍ صادحٍ لانتزاع مزعة
وطن مغصوب من فك تنينٍ هائجٍ و هو استثناء لا يعني بحالٍ أن يزعن الأدب لإلحاحات لدالهوية و لشروطها الجزائية عن كبريائه كي يمنحها صكَّ قبولٍ أبديٍّ على بياضٍ؛ و لكن
ربما فقط إقراراً عفوياً بالتقاء لحظويٍّ و زواجٍ ( متعةٍ ) عرفيٍّ عابرٍ، و لكنه يظل شديدَ التململ متحوطاً ضد ثقافة البقاء على حالٍ من الأحوال. ذلك الهوية لو تُرك اها حرةها
على غاربها لكي تعبث بعذرية معاني الإبداع الإنساني هكذا بلا رقيب للوثت علىالأدب عقله و لذهبت بريح براءته و لضحكت على ذقن تلقائيته بهُتافاتٍ فضفاضةٍ تارات
من أبواب السياسة و تاراتٍ أُخَرَ من أبواب الاقتصاد و علوم الأرض و الأجناس.