لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

●أخي وصديقي وأستاذي ودالاصيل
أين أنت من هذا البوست لقد هجرته و أصبح حزيناً بلا رواد أو مرتادين تعال نلقي نظرة عليه وعلي أنفسنا نعزيها من سخف ما نعاني و سفاهة ما حولنا عسانا نصل الي قناعات عظيمة بأن الحياة كبد لا محال و كم من الالتزامات المرهقة والتعاطي مع من تحب أو تكره
أسرع أخي بي للوطن أني أغرق أو كدرويش يترجم في هذه اللحظة أعاني من الوحدة القاسية.
-----------------------------------
♤لك العتبى يا توءمَ روحي و نديم بوحي زهير، و بعدُ ؛
فأنَّي لي أن أقوى على هجران ساحتك و كلانا يحمل على كاهله همًّاً
يهد جمال الشيل و نتأبط مزعة وطنٍ طريح الفراش نعشاً يتنازعه
رهطٌ متشاكسون بين ضفتي نهر. و نترنح بينه و بين غربةٍ و شجنٍ
كحال من يدافع الأخبثين؛ أو كبالع شفرة حلاقة على حدين أو كساعٍ
لينتعلَ بكلتا خُفَي حُنَينٍ. فيا لعِظَم مامورية ترويض ضمائرنا
لتدوم على حُلم حُييٍ ابن يقظان؛ عوضاً عن مواتها أبدياً أو حتى بياتها شَتَوياً.

▪ أنت كمهاجر في ديار غربتك إنما تعيش عزلةً من صنفٍ آخر
مختلف؛ غربة وطنٍ و وطن اغتراب كقمرٍ توشَّح بالسحاب يلقى
حضورَه عند الغياب.. بُعاده بالاقتراب و سكونه في الاضطراب.
و يظل هاجس الوطن الأم، بأفراحه و أتراحه، يلازمنا صباح مطاح.
قد يتاح لك مناخ أرحب من حرية لتكتب فتعبر عما يجيش بخواطرك
بدون قيدٍ أو شرطٍ ، اللهم سوى قيد حريتك التي ينبغي أن تقف عند خطوط تماسِها
مع حرية آخرين التعامل معهم يقوم على احترامٍ متبادلٍ، فلا تحاسُد
أو تباغض أو تناجُش. يقبلونك على عواهنك بغض الطرف عن هويتك.
و من يتعرض لنقدك فبتجردٍ و بلا نعدٍّ لخطوط خصوصيتك الحمر ؛ و هو
ما يجعلكa دوماً راسخاً كنخلة تطرح ثمارها كلما حدفوها بحجر .

▪ ليس لكائنٍ من يكون ليربط (لولباً) على طرف لسانك حين تود قول شيءٍ ما؛
و لا لينصب كبسولات قبانة أو نقاط تفتيش على عتبة بابك حين تمارس
عادتك (السرية) جداً للتنفس تحت الماء. . الكلام الخطير عندنا هنا ليس كذلك
هناك. و رغم التباين بدوافع هجرة فلان عن علان ، لكن حنين الغريب عن
وطنو مهما طال غيابو ، هيهاتَ أن يشعر بأنه كان قصرَ رمالٍ من خيالٍ و هوى.

▪ و لكن ما أقسى وعثاء السفر على عائدٍ ملتاعٍ أن يلقَى كلَّ الأرض منفى.
المنفى هنا روحاً و ليس جسداً له خوارٌ؟ .فالعوَزُ و الفافة في دار الأهل غربة، و الغنى
بين الغرباء وطنٌ. المنفى الحقيقي هو اللغة، حين يكون المرء عاجزاً عن قول
قناعته أو يكره على الكفر و قلبه مطمئنٌ بالإيمان، حين تكون الطبيعة قاحلةً
و خلف كل نافذة مخبر، و تحت كل ورقةٍ توتٍ يابسةٍ عينٌ سخطٍ عن كلّ خير كليلةٍ ، و تحت طوبة في الأرض عسسٌ يتنصت و جنجويدٌ يتفلَّت.
▪ باتت الهجرة، إذن ملاذاً لكل ذي كبدٍ رطبٍ. يختلط فيها حابل المادي بما هو
معنويٍّ رمزي يتجلى أيضاً في الدور الذي يمكن أن يلعبه المهاجر في تلاقح الثقافات
بين الشعوب و الحضارات . و حتى لا نوسع ضيقاً ، فليس المهاجرون كلهم على وعي
رجلٍ واحدٍ بخماسية الأبعاد ، و إنما ثلةٌ ممن بمقدورهم طرح الأسئلة حول دايناميكا منطق الأشياء باعتبارهم أطباقاً طائرةً لامتصاص رحيق تلك الأمكنة ؛ و إلى أي مدًى يمكنهم أالتأثير
و التأثُّر ، على أن يحتفظوا بتلك المسافة اللازمة لتسمح لهم بالتأمل الإيحائي سواء في مواطنهم أو في محاضن غربتهم، دون أن يذوبوا هناك، و بالتالي دون أن يفقدوا تلك الهوية المركبة التي تسمح لهم برؤية الأشياء بزوايا شتى لتساعد على تشكيل وعيٍ جمعيٍّ بما يدور.
▪ نحن إذن أمام مهاجرين، ليس الشأن الاقتصادي هاجسهم الأول أو الأوحد، بل إن انشغالهم بالأسئلة الإبداعية يبدو أأشد إلحاحاً بالنسبة إليهم، وبحثهم عن ذواتهم بعيداً عن المبتذل. و المشترك بين الناس يجعلهم أكثر جدارةً من سواهم، لأنهم على الأقل يمارسون هجرةً أخرى داخل الذات و ربما من ذات إلى أخرى، كما يعملون على كسر تلك الدائرة السخيفة
التي تختزل المهاجر إلى محصولٍ تقديٍّ مساهمٍ في سدِّ الفَجَوات في ميزان المدفوعات لدولةٍ فاشلةٍ.