لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

♤ ها قدنا يا زهير عوداً على بدءِ ما انتهت به
خطاوينا القهقرَى كوقع الحافر فوق الحافر على
قارعة الكلام لصاحبه إدريس جمَّاع، و المسجوع
بالعنوان عاليه. فها نحنُ نعد العُدَّة من جديدٍ لنجترَّ
خيوطاُ مز أوتار عصبنا السابع شديد الرهافة من سِيَرنا
على دروب العاشقين، أمثالنا، و لننبش في أسرار عنائزنا
السرمدي المًستلِّ من رحم الكآبة.و كأنما نحن على
هَوامِشُ الأحداثِ في زَنَازِنَ فَضْفَاضَةٍ بِلا جُدْرَانٍ.

♤ أجل ، فإن وجود لُطعة دمٍ كذبٍ على قميص الضحية لدليلٌ دامغٌ
و كافٍ لطمأنة جلاديها على ذواتهم الخائفة مما فعل بـها السُّــفهاء مِنَّا،
لا مما قد تفعل بهم. و لكن ألا يكفي شبح القتيل بأساً و شرفاً أن يظل يطارد
قاتليه ،(يزورهم في النوم أو في الصحيان) ليبدل راحتهم أرقاً و متعتهم نكــداً.
فالمجازات العديدة ، والاستعارات السديدة ، و التوريات البعيدة و كل الكنايات
الممكنة و العنيدة ، إنما هي ظِلالٌ لعُود الكلام و غبارٌ من أقداح الرَّماد .

♤ فليست لقطةٌ جانبيةٌ لصورةُ الشيء تماماً كالشيء عينه. و إنما في المجاز
لمندوحةٌ عن نطقِ نصف الحقيقةِ بواحاً. و لنا فيه مآرب أخرى :مثلاً كأن
نترك عواهن الأهازيج على رسلها كشتلة غصن زيتونةٍ لا شرقيةٍ و لا غربيةٍ؛
كجمرتين تؤأمٍ في حضن مسرجةٍ بِلَّورِيةِ يكادُ سنا وهجُها يضيئ و لو لم
تمسّسْهُ نارً، و تعالج أوضاعها بشيء من سخرية المفارقات العجببة.

♤ قد سألتُ النفس يوماً هل أنا يا نفسُ منكِ؟! أشاكت بوجهها
و سخرت مني و همهمتْ لتقول شيئاً، لو لا قاطعنا طلقُ عيارٍ ناريٌّ
طائش جاء يبحثعن هدفٍمراوغِ. فتخندقنا سويَّاً في مخبئٍ أرضيٍّ.
ثم سألتها بسذاجةٍ :عن متى تبحرُ بنا البوارج لتمخبر العباب بعيداً ؟!
قالتَ: إلى أين؟ قلتُ: إلى (ما لا ندري يا نعسان). إلى مجهول جديدٍ.

♤ فما ألعنَ سخريةَ العبثً حينما تأتي في غير وقت مقالها
و لا مقامها: كأنْ ينتشي المرء في سرادقَ منصوبٍ لمَّةٍ لِتلقِّي
واجب العزاء ؛ أو يتباكى في حفل هجيجٍ لعُرْسٍ ساهرٍ في صالة
سبارك سيتي. و كلما يراوحُ صاحب سوابق ومرتاد سجونٍ أول
مسرحٍ لاقترافه أولى جرائمه ؛ و كلما يرجعُ كلبٌ لاهثٌ في ببية
قيئه ، و كلما تعودُ مرواحاً عرجاءُ إلى مراحها؛ و كلما يسقطُ قاتلٌ
مغشيَّاً عليه في قبرِ سَوءٍ قد حفَرَهُ لأخِيه .ثم عدْتُ لأسأل نفسي:
هل فهمتِ شيئاً؟! قالت : قد يحتاج الفهم إلىٍ همْسٍ آخرَ و أبعدَ
و أعمقَ كي يُدْفنً الجُرحُفي حفنةٍ من غبار ملح الأرض كي يندمل.

♤ فنحن بصدد فصلٍ أخيرٍ على خشبة مسرح إغريقي، لعل عرضه
سوف يظــل ساريـــاً ، إلى أن يرث الله الأرض و من سيكون عليها.

فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ