لصديقي ود الاصيل سوف أسرد لك سفاهة العامة وسخف بعض المثقفين !!!#

آسف جداً صيدقي يا زهير ،،ولك مني صباحاتٍ و أماسيَ رابحات و بكل خير نافحاتٍ.
و فعلاً معاك حق . بس يا ريت لو نقتنع بإنو رغم ما يعترينا مننوباتِ قلقٍ ، فلعلَّ أحلى
يومٍ يكون يوماً لم نعشه بعدُ ؛ و أوسع البحار يكون بحراً لُجياً ، و لم ترتده أشرعتنا بعدُ .

# و عشان ما أدبرس بيك. و وصلنا لما انقطع مما كان بيننا من همسٍ حززين ٍ؛ فزي ما قالو:
لو تشوف محنة غيرك تهون عليك جبالهمومك و لو كانت مثل زبد البحر. فلم أصدق الآن ، و أنا
عائدٌ أدراجي من حيث أتيت. و لكن، و يا لسخرية المفارقة: فعند فجر اليوم قابلني شاب عربي قادم
من بلاد واغ الواغ ؛ جاء يطلب اللجوء إلى بلادي كالمستجير من الرمضاء بالنار ؛ إذ لم يجد منها
بداً بعد أن ضاقت به أرض الله ذرعاً كمستجيرٍ من الرمضاء النَّار أو خلينا نقول: (كمن تعذر عليه
وجود الماء أو استخداخه ، فاضْطُر للتيمم بالتراب). أو كمن (أضطر لغسل نجاسة غربة الأبدان ببول
اغتراب الروح في بلدي). سألني الشابعن كيفية الحصول على فيزة للإقامة الحرة معنا هنا . فنسيت كل
معاناتي ، و رحت لا إرادياًأكذب أحاسيسي و أغالط ما رات أم عيني، و أبدل سبي و لعني مدحاً و ثناءً
لأوضاعٍ كأنهامن فراديس ألف ليلة وليلة ،و سكانها خلائق نورانيةٍ من وحي خيال كليلة و دمنة. و لما
سألني عن إمكانية الاستعانة بوكالةٍ للسفر و السياحة قلت له : إن بلدنا مضيافٌ طبعاً لا تطبعاً ( وحتى
الطير يجيها جعان، و تلقاه من طرف تِقِيها شِبِع) ، و إنو السواح في قاموسنا هم فقط الصُّلأاح (الياهم
ديل سراي الليل و البي الأوراد شادين الحيل) تراهم في كل وادٍ يسيحون هائمين في ملكوته الفسيح.
و الفندقة عندنا هناك في بيوت من القش يشيدهاالنفير، والونسة الدقاقة في خلوة ناس جدي و الإعاشة
ما تشيل همها: بتلقاها (ملحوتي) من(تكل) ناسحبوبة و أنه لا داعي حتى لحمل وثائقَ سفرٍ أو هويةٍ
و لا هم يحزنون .إذ يكفي يا أخ العرب أنك ضيفنا ف"يا ضيفنا إن زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف
و أنت رب المنزل" فلْنخطو معاً بلحاظ ترقب الشوق و تثير ذاكالصحو المعطن بالحفاوة ..
فنرتشف أريج كل من نضحتينابيع الذكر من فمه حديثاً ذو طلاوة دمت خالداً
و القمر يستديرترقباً لكل من أخذ نصيبه من دورة الأيام و لياليها.
.