حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الخالق السر(atbarawi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2005, 05:46 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة (Re: محمد الامين احمد)

    إذن والحال هكذا، علينا أن نفترع مداخل مختلفة تنأى بنا عن مأزق حرفية التعامل مع النص القرآني حتى لا يسقط منا المغزى في متاهة السباق المحموم في تأويل النص لصالح الايدولوجيا0

    يجب أن يتم الدخول من خلال أسئلة مشروعة تمهد لاجتراح وجهة نظر قد تبدو مغايرة للسائد والمألوف وقد يكون لها القدرة في قطع مسافات مقدرة نحو بلوغ حلول مفارقة لهذا النوع من المماحكات غير ذات الجدوى0

    السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه في هذا الصدد: هل يمثل الحجاب غاية في حد ذاته أم وسيلة؟ وفي ذات السياق، هل كان تشريع الحجاب يمثل حينها خطوة تتسق مع الضوابط الاجتماعية الجديدة أم هو خطوة متخلفة لا تتماشى مع واقع الحال في ذلك الزمان؟

    إن الإجابة عن هذا السؤال المركب تفصح عن نفسها من خلال تسليط الضوء على بعض من الواقع التاريخي لتلك الفترة وبما يسهم في تجذير مفهوم "التاريخية" وذلك دون الخوض في التفاصيل المصاحبة للآيات المعنية بمفهوم "الحجاب" - أي أسباب النزول-0 إذ علينا أن نعي جيدا أن الدعوة نفسها تمثل في جوهرها ثورة إصلاح اجتماعي لواقع ذلك الزمان، مما يعني بداهة أن التشريعات التي تقررت تباعاً تمثل حالة متقدمة على هذا الواقع، بحيث تسعى جاهدة ومن خلال قراءات متتابعة له تتمثل في هذه السور المفرقة النزول و "المسببة" غالباً لإحداث التغيرات المطلوبة والمستهدفة قيم الخير والفضيلة0 نحن إذن أمام أوامر وتشريعات "تاريخية" تتعدل وفق الزمان والمكان بما يتفق والجوهر – أي المغزى- المعبر عنه بوسيلة ما لا يمكن تأبيدها حتى لا يفقد المغزى التشريعي قيمته كما هو حاصل الآن0 وفق هذا المنطق نستطيع أن نقول أن "الحجاب" يمثل مفهوم فضفاض لمعنى "الاحتشام" والذي بدوره هو معنى أكثر عمومية ولا يمكن اختزاله في شكل معين لزي معين بهذا المفهوم التجريدي المتعالي على كل منطق وموضوعية0 فالحجاب مفهوم تصوري له علاقة وطيدة بالبيئة والثقافة السائدة في مجتمع ما عن معنى العفة والاحتشام وينداح المفهوم ليقارب تخوم أكثر تعقيدا تتمثل في شكل العلاقة المؤسسة حقيقة على أرض الواقع بين الجنسين في هذا المجتمع أو ذلك بعيدا عن التنظير0

    علينا أن نتذكر جيداً إن المجتمعات التي تنزل عليها الإسلام كانت مؤسسة على التمايز الجنسي تماماً، وكان الإسلام في هذه الحالة يمثل ثورة حقيقية على واقع الحال في ذلك الزمن مما يعني أن هناك كان صراعاً اجتماعيا عنيفا تمثله القيم والتقاليد الراسخة المعززة من دونية المرأة مقابل قيم دينية جديدة تسعى جاهدة لخلق قيم أكثر عدالة0 هذا المشهد يكشف لنا إلى حد ما تلك الانقلابات "الرجعية" في مستوى "التثوير" الذي بلورته الدعوة المحمدية0 إذن حتى الحجاب يمكن وضعه ومن زاوية موضوعية في سياق تاريخي كان يطمح إلى ضبط السلوك الاجتماعي الفالت – كما تشير بعض أسباب النزول – أكثر من كونه حالة تأبيدية تقبع فيها المرأة لمجرد كونها "مرأة" في معناها الدوني المستبطن عمق اللاوعي لتلك المجتمعات0ان النكوص الذي حدث عقب وفاة مبلغ الدعوة كان هذه المرة أكثر قوة ومنعة لأنه نجح في إضفاء قدسية وشرعية على آليات قمعه عبر التفافه على الخطاب الديني السائد وقتها من خلاله تبنيه له وفق رؤيته الخاصة المستنبطة من الإرث ما قبل الدعوي0 وكانت المحصلة هذا التأبيد للدونية والتخلف الذين ترزح تحتهما المرأة المسلمة حتى راهن اليوم0

    من المؤكد أن الحجاب لم يعد قطعة قماش يستر بها الرأس أو عباية "لا تشف أو تصف" – على حسب منطوق السلفيين- بقدر ما هو منظومة كاملة من القهر الاجتماعي الواقع على المرأة في مجتمع أبوي صرف لا يؤمن بإنسانية المرأة أو عدالة مشاركتها في الحياة رغم هذه الاطنان من اللغة اللاهوتية التجريدية0 إن أي حديث أو جدال يبحث في شرعية "الحجاب" من عدمه وفق آلية الخطاب الكلاسيكي السائد هو حديث – حتى وان توفرت له صدق النية- يساهم من حيث لا يدري أصحابه في تدعيم المخطط الرامي من قبل أعداء المرأة لتعمية أصل قضيتها والالتفاف عليها بهذا النوع من "السفسطة" والمماحكات التفسيرية التي جبل عليها السلفيون ، والتي تحرك من شهيتهم في الاجترار والتجشوء لكامل الموروث الكلاسيكي0

    من المهم أن نبحث هنا عن المعنى المستبطن لمضمون الحجاب حتى يتكشف لنا المراد الحقيقي لمثل هذا النوع من الأحاديث0 ولا يتم ذلك دون الرجوع إلى الأسباب الكامنة والدوافع التي تحركها كافة القيم والأعراف والتقاليد التي أنتجت مثل هذا النوع من الفتاوى المتداولة والتي يسعى أصحابها من خلال الالتفاف على بعدها التاريخي أن يلبسوها معنى مقدساً يساهم في أبدية هذه القيود0
    إن الحفر عميقاً في مثل هذا النوع من الخطاب السائد يكشف بلا شك تاريخاً كاملاً من الانتهاكات غير المبررة التي مورست ضد المرأة بهدف إعادتها للمربع الأول لما قبل الدعوة ممثلة في ثورتها الاجتماعية كما أشرنا0 أن أبرز ملمح يكشفه المعنى المستبطن هو أنه وفي جميع الأزمان كان الضغط على موضوع الحجاب والارتقاء به لمصاف القضايا المهمة لم يكن سوى البداية لمنظومة كاملة من الانتهاكات غير المعقولة0 علينا قبل الانطلاق في الشروع لتفكيك المعنى الكامن خلف هذا النوع من الخطاب أن نستصحب منظومة القيم "الجاهلية" المستبطنة في اللاوعي الجمعي والمتوسل لها الحجاب هذه المرة0 تتمثل هذه القيم في التالي: "الوأد، التجهيل، القمع بشقيه المعني والجسدي"0 ومن المهم كذلك أن نتذكر أن هذه القيم تعمل خارج الزمان والمكان أي أنها قيم "أبدية" صادفت المرأة قبل أكثر من ألف عام وما زالت تلاحقها حتى اليوم بذات الرؤيا والتفاصيل0

    والآن لننطلق لكي نشرح كيف يمكن لهذه القيم "الجاهلية" أن تتسلل عبر ما يسمى حكم "الحجاب" لكي تعلن عن نفسها0 يكشف لنا البعد التاريخي للحجاب أن أوامره لم تتوقف يوماً ما عند ظاهر النص حسبما تستند المرجعية الفقهية على ذلك بل الشاهد أن الأمر يتطور ومن باب اجتهاد لا يتسق مع الذهنية "التلقينية" لينسحب الأمر على كافة الجسد ووفقاً لمفهوم "المفاضلة"، بحيث يصبح النقاب هو "الأمثل" واللون الأسود "مفضل على بقية الألوان00 وهنا تفصح رغبة الوأد عن نفسها بطريقة ما000
    المرحلة الثانية تتجلى في السعي بقوة نحو "التجهيل" بحجة حرمة خروج المرأة ونبذ احتكاكها بالمجتمع،ويدخل في تفاصيل ذلك كراهية التعليم من حيث أنه مدخل للمعرفة "أي المفسدة" في "المعنى المستبطن"، والمحصلة هي ما تبلور تاريخياً – فيما بعد- بعصر الحريم والذي قامت بعبء تسويقه دولة الخلافة العثمانية من خلال ثقافة كاملة ما زالت أثارها تنداح حتى راهن اللحظة0
    بالطبع لم يتوقف الأمر على ذلك – فالمرجعية الذهنية تأبى ذلك- فالتدجين الكامل والإقرار من جانب المرأة بدونيتها وعدم اكتمال إنسانيتها هما الهدف الأسمى لمشروع "جاهلي" متكامل يسمى الحجاب0 يبدأ هنا مشهد العنف المعنوي من خلال إعلاء الكثير من الأحاديث "الموضوعة" بعناية للحط من قدر المرأة والتي تزخر بها المنظومة الكلاسيكية الإسلامية، والتي غايتها الإقرار بدونيتها تارة "لقلة عقلها" و"قلة دينها" وتارة بمساواتها بالحيوان في النجاسة 00 الخ من الأحاديث والتشاريع الفقهية المثبت لقيم وثقافات بعينها أكثر من أنها مستمدة من رسالة سماوية تتأسس على العدل الانساني0 وينتهي المشهد بالتشريع للعنف الجسدي بوصفه "وصية" إلهية ينبغي الاعتناء بها والحض على الإخلاص في ايدائها0
    في مثل هذا الجو التأمري والمرهون للعقلية التلقينية يكون من الصعوبة بمكان التوقف بعقلانية للتثبت من صحة مفهوم الحجاب "كغاية" حسب المنظور التجريدي المتعامل به0 إن خطل هذا التصور يبان ومنذ الوهلة الأولى وبنظرة فاحصة لمجتمعات "الحجاب اليونيفورم" وهي رقعة جغرافية واسعة تشمل "دول الخليج العربي، إيران، جنوب باكستان، أفغانستان 000" لنرى كيف انتهى الأمر بـ"العفة" والمرأة معاً في هذه المناطق‍‍0

    الخلاصة، إن تمرير هذا المشروع "الجاهلي" من خلال المنظومة الفقهية "المقدسة" والمتعالية على التقييم والمراجعة قد أسهم بفعالية في هذا الوضع المتدني الذي تعيش فيه المرأة المسلمة اليوم0 إن غاية ما يطمع إليه هذا المشروع هو الوصول بالمرأة إلى الإقرار بالدونية والوصاية عليها من بوابة "القهر المعنوي" المنتهي بها لأن تسهم هي بنفسها وبقوة في تثبيت هذا الواقع بالنيابة0 كل ما عليك فعله للتأكد من هذا الواقع هو تصفح العشرات من المواقع السلفية على النت أو مشاهدة برامج الفتاوى على الفضائيات أو على صفحات المجلات النسائية حتى يتسنى لك الاضطلاع على الواقع المحزن الذي ترزح فيه0 أطنان من الأسئلة الفجة والبائسة لكائن مهزوز الثقة، يقابلها أطنان مماثلة من الأجوبة الأكثر بؤساً تكشف بجلاء عن خواء ذهني وتصحر وجداني لا يعادلهم في البؤس سوى هذه الغطرسة التي تطفح بها وجه هؤلاء المتفيقهون0

    عبد الخالق السر/ ملبورن
    12/3/2004م
                  

العنوان الكاتب Date
حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة atbarawi03-11-05, 06:47 AM
  Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة Alia awadelkareem03-11-05, 11:34 AM
    Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة atbarawi03-12-05, 00:06 AM
  Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة محمد الامين احمد03-12-05, 04:31 AM
    Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة atbarawi03-12-05, 05:46 AM
      Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة ba7ar03-12-05, 07:19 AM
      Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة Alia awadelkareem03-12-05, 12:48 PM
        Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة atbarawi03-13-05, 04:34 AM
          Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة mansur ali03-13-05, 12:36 PM
            Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة atbarawi03-14-05, 01:59 AM
              Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة sudania200003-14-05, 04:22 AM
  Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة Hani Abuelgasim03-14-05, 02:15 PM
  Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة أنور أدم03-15-05, 01:38 AM
    Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة atbarawi03-15-05, 06:04 AM
  Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة أنور أدم03-15-05, 06:19 AM
  Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة Agab03-15-05, 09:26 AM
    Re: حكم "الحجاب" من منظور تجريدي إلى واقع متكامل من القهر المعنوي والجسدي للمرأة atbarawi03-15-05, 11:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de