|
Re: الفساد الإنتقالي ..! بقلم:هيثم الفضل (Re: هيثم الفضل)
|
( من وجهة نظر خاصة إن سلَّمنا بأنا متورطين في أمرين أحلاهما مُر ، فإن فساد الحزب الأوحد في عهد الإنقاذ ، هو أقل ضرراً وأفضلُ مآلاً من فسادٍ تلعبُ على أوتارهِ كل الأحزاب والتنظيمات السياسية مُجتمعة من باب ما يوفِّرهُ ذلك من (تنوُّع) و(إبداع) في أشكال ومضامين المؤامرات التي تحتضن الفساد وتُغذيه و(تُخفيه) عن أعين الناس ، كما أن تضارُب المصالح وانفراط أمر الاتفاق على مستوى تنظيمات سياسية متعددة ومُتناحرة ، يوفِّر مناخاً خصباً ومُناسباً لـ (التطرُّف) والحِدة و(الجشع) والجُرأة في الولوج إلى غياهب الفساد الذي على ما يبدو أصبح واحداً من أهم أدبيات الحِراك السياسي في السودان في كل الحقب ، ديمقراطية كانت أم شمولية ، لكن ما زال وجهاً للأمل يلوحُ مع إطلالة كل فجرِ جديد ، طالما ظللننا نتمسَّك بثقتنا في الشارع الثوري وقُدرتهِ على حسم الفوضى ومواجهة الصعاب ونُصرة الحق وهزيمة الباطل وقتما نادى المُنادي ، فاستعدوا وأنصتوا الآذان ) .
الأخ الفاضل / هيثم الفضل التحيات لكم وللقراء الكرام
أخي الفاضل لقد وضعت أصبعك فوق تلك الجروح المريرة التي تدمي أكباد الشعب السوداني الواعي المغلوب على أمره .. وهي حقائق لا يختلف فيها اثنان !! .. بل هي ثوابت مؤكدة مائة بالمائة .. ولكن يا أخي الفاضل ( لقد وهنت العظام واشتعلت الرؤوس شيباً ) ،، وكثرة المطارق فوق رؤوس الشعب السوداني قد أوجدت تلك العاهة المستديمة .. وهي عاهة اليأس الشديد .. حيث تلك الانتفاضات تلو الانتفاضات ،، وحيث تلك السرقات تلو السرقات من قبل الأحزاب وجماعات النفاق والرياء والتمثيل . وعليه نقول لكم بالواضح الصريح أن ( وجه الأمل قد لا يلوح بعد تلك التجارب المريرة مع إطلالة كل فجر جديد كما تقول أنت يا أخي ) .. وذلك لأن صدمة خيبة الانتفاضة الأخيرة كانت كبيرة للغاية على الشعب السوداني .. وإرهاصات تلك الانتفاضة الأخيرة كانت موجعة بذلك القدر المهول .. وهي إرهاصات لم تترك أي مجال لتلك الآمال في مستقبل الأيام القريبة .. فكيف تريد يا أخي الفاضل لشعب يبحث عن تلك الآمال الضائعة المفقودة لأكثر من ستين عاماً منذ استقلال البلاد ؟؟؟ . لقد استسلم الشعب السوداني نهائياً ،، فهو لا يملك أكثر من تلك التضحيات بالمئات والمئات من أرواح الشهداء الأبرار .. فماذا يقدم الشعب السوداني أكثر من ذلك الموت في سبيل الحياة الكريمة ؟؟ .
وفي الختام لكم خالص التحيات
|
|
|
|
|
|