( في عهد موروث من د. مأمون حميدة وزيتونته وجامعته وملحقاتها ، وما يتبع من المستشفيات الفندقية ، كان المبدأ واحدا إن أردت لمريضك البهدلة والموت فعليك بالمستشفيات الحكومية ، التي يتدرب فيها صغار الأطباء كما يتعلم بعضهم الحلاقة في رؤوس اليتامى .أما إذا أردت العلاج والعناية فما عليك إلا أن تدفع ، ولأن لا أحد يريد الموت فيفضل الأهل بيع كل ما يملكون لتصب في جيوب المستثمرين في آلآم المساكين ) .
الأخ الفاضل / زاهد زيد التحيات لكم وللقراء الكرام
أثابكم الله خيراً ،، والمقال يقول الكثير والكثير عن قصة الأطباء في السودان .. ولكنك مع الأسف الشديد قد نسيت أمراُ مهماً للغاية .. فهناك المئات والمئات من الشباب والشابات الذين تخرجوا من كليات ( الطب ) في السنوات الأخيرة .. ثم واجهوا تلك الشروط والمعضلات الصعبة المستحيلة في مواصلة مشوار ( الطب ) .. وذلك في حال تواجد ذلك الوزير ( المجرم ) د . مامون حميدة الذي كان يحارب هؤلاء الأبناء الخريجين بطريقة ظالمة ومجحفة للغاية .. وكان يضع تلك الشروط المستحيلة أمام هؤلاء الأبناء الخريجين من الأطباء بطريقة متعمدة خبيثة .. ولذلك توقف الكثيرون من الشباب والشابات عن مواصلة مشوار الطب لظلم وجور ذلك الوزير المتكبر المتعجرف .. قد تركوا مجال الطب كلياً في حال تواجد ذلك المجرم ( مامون حميدة ) في الوزراة .. وهو ذلك الوزير الذي كان يحارب هؤلاء الأبناء من الخريجين الذين لا ينتمون لجماعة حزب المؤتمر الوطني بطريقة قاسية ومريرة .. وكان يضع تلك الشروط المالية وغير المالية الصعبة أمام هؤلاء الخريجين بالقدر الذي كان يمنعهم عن مواصلة المشوار في مجال الطب .. وحتى أن ذلك الخريج الذي كان يريد أن يتمرن ويتدرب في مهنة الطب بالمستشفيات والمؤسسات الصحية العامة في البلاد كان عليه أن يدفع مبالغ مالية شهرية كبيرة للغاية .. وهي كانت مبالغ تعجيزية لا يقدر عليها معظم أبناء السودان .. وخاصة إذا علمنا أنهم طلاب خريجين جدد وليسوا من تجار العملة !!.. والمعروف أن السواد الأعظم من هؤلاء الخريجين هم من أبناء الفقراء .. ولا يملكون في الغالب تلك الأموال المطلوبة .. وبالطبع فإن معظم هؤلاء الأبناء ليسوا بمقدرات أبناء مامون حميدة المالية أو بمقدرات أبناء سدنة النظام المالية .. وذلك الدكتور ( المتعجرف ) مامون حميدة كان لا يرى أكثر من تحت أقدامه .. وكان لا يحمل مثقال ذرة من الرحمة والشفقة إزاء هؤلاء أبناء الفقراء .. وقد عاقبه الله في نهاية المطاف .
واليوم يتواجد في المجتمعات السودانية المئات والمئات من هؤلاء الأبناء الخريجين من كليات الطب ،، والذين يقبعون في المنازل دون أي عمل أو وظيفة ودون أن يكملوا مشاوير الطب لفداحة المبالغ التي فرضها ذلك ( المجرم ) د . مامون حميدة .. وهؤلاء الأبناء اليوم في انتظار تلك التسهيلات من الحكومة الجديدة بعد الانتفاضة ليواصلوا المشوار في مجال الطب .. ومستعدين أن يعملوا في تلك العيادات والمراكز الصحية ،، وكذلك في مراكز الطوارئ في مقابل رواتب وأجور مثلهم ومثل الآخرين من أبناء السودان الخريجين الذين يبحثون عن فرص العمل داخل وخارج البلاد . وهم الآن يتواجدون في الأحياء والبيوت عاطلين عن العمل والوظائف .. والبعض منهم يعمل في قيادة مركبات ( الركشة ) في الطرقات وهو ذلك الخريج من كلية الطب !! .. ورغم كل ذلك تتعالى الصيحات في هذه الأيام لندرة الأطباء في المراكز الصحية !! .. يحدث ذلك والسودان لديه جيش جرار من هؤلاء الأبناء الخريجين من كليات الطب !.
فيا عجباُ ويا عجباُ من ذلك الظلم والإجحاف في هذا البلد !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة