الحدث الاهم في تاريخ السودان الحديث بلا شك هو اندلاع الثورة الشبابية في ديسمبر من العام ٢٠١٨ وسواء انتفقنا او اختلفنا مع الثورة ومن اشعلها من جيل الشباب لا يسع الجميع الا احترامها والاعتراف بانها انجزت تغييرا كبيرا بجراءة واقتدار ظهر به الجيل الجديد الذي تربي لمدة ثلاثين عاما تحت حكم قاهر ودولة عضودة وجو من انعدام الحريات تربي الجيل المعاصر والاحباط يحيط به من كل جانب ولكنه تسامي فوق جراحه وما يحيط به من صعوبات الحياة وانجز ثورة لا مثيل لها في العالم المعاصر سبق هذا الجيل ما عرف بجيل ما بعد الاستقلال او جيل النخب الذي ادمنت الفشل كما وصفها المرحوم الدكتور منصور خالد رحمه الله هذا الجيل سرق احلام السودانيين لسته عقود من الزمان وحول السودان من دولة متفردة بانسانها ومواردها وثرواتها الظاهرة والباطنة الا دولة فاشلة تقبع في زيل العالم في كل المجالات هذا الجيل الاناني واقصد به جيل الستينات تمثل بكل قبحه بالدكتور عمر القراي الرجل الذي يحبو علي اعتاب الثمانين ويريد ان يسرق احلام احفاده ممن فجروا ثورة ديسمبر تسلق القراي جدار الثورة حاملا معه كل اخفاقات جيله من كل التيارات السياسية والفكرية فقد شاهدنا فشل اليسار في السبعينات وعشنا مرارة التجربة الاخوانية لثلاثين عاما وراينا الفشل الطائفي منذ الحكم الثنائي وحتي الان فظهر القراي ليرينا نوعا اخر من الفشل وهو خطل وخبل الاخوان الجمهوريين الذين ولد تنظيمهم من رحم المنافسة بين الانداد في القرن الماضي فالاخوان الجمهوريون تنظيم رادكالي ديني بل هو اكثر رادكالية من الاخوان والمسلمين واكثر رجعية من الطائفية ذات نفسها ولا اجد شبيها للاخوان الجمهوريين الا حركة الرب التي اسستها الاوغندية أليس لاكوينا. ففي ثمانينيات القرن العشرين اعتقدت لاكوينا أن الروح المقدسة خاطبتها وأمرتها بالإطاحة بالحكومة الأوغندية لما تمارسه من ظلم وجور ضد شعب أشولي وكونت ما عرف بجيش الرب الذي ارتكب ابشع الجرائم ضد الانسانية . هل يفرق هذا عما اعتقده محمود والمهوسين من اتباعه بانهم حملة الرسالة الثانية وهو اشبه بما ادعته اليس لا كوينا زعيمة جيش الرب تنظيم الاخوان الجمهوريون تنظيم سياسي يتسربل بلباس الدين وليته دين صحيح بل خطرفات وهلوسه ليس الا لا اري خطرا علي الثورة ولا مخرب يمكن ان يهدم ما انجزه هذا الجيل العملاق من القراي بما يحمله من ايدلوجيا خربه وافكار من اعماق التاريخ عفي عليها الزمن ويريد ان يفرضها علي جيل الوعي والاستناره ولعل مما يثير السخرية ان المناهج التي يربد القراي ان يلغيها هي نفسها ما تلاقاه ودرسه صناع ثورة ديسمبر من الشباب والقراي وابناء جيله من النخب الفاشله لم يصنعوا شيئا الا اتباع الكهنوت مثل محمود وغيره ليس هناك مانع او اعتراض علي مراجعة المناهج وتحديثها ومواكبتها للعصر الحديث و وادخال طرق التعليم الحديثة ولكن فاليقم بذلك خبراء متخصصون بدون ادلجة او افكار هرمه تجاوزها الزمن خلاصة رسالتي للسيد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لان فشلت هذه التجربة فلن تقوم للسودان قائمة والقدر وضعك في هذا الموضع وعلق عليك الشعب السوداني اماله وطموحاته ولعلها مشيئة الله اختارتك في هذا الوقت ليبتليك ويراك ما انت صانع فرجاء ابعد هذا الرجل واسند امر المناهج لمتخصصين وخبراء حتي لو كانوا من خارج السودان فقط بعيدين عن الهوس الديني الذي يمثله القراي او جوزيف كوني السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة