( رغم التأييد غير المسبوق الذي حظي به حمدوك داخلياً وخارجياً، فإن الجماهير لم تمنحه شيكاً على بياض، إذ إن تلك الحفاوة والتأييد كانا مرهونين بالإنجاز في ملف الاقتصاد. وبدلا من أن يقدم حمدوك حلولاً للأزمة الاقتصادية عاد ليضع الكرة في ملعب من وضعوا فيه آمالا عراضا. فكانت فكرة "حملة القومة للسودان" التي طلب فيها حمدوك من الشعب التبرع للحكومة لأجل اجتياز الضائقة الاقتصادية وكانت التظاهرات قد استنكرت هذه الفكرة ضمن الشعارات الغاضبة التي رفعت. ولم تكتف حكومة حمدوك بطلب عون الشعب فحسب بل أقدمت على رفع الدعم السلعي فيما يخص الوقود ورغيف الخبز، في الوقت الذي بلغ فيه سعر الدولار مقابل العملة الوطنية رقماً فلكياً ليصل إلى ضعف سعره في آخر عهد النظام السابق. وكان وزير الطاقة قد عزا تمدد أزمة الوقود نتيجة للأزمة المالية في البلاد والتي وصفها بالسيئة. وقال الوزير إن وزارة المالية والبنك المركزي ليس لديهما احتياطات من العملات الأجنبية، وأضاف إن الخزانة العامة خاوية من النقد الأجنبي، مضيفا إن هناك بواخر محملة بالوقود في الميناء ومن لديه مال يمشي يفرغها ) .
الأخ الفاضل / د. ياسر محجوب التحيات لكم وللقراء الأفاضل
كلام في الصميم ولا يحتاج لذلك النوع من التأويل والاجتهاد .. والشيك الذي قدمه الجماهير السودانية للسيد عبد الله حمدوك كانت قيمته عالية بذلك القدر من دماء الشهداء الأطهار .. والشعب السوداني قد قدم تلك التضحيات الجسمية في الأرواح للتخلص من حالات الشقاء والغلاء والوقوف في الصفوف .. ولكن مع الأسف الشديد كما تقول أنت فذلك السيد عبد الله حمدوك تجري عليه قصة ( عبد المعين الذي جاء إليه الناس ليعين فإذا هو يطلب العون من الطالبين !! ) .. فهو بدلاُ من العطاء والإنجازات التي تكشف الهموم وتزيل الأثقال عن كاهل المواطن السوداني المغلوب على أمره بدأ ينقب ويسلب ما في جيوب الغلابة بنفس منوال نظام الإنقاذ البائد !!. وذلك تحت شعار ( قومة للسودان ) .. ومع ذلك فإن الشعب السوداني رغم تلك الظروف القاسية ورغم تلك الفاقة والعجز قد استحى أن يرده خائياُ وقدم ذلك المقدور المتاح في الجيوب .. ولسان حال الشعب السوداني يردد ذلك المثل البلدي الذي يقول : ( جئنا نطلب العون من الفكي فإذا بالفكي يجردنا من الملابس !! ) .. وتلك مضحكة من مضاحك الأحوال في السودان بعد ثورة الشباب العارمة .. تلك الأحوال التي لم تتحول إطلاقاُ إلى الأحسن بعد تولي ذلك الحمدوك لقيادة البلاد .. ولا توجد لقطة واحدة يقال عنها أن السيد ( حمدوك ) قد أنجز كذا !! .. وقصة الدولار في عهد السيد عبد الله حمدوك قصة أخرى عجيبة .. وبالتأكيد فإن الضرورة القصوى هي التي أجبرت هؤلاء أن يخرجوا بالأمس في تلك المظاهرات التي تشتكي من سوء الأحوال .. ولا يجوز إطلاقاُ الاستهتار والاستهانة بأمر هؤلاء .. كما لا يجوز تحويل الحقائق إلى ذلك النوع من المهازل السياسية التافهة .. وفي نفس الوقت لا يجوز الاستهتار بدموع الجياع .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة