"والعمل فى المنزل، نحن يجب أن لا نستهين بيهو، ونصغر من شأنه، بل على العكس، يجب أن نديه، مكانته البستحقها، فهو يحتاج الى تفرغ من الزوجة، والى كفاءة عالية، فى إدارته، وتنظيم الحياة فيهو، من إعداد طعام"
ودا كلام عادل:
"امشي التكل حقك عوسي الكسرة بس يا نعمات عماد"
النشرح ليكم بالحركة البطيئة:
1/ الجمهوريون: "والعمل فى المنزل، نحن يجب أن لا نستهين بيهو" العمل شنو؟ العواااااسة!
عادل قال: "عوسي الكسرة "
2/ الجمهوريون: "فهو يحتاج الى تفرغ من الزوجة" التفرغ قالها عادل ملحنة:
"عوسي الكسرة بس" هههههههههههههههههههههههههههه
بالله بعد الكلام الوضعتو ليك دا كله أنت مصر على أن تقول وتردد ما ظللت تردده في مرات كثيرة؟؟!! طيب وين وديت الكلام دا؟:
Quote: ويستقيم أيضا مع إعادة تقييمنا للمنزل أن المرأة قد تعمل خارج المنزل إذا كانت تستطيع التوفيق بين العمل وإدارة المنزل.. (ولكنها على التحقيق، لن تعمل في الأعمال الشاقة، العنيفة، التي يجب أن ينفرد بها الرجال).. ذلك أن بالعمل ينضبط الفكر، وتتعمق التجربة وتنضج الشخصية.. هذا إلى عديد القيم التي تكسبها ممارسة العمل المرأة، مما تحتاجه في خـدمة مجتمعها، وبيتها، وأطفالها، ومما تحتاجه في تحرير مواهبها التي بها ارتقـاؤها، وكمالها الذاتي.. هذا وللمرأة ميادين عمـل، قد خلقت وهي مهيأة لها، أكثر من غيرها.. فينبغي إعدادها لها مهنيا، وفنيا، كميادين التعليم في جميع مستوياته، والطب، وطب الأطفال والنساء، بصورة خاصة، وكالتمريض، والقانون، وتولي القضاء، وبخاصة في محاكم إصلاح الأحداث.. فإن المجتمع قد يجد خدمة أفضل حين تتولى المرأة هذه الميادين، إذا ما قورنت بالرجل..
ووين وديت الكلام دا؟:
Quote: نحن هسع من الكلام دا، ظهر لينا، أن المرأة كزوجة، وكأم، لها دور عظيم، وخطير .. ونحن كدولة، وكأفراد بنهتم، بالإنتاج المادى، غاية الإهتمام، وبندرب العاملين الى إقصى درجات التدريب، عشان يكونوا ماهرين، وإنتاجهم جيد ووفير .. فإذا كان دا هو حالنا مع الإنتاج المادى، فحقو يكون إهتمامنا بإنتاج الإنسان، وبمنتج الإنسان، ما عندو حد .. وعلى كده، يجب أن ندى عناية زايده للمرأة .. نعلمها أعلى مراتب التعليم، ونديها كل الفرص اللى تجعلها مدربة، ومثقفة، لعمل البيت ..
وأضيف لما سبق هذه الفقرات من مقدمة كتاب "تطوير شريعة الأحوال الشخصية":
Quote: وفي حين جاء في شرع الله أن المرأة على النصف من الرجل، جاء في دينه أن المرأة مساوية للرجل، أمام القانون.. قال جل من قائل: ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة.. والله عزيز حكيم)).. والمعروف هو ما تواضع عليه الناس، بحسب حكم وقتهـم، بشرط ألا يخل بغرض من أغراض الدين.. وأغراض الدين محورها تحقيق كرامة الإنسان، من رجل أو امرأة.. والمعروف، عندنا في القرن العشرين، هو أن نعلم المرأة لأعلى الدرجات، وقد أصبح لدينا منهن الآن الطبيبة، والقاضية، والمحامية، والمهندسة، والزراعية، والإدارية الخ الخ.. وهذا العرف، بما يحقق من كرامة الإنسان، فإنه لا يعوق أغراض الدين، وإنما يحققها، ولكنه، في نفس الوقت، ولنفس السبب الذي ذكرنا، يوجب تحولا جذريا في أمر الحقوق والواجبات التي قام عليها ((حكم الوقت)) في القرن السابع.. فجاء من ههنا قوله تعالى: ((ولهن مثل الذي عليهن)).. يعني لهن من الحقوق مثل الذي عليهن من الواجبات.. فإذا كانت الواجبات التي عليهن، وينهضن بها، مساوية للواجبات التي على الرجال، وينهضون بها، فقد أصبح لهن من الحق مثل ما لهم، لا وكس ولا شطط.. أحب لبناتنا أن يعلمن هذا، وأن يجودن فهمه، وألا يترددن في وصف قصور شريعة القرن السابع (وبخاصة في أمر الأسرة) عن شأو القرن العشرين وليكن واضحا في أذهانهن أنهـن، حين يفعلن ذلك، لا ينسبن الظلم، ولا القصور، إلى الله، تعالى الله عن ذلك، وإنما ينسبنه((لرجال الدين)) الذين يطيب لهم أن يتحدثوا باسم الله، وهم لا يكادون يفهمون عنه شيئا، وإنما يتحدثون فيما لا يعلمون، حين يريدون للناس أن يعتقدوا أن كلمة الإسلام الأخيرة في أمر التشريع قد قيلت في القرن السابع.. أحب لبناتنا أن يدافعن عن حقوقهن في تشريع الدين، لا أن يبحثن عن الإنصاف في شرائع الغربيين، فإنها لا تحوي لمشاكلهن حلولا، ولا لمشاكل الرجال.. وأحب لهن أن يستيقن أنهن أولى بالدين ممن يسمون أنفسهم ((برجال الدين)) ممن جمدوا الدين، وجعلوه قضايا فقهية متحجرة، لا روح فيها ولا حياة.. هذا الكتاب - كتاب ((تطوير شريعة الأحوال الشخصية)) يهدي من جديد لبناتنا، علهن يجدن فيه قبلة حلول مشاكل المرأة، ومشاكل الرجل، على سواء.
وهل هناك رقي أكثر من جعل وظيفة ربة المنزل المتعلمة المثقفة أكبر وأعظم من الوظائف المهنية الأخرى، لأنها تنتج الإنسان؟؟ المسألة مش "عواسة ساي" يا شيخ "عاطف"!!
وهذا باب المرأة: باب المرأة
هذا باب المرأة.. وهو باب نحب أن يدخله الداخلون سجداً، ذلك لأنه يعالج شأناً هو أخطر شئون الأرض على الإطلاق، وهو المرأة.. والمرأة فى الأرض كالقلب فى الجسد. إذا صلحت، صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائره ..إن المرأة فى حقيقة النظام الإجتماعى المتمدين أولى بالعناية من الرجل إن صح أن هنالك أولية بينهما.. ذلك لأنه يتأثر بها أكثر مما يؤثر فيها، وإن خيل له غروره غير ذلك .. وحين تعرف المرأة سبل المكارم، تنشئ على سمتها الرجل طفلا، وتحمله على جادتها زوجاً، وتغريه بها فى جميع مسالك الحياة وهو أجنبى عنها .. إن حواء حين أغرت آدم، أغوته ثم لم يستعصم.. وهى لم تغره إلا وهى تبغى به سبل الخير، ولكن جهلها كان وبالا عليه وعليها . وهو لم يستعصم عن غوايتها لأنها رسولة حياة تدعو إليها فى إلحاح متصل حتى لكأن كل جارحة من جسدها لساناً يلهج بالدعوة .. آدم طالب حياة فى المكان الأول، وكل الناس طلاب حياة، فمن لم يستجب للحياة لايستجيب لشئ . ولو أن حواء عرفت سبيل الحياة، لكانت دعوتها لآدم دعوة صالحة لا غواية فيها، ولاعصيان .. ولو تعلمت حواءاتنا لرشد آدمونا.. فإنك إن تعلم إمرأة تعلم أمة، وإن تعلم رجلا تعلم فردا . أنصار المرأة وخصومها، إن صح ان للمراة خصوما بالمعنى الصحيح، مدعوون للكتابة في هذا الباب على أن تكون كتابتهم صادرة عن علم يقين، وعقل سديد وجد لا عبث فيه ولا فضول.
الأستاذ محمود محمد طه.. جريدة الجمهورية.. إفتتاحية باب المرأة 15/1/1954م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة