♧ كَأني رأيْتُ اللهَ£

(35)
¶إذاً، فتدعني أرفع قبعتي و أقف لأوفيَك التبجيلا
أيها (الجحش) الهُمامُ و المعلمُ المُلْهَمُ ؛ فلقد لقنتنا درساً
مبهماً ، لكنه بكثرة التگرار سوف يتبين أنه مفيدٌ للغاية
كي يتعلمَ من الشُّطَّار. ، و لكي( نتوقف) قليلاً لنتحسس
نعمة عقولنا التي إنما حبانا إياها الخالق لنُعْمِلْها في التفكر
و التدبر في عجائب خلقه (و في أنفسكم ، أفلا تبصرون).

¶ إني والله لأغبطك لذگائك و أنت موصوم بالبلادة
افتراءا عليگ ، ثم لصمودك أمام قسوة شيخك و غلظة
قلبه عليك ، في غير خضوع أو طأطأة رأس لجلادٍ متنفذٍ.
فلله درك و لا تثريب عليك، إذ مارست حقك بكل عفويةٍ
في وقفةٍ تلقائية لجر النَّفَس. و لك كامل الحق في أن
تمضي الآن رافعاً عقيرك بالنهيق لأنك أجبرت التاريخ
أن يُنصفك و يقص جانباً من علينا سيرتك الذاتية.

¶ و ليت شعوبنا تستنبط منها و لو بعد حين،
أنه مخطيٍ من ظن يوماً أن ليس للثعالب دينا ،
و أنه لدى الحمير فراسةً لتدرك بها قواعد السير
و السلامة على طرق الحياة الوعرة المتشعبة.
ألا، و عاشت جماهير الحُمُرُ الأهليَّةُ حرّةً أبيَّةً.