♧ كَأني رأيْتُ اللهَ£

(17)
● دعونا الآن و، على طريقة أبي نواس، نتدحرج لا فوق
شوية على سُلَّم مملكة الحيوان للجاحظ، العائش من سلالاتها
منها و المنقرض. و لتكن ضربة البداية في محور حديثنا عن
قبيلة الديوك كأية مخلوقاتٍ شائعةٍ في مضارب أمثالنا السائرة
و هي خشوم بيوت . و لنبدأ بمايُعْرَففي مضارب أدبنا الشعبي بي
( ديك المسلمية).

● و طالما أن الشيء بالشيء يــذكرُ، فلا بد لنا من وقفةٍ هنا مع
أشهر ديك دخل التاريخ من أوسع نوافذ أدبنا الشعبي.ألا و هو ديك
المسلمية؛ حتى صار مضرب مثلٍ لشدة براءته وهو يغطُّ في سُبَاتٍ
عميقٍ ، دون توقع لأي خطرٍ محتملٍ من مغبةٍ الهلاك.

© ف(ديك المسلمية نايم فوق طوطحانية على حبل المَشَر
يعوعي ساي لتنبيه الناس لصلاة العصر و تراهو المسكين مو
جايب خبر بصلتو بهناك بكشنو فوقا؛ أي أن سكين ذابحه و سالخه
قاعدين يطرقو فيها ، و ليس بينه و بينها سوى بضعدقائقَ معدوداتٍ،
حتى يجد نفسه يتقلب تحت الكنش و يبقى جاهز للمخمخة .
حتى ليصح فيه لسان حالٍ لموال من قصيدةٍ شهيرةٍ:
لأطفال(افتح ياسسم أبوابك):
ما أطيب(الدِيَكَةْ)
تشوى على النار
هيا لنأكلها برفقة الجار
ما أنكهَ (الدِيَكَةَ)
لحمٌ يغذينا.. زيتٌ يقوينا
● و لا ندري ما صلة ارتباط ديكنا العزيز
بالمسلمية سواء أكانت تلكم القبيلة أم المنطقة و هي،
للمفارقة العجيبة موطن لأهلنا الشنابلة و ليست للمسلمية
ناقة فيها و لا بعيرٌ. و لكنه هو المقصودعلى أية حالٍ ,
كونه لا يعرف أن أجل لقياه مع حتفه بات وشيكاً ،
إن لم يكن قد حان.
● و العبرة من ذلگ أيضا، أنه گم من( الديوگ)
و( التيوس) تراهم حولگ في دهاليز و مطبات هده
الدنيا والعالم الخرف، يلعلعون و يملؤون الساحة( لبلبة)
و صياحاً، و لا يدري أحدهم ماذا تخبئ له يد الأقدار من
مفاجآت سارة و ربما أحيانا گثيرة ، غير سارة.
******((((((+++))))))*******
فَمَنْزِلِيَ الفَضَاءً و سًقْفُ بًيْتِي** ‏سَمَاءُ الله أو كٌتًلُ السَّحَابِ
فأَنْـتَ إذا أردْتَ دخـلتَ بَيْتِي *** عَلَيَّ مُسَلِّمـاً من غَيْـرِ بـابِ
لأني لَمْ أجِدْ مصـراعَ بابٍ*** يَكُوْنُ من السَّحَـابِ إلى الترابِ