|
Re: حبّ في ظلّ (Re: عبد الحميد البرنس)
|
اليوم الاثنين الثاني من ديسمبر 2019، حينما كنت أقرأ رواية انطونيو سكارميتا “فتاة الترومبون” من شاشة حاسوبي العتيق، ورذاذ المطر الشتوي ينقر النافذة، خطر لي أن أطمئنّ على الطريقة التي سيسرد بها الراوي العليم المحتمل حكايتي الناطورية ، فارسلت له ايميلا وضّحت له فيه أنه تساورني بعض الشكوك، وأرجو الا يعتقد أنني مجرّد “مكاواتيست”، فشكوكي "مشروعة”.
لم أدخل في التفاصيل . وبعد فترة قصيرة ردّ عليّ وهو يعاتبني على رجائي له، وقال لي: " أرجو أن تعرف أنك مهما تدهورت فكرياً وأدبياً، لن تصل مقام “المكاواتيست”. ابتسمت مرتاحاً واطمأنت كل جوارحي ليس لأنه فقط أشاد بصلابة قواي العقلية ولكن أيضاً لأنه فهم المصطلح الذي قمت بصكّه قبل يومين. “جيد”، همستُ لنفسي عدة مرات “أنا لا أنتسب إلى أي مكاواتي، وإنما أنا حكواتي”. ثم واصلت قراءة ايميله: “يبدو لي أن شكوكك تتمحور حول رغبتك البدئية في أنْ تروي حكايتك بلسانك. هذا حقّ من حقوقك السردية، ولكن يجب أن يحدث ذلك بالاتفاق معي أنا الراوي العليم”. وفي الحال بعثت إليه ايميلاً : "خفت أن تروي حكاياتي الناطورية بشكل يجعلها ...” وأرسلت ايميلي دون أن الاحظ انني لم أكمل الرسالة ،إذ أنني فكرت طويلًا في طريقة إنهاء الجملة دون أن أصل إلى نهاية سعيدة للجملة...وبعدها بساعات قال الراوي العليم في ايميله أنه قد تضجّر من إرسالي ايميلًا بهذه الطريقة غير المحبّذة من شخص يريد أن يكتب بنفسه حكايته الناطورية..اعتذرتُ له وقلت له: "بصراحة أخشى ان تكتب الحكاية بطريقة يجعلها تؤوّل إما كمأساة أو كملهاة لكاتب مشّاء"...
أصلح الراوي العليم ياقته ، أو هكذا خيّل إليّ، وحوله فنجان قهوة كيني، لماذا كيني؟ لأنه متأثّر بأوباما، فهو يذيِّل معظم ايميلاته مثلما يختم أوباما خطبه، ويصرّ على كتابة التذييل بالانجليزية: God Bless You
قلت له في ايميل شديد اللهجة انني يجب أن أروي هذه الحكاية، لأسباب كثيرة أهمّها أن صديقي البرنس قد هدّدني في الأسافير في بوست “حب في ظل”،بأنه سوف يرفع قضية ضدي يوم القيامة أمام الخالق الأعظم إذا لم أكمل حكاتي الناطورية في ضاحية بيروت الجنوبية وبالتحديد في حارة “حريك” التي كانت كما يشاع من حصون “التيار الوطني الحر” الذي أسّسه ابن الحارة العماد وقتها والرئيس اللبناني الحالي ميشال عون. قدم القاطنون الأوائل للحارة وهم مسيحيون من “كسروان”. كانت بيوتهم تتكون من طابقين ومحاطة ببساتين الليمون. هجّرت الحرب الأهلية اللبنانيين المسيحيين الذين لم يعودوا إلى حارة حريك، لأنهم باعوا بيوتهم لحاجتهم للمال.
أحسست بأن الراوي العليم يبتسم في ايميله المطمئن لي بأنه سيتولى أمر سرد حكايتي بالعودة إلى نصوصي السردية القديمة، بحيث تختلف طريقة السرد عن تلك النصوص ورجاني أن أنقل ذلك إلى صديقي البرنس القلِق...لكنني في ردّي عليه سألته بشكل محدّد حتى يعرف طبيعة شكوكي : “ماهو مخطّطك السردي؟ هل ستجعل الاحداث متسلسلة أم ستبعثرها باستخدام الفلاش باك مثلا أو اليوميات ...إلخ “.فردّ عليّ في لؤم واضح: “لا تتدخّل في امور لا تخصك. هذه مهمتي يا عزيزي ود الخواض". ثم أحالني إلى ردّي على النذير حجازي في بوست “ظل في حب”: "طبعاً دي مشكلتي الآن مع الرواي العليم المحتمل، هو يريد أن يحوِّل قصتي الحقيقية، وهي أمتع بكثير من تلك الونسات، إلى سردية أدبية".
وختم الايميل بسلسلة من علامات التعجّب التي جعلتني أردّ عليه مباشرة بعد أن عدت من العمل وقمت بإدخال برميلي القمامة وفحص صندوق بريد شقتنا المعدني الأسود، وصعود الدرج، ولم أخلع ملابس العمل إلا بعد أن كتبت له الردّ التالي: “عزيزي الراوي العليم أقترح بأن نعقد “كونفرس” عبر “سكايب” أنا وأنت والكاتب الضمني. وبناء على ذلك الكونفرس السردي ستشهد حكايتي الجنوبية الناطورية مولدها “.
عندما ضغطت على ايقونة “أرسلْ” ، سمعت صوتاً رجالياً حادّاً ، كان الصوت آتياً من إحدى نوافذ شاشة حاسوبي. كان الجدّ في الرواية التي كنت أقرأها، يستمع من اسطوانته المفضّلة إلى ذلك الصوت الرجالي الحاد وهو يغنّي: “أخبريني من أنتِ، أخبريني أين تمضين، أيّتها القناع المرح الذي يصرخ بي لدى المرور”.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 11-30-19, 08:36 PM |
Re: حبّ في ظلّ | النصرى أمين | 11-30-19, 08:58 PM |
Re: حبّ في ظلّ | النذير حجازي | 12-01-19, 03:51 AM |
Re: حبّ في ظلّ | osama elkhawad | 12-01-19, 05:12 AM |
Re: حبّ في ظلّ | أبوبكر عباس | 12-01-19, 09:58 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-02-19, 08:56 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-01-19, 10:05 PM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-01-19, 09:56 AM |
Re: حبّ في ظلّ | ابو جهينة | 12-01-19, 12:42 PM |
Re: حبّ في ظلّ | osama elkhawad | 12-02-19, 07:00 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-02-19, 08:09 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-02-19, 10:59 AM |
Re: حبّ في ظلّ | النذير حجازي | 12-03-19, 01:26 AM |
Re: حبّ في ظلّ | osama elkhawad | 12-03-19, 04:26 AM |
Re: حبّ في ظلّ | النذير حجازي | 12-03-19, 04:46 AM |
Re: حبّ في ظلّ | osama elkhawad | 12-03-19, 05:35 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-03-19, 07:23 AM |
Re: حبّ في ظلّ | osama elkhawad | 12-03-19, 08:11 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-03-19, 06:18 PM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-04-19, 01:03 AM |
Re: حبّ في ظلّ | osama elkhawad | 12-04-19, 05:56 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-04-19, 09:42 PM |
Re: حبّ في ظلّ | osama elkhawad | 12-05-19, 10:40 AM |
Re: حبّ في ظلّ | عبد الحميد البرنس | 12-09-19, 02:59 AM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|