في حقبة الظلام الدامس الذى مر على السودان طوال ثلاثين عاما والتي احكمت فيها سلطة الإنقاذ يدها على الدولة ومواردها بالحديد والنار كان لابد لها ان تستمر ان توظف كل طاقات منسوبيها الذين يؤمنون بفكرها وعقيدتها ومشروعها ولكن لا يكفى هؤلاء وحدهم لكى تستمر في الحكم والخداع فكان لابد لها ان تستفيد من اشخاص ذوى مواهب خاصة يجيدون فنون الزيف والخداع ويجيدون التملق والمداهنة والمخادعة لاصحاب السلطة وفى مقابل ذلك يتحصلون على الجاه والمنصب ولا يبالون ان يدوسوا على جميع المبادئ الخلقية في سبيلهما ، هؤلاء الانتهازيون يضعون عقلهم وفكرهم على مقاييس السلطة لهم مقدرة فائقة في اجادة لعب المداراة والمناورة وتقديم الخدمات لمن يحتمون في كنفه ، فيهم الخطيب الذى يجيد الخطابة ، فيهم الشاعر الذى يقرض الشعر ، فيهم المثقف الذى يرطن بالكلمات والمصطلحات ، ذكر ان أبا عمرو بن العلاء سئل : لم خضع النابغة للنعمان ؟ فقال : رغب في عطائه وعصافيره . ان الانتهازى لا تهمه الا نفسه وفى سبيل ذلك يبحث عن إرضاء صاحب المكانة الأعلى يتفنن في الحيل ولا يتوقف عن الالتواء كلما عزم الامر ليقدم خدماته بحركات بهلوانية ، لا يفتر عن لعق ايادى المسؤول ولا يستطيع وليس بمقدوره اغضاب السلطة وليس في مقدوره ان يقدم رأى مستقل فهو دائما ينتظر رأى السلطة لكى يزين هذا الرأي ويجمله ويبرره ويحسنه للمتلقين ، وكما ذكرت فأن منهم من يجيد الخطابة والكتابة فيتربحون من هذه الموهبة ويأكلون بها على كل الموائد السلطانية . كثيرون منكم يعرفون انتهازيون بهذه المواصفات مروا في ظل سلطة الإنقاذ تلاعبوا بالقوانين والمعرفة خدمة لذوى السلطة . سوف ابدأ في سلسلة كتابة عن بعض من هؤلاء ، كانوا ابخس البشر ، كتلة سائلة من النفاق ، خربوا الواقع الاجتماعى والثقافى والسياسى . أولا :- عبدالباسط سبدرات كمقدمة ، يجب علينا ان نذكر دوره في الحادثة الملفقة في تفجيرات في 29 - 30 يونيو 1998 في الخرطوم والتي تم القبض على حوالى 27 شخص زورا وبهتانا ومعهم ثلاثة من القساوسة وتوفى تحت التعذيب قبل تقديم المجموع للمحاكمة ، توفى عبدالله شول ، محمد عيسى ، وجالدينو اوكيك نواصل ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة