سُودانوياتٌ من أصل بلادو

*****(((((+++)))))*****
فقال الشيخ: إن العلة تكاد تكون واحدة و إن تعددت زواياها..و لعل
أبرزها أن في زماننا ظاهرة ليست بالجديدة ، بل هي قديمةٌ متجددة،
ألا و هي أننا كثيراً جدن ما نلجأ إلى إعمال قوانين اللعب في محل
الجد و العكستماماً صحيحٌ ، أي: إعمال الجد في محل اللعب . و هذه
بالذات لا بد لها أن تنفذ بكل حذافير الدقة والحسم و الصرامة.و قد
سقنا لذلك مثلاً بمقاول بناء يقوم بتشييدأبراجٍ سكنية ثم ما تلبث أن
تقوم على قواعدها حتى تخر هداً من سقفها فإذا هي خاوية
على عروشها و جاثمة على صدور من تحتها.

# فإذا همُّ قاضي القضاء بأخذ القصاص ممن جنى بفعلته تلك
على الضحايا الغلابة الابرياء فلا بد أن يقوم الاجاويد ُ ليقيموا الدنيا
فلا يقعدوها ممن يتشفعون لذاك المجرم بأن لا جدوى أصلن من
ملاحقتهلكون الكان كان و خلاص حدس ما حدس ،خصوصاً و أن
مقاولنا الحبيببرضو يبقى راجل غلبان و و وراءه كومة لحم من
العيال. وذلك مما يكفل له الإفلات من العقاب وفيُسِحُ له الجو
لينطلق حًراً لييعيثََ مايشاء من فسادٍ في حقِّ البلاد والعباد .

# ثم استطرد سماحة الشيخ ليضرب لنا مثلاً آخر بحكم لمباراة
حياة أو موت في ديربي الدوري الممتاز بين جوفينطوس و السيدة العجوز
مسلن أو بين هلال مريخ كي نقرب الفتاشوب أكتر و لنفترض أن صافرته
قد انطلق منها صوت بالخطأ و لكن صادف أ ن تم على إضره احتساب أو إلغاء
هدف نضيفٍ لأحد الغريمين في شباك خصمه.. ولك أن تتخيل بعد ذلك حال ذاك
الحكم التعيس الذي ربما تكون أمه في تلك الليلة المهببة ناسياه و حماته داعية عليه
و ليس له ، لك أن تخيله كيف يتحول هو زاتو إلى كرة يتضور بينهم كالعرجون القديم
بين جموع مشجعي الفريق المتظلم و هم يتنازعون أمرهب ينهم قذفاً بالأيدي و ركلاً
بالأقدام. يتراكضون وراءه في ساحة .. للسوق معترك بها وصدام وبرفس أرجلهم
تساق وضربها .. بالكفّ عند اللاعبين حراملقد تُحلَق في الهواء وإن هوت ..شرعوا
الرؤوس فناطحتها الهام وتخاله حيناً قذيفة مدفع .. فتمرّ صائتة لها إرزامُ
ولربما سقط مغشياً عليه فقام حياله .. للضرب عبل الساعدَين همامُ
فتخاله وتخاله كفريسةٍ .. سقطت فزمجر دونها الضرغام.
لا تستقرّ بحالة فكأنه .. أمل به تتقاذف الأوهامُ.
# فهل لنا أن نحلم بعد هذا بأن نتسكع ذات يومٍ لشم الورود الحُمْر مع
النسيم العليل كما فعلها فالنايان بيومٍ غشقٍ عذريٍّ لا يُنجبُ أطفالاً، بطُرقاتِ
مدن يوتوبيا فاضلياتٍ كما تصورها أفلاطون بخصب خياله والله الظاهر
السطلنجية المنظراتية و الفلاسفة ديل فعلن ما عندهم سا لفة بي تعريفة.