عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 01:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2019, 08:16 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    أجواء من الجزء الثاني من سيرة التقدمي لا يزال العمل جار عليها:




    كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد ظهر يوم خريفيّ، حين رنَّ جرس الهاتف، داخل شقتي، وتناهى صوت أماندا، بعد فترة طويلة أخرى ممتدة من الغياب. وكنت لا أزال حانقا عليها بسبب تلك المواقف المتكررة. آخر مرة، "غيَّرتُ فيها جلدي"، كما يقال. صرت طواعية إلى ما تريدني هي تماما أن أكون عليه. كنت آكل أكلها. أتنفس هواءها. أشتم بأنفها. لن أتورع في تلك الأيام إذا أرادتْ هي في لحظة نزق حتى عن (..). تخلّصتُ مرة وإلى الأبد من زيّ صحفيٍّ محترم بمقاييس القاهرة، إلى أن غدوت بين ليلة وضحاها مسخا، أو موضوعا للتندر وسط أولئك المنفيين على مقاهي بورتيج بليس. قالوا "لقد أصاب حامد عثمان حامد جنون المراهقة". لم يشفع لي عندها كل ذلك. عموما، رفعتُ السماعة، وكان صوتها الأليف ذاك آخر ما كنت أتوقع سماعه. قلت بفتور "مرحبا". لكنّ ذلك لم يكن صوتها المعتاد. كان صوتها الآخر ذاك المُذيب لبأسِ الحديد نفسه. خفق قلبي. قالت إنها تريد أن تراني على نحو ملح الآن. بغتة: "ألا تفتقدني، يا وليم"؟

    أخذتْ حصوني سريعا في التصدع. كمن يتأهب لملاقاة إهانة أخرى، قلت "بلى، أفتقدك، يا أماندا". قالت بحنان غريب "ما مقدار هذا الفقد"؟ وجدتُّني أقول كالمنوَّم "كثيرا". قالت كما لو أن الله استجاب لدعاء قديم: سأحضر إذن في الحال، أحبك".

    كانت تلك هي المرة الأولى التي أسمع منها تلك الكلمة منذ أن غزت وحدة حياتي المزمنة خلال احتفالي ذلك المساء بعيد ميلادي الخامس والثلاثين في شقة جمال جعفر المشتركة مع الصيني: "أحبك". مع تسارع وجيب قلبي هذا، واستسلامي ذاك، آثرت أن أفر من هذا الحبّ، فقلت بصوت أوهنته فترات الصمت المتفاقمة في حياتي خلال تلك الأيام "ولكن". قطعتْ ترددي متسائلة كمن يمسك بخيوط لعبة تمرَّس عليها طويلا، قائلة "ولكن.. ماذا، يا وليم"؟ قلت محتميا بذكرى مرارة مقالبها الكثيرة "أنا مشغول الآن، يا أماندا". أي لوعة حملها ردها "أفي الأمر فتاة أخرى، يا وليم"؟ قلت:

    "أنا متعب فقط، يا أماندا".

    قالت بعناد وتصميم غريبين "سأحضر إليك إذن، حالا حالا، فقط كن في انتظاري". قلت "لا. لا بد أن أنهي المكالمة الآن".

    بدا صوتها أكثر حزنا ولوعة:

    "إذن فالوداع، وليم، حبيبي"!!

    وَافَقَتْ مكالمتها تلك كما لا أزال أتذكر بوضوح وجلاء ما بعد منتصف ظهيرة اليوم الثالث من عطلة سنوية دامت عشرة أيام.

    منذ اليوم الأول، أخذ البعد من مشاق العمل يسمم حياتي بذكريات الماضي البعيد والقريب في آن، لم يكن ثمة من معين إلى جانبي، سوى النوم لساعات قليلة، القراءة أحيانا، تجرع ما قد لا يحصى من أكواب القهوة السوداء المرة خلال أوقات النهار، والتجرع أبدا لا يتوقف من زجاجة ويسكي كاملة ماركة "ريد ليبل" على مدى المساء والليل وحتى الساعات الأولى للصباح. لقد بدأت الشقة في الأثناء في التحول شيئا من بعد شيء إلى مقلب لا يحتمل للقمامة: رائحة السجائر المحبوسة، أواني الطعام المتسخة وصلت حتى إلى داخل الحمام، بينما ظللت أطفئ أعقاب السجائر المتعاقبة على باطن حذائي البيتي السميك وأقذف بها هنا وهناك دونما اكتراث، كانت قشور البصل متناثرة على أرضية الصالة إلى جانب قشور خضروات أخرى، والملابس المؤجلة للغسيل منذ نحو ثلاثة أسابيع تلوح أينما وقع البصر، لقد بدا المشهد داخل الشقة قبل أن يرن جرس الهاتف حاملا صوت أماندا أشبه ما يكون بمعمل ملائم لتحضير روح شيطان تملَّكه السأم.

    هكذا، عندما وطنتُ نفسي أخيرا على نسيان أماندا بون تماما، هداها الله أن تعاود اتصالها بي مطالبة برؤيتي "حالا"، بالذات في ذلك اليوم الذي وصلتُ فيه إلى نقطة اللا رغبة في كل شيء. لقد كنت وباختصار شديد ميتا، في عالم ميت.

    حين أشارت إلى حوالي الثامنة مساء، كانت أماندا هاتفتني بإلحاح لأكثر من تسع مرات. لم أرد على مكالمة واحدة من تلك المكالمات، البتة. كنت أترك الجرس يرن ويرن ويرن، إلى أن أسمع صوتها، بينما تترك رسائلها المتتابعة القلقة على جهاز الرد الآلي. كنت أدرك قلة حيلتي وضعفي وهواني المقيم حيال صوتها. كانت تقول عند بداية كل رسالة، متسائلة بنبرة يشوبها شيء من خذلان لا مبرر له، قائلة "أعلم أنك هناك، أجبني، حبيبي وليم، وللعلم فقط لن أيأس معك، ألا ترغب فيَّ، أنا حبيبتك، أماندا"؟ بعد التاسعة مساء، أخذتْ تهب ريح عاتية، كما لو أن السماء غاضبة من شيء. كان البرق يومض من آن لآن. المطر يتساقط بغزارة، ويتوقف فجأة. لم ينفك الندم يعاودني في أعقاب كل مكالمة من تلك المكالمات. لكن المحظور وقع في حوالي التاسعة والنصف. كانت طرقات أماندا بون على باب الشقة تحمل في تتابعها الحاد تصميما غريبا. فتحتُ الباب، لا مفر. بدت مبتلة تماما وفي يدها لاحت حقيبة ملابس بنية صغيرة وهناك من داخل عينيها أخذ يومض لدهشتي حبّ أموميّ غامض بدا أقرب إلى حنان لا يتناسب أبدا ورعشة متصلة ظلت تصدر من بين شفتيها المكتنزتين. لقد بدت في هيئتها العامة تلك أشبه بقارب إنقاذ صغير في يوم عاصف.


















    في أثناء مكالمتها الأولى تلك، فاتني أن أدرك ربما لزخم المفاجأة أبعاد الطريقة التي تم من خلالها إعلان ذلك الحبّ، من طرفها، لأول مرة.

    طريقة عصرية بحتة.

    ولم تصمد حصوني!!

    انفصلتْ أماندا عن حضني عند باب الشقة، أخيرا. أدارتني فور إغلاق الباب باتجاه المطبخ والصالة من كتفي. قالت "لا تلتفت، يا وليم". كنا لا نزال واقفين داخل الطرقة وراءنا باب الحمام المشرع، عندما أخذتْ تنضّ عنها ملابسها وترمي بها كآخر دروس التعذيب على الأرض أمام ناظري بينما تكرر تحذيرها قائلة في أعقاب الرمي بكل قطعة "لا تلتفت، وليم حبيبي، حذار، لا تلتفت أبدا، حبيبي". حين رأيت قطعتي ملابسها الأكثر خصوصية أدركت أنها تقف ورائي عارية تماما. هكذا، سبقتني هي إلى الحمام، بينما أخذت أنا في تسوية الفراش الذي بدا في زخم تلك اللحظات بمثابة الحقيقة الإنسانية الوحيدة الماثلة داخل معمل تحضير الشيطان ذاك. هناك بدت مرحة سعيدة وهي تحاول أسفل مياه الدش صدَّ يدي المراوغة المتجهة بلهفة لأول مرة نحو ملامسة ما بين ساقيها دونما عائق، هذه المرة. أنعش ذلك قليلا شجرة الحياة المتيبسة في داخلي. أخيرا، أقبلت تلك اللحظة التي حلمت بها طويلا لقرابة العامين من صد جائر ونفور مثير للحيرة. كنت أقف قريبا منها مرتعشا على بعد خطوة واحدة غير مصدق لما يحدث بالفعل تحت أنظار العتمة.

    كانت تستلقي عارية. البرق يومض وراء النوافذ الزجاجية الواسعة في تتابع. لكأنها أعدت شعورها بدورها لمعانقة اللحظة نفسها وتهيأت لها منذ تعارفنا الأول. كان كيانها كله مخيّرا في هذه المرة لإرادتي. وجسدها يكاد يضئ داخل العتمة بنور ذاته. ولا تدري في زخم اللحظة إن كان مصدر ذلك الضوء الروحُ لحظة صفاء أم شدة بياضها الحليبي الذي لا يحتمل؟

    بدأتُ ألاطفها بمخزون تلك الرغبات العميقة المؤجلة لمدى العامين تقريبا. ثوان. دقائق تمر. وحرارة جسدها الفتي وصلت إلى أقصى درجات الغليان. قبلتُها كثيرا وطويلا وببطء. توغلت بلساني صاعدا هابطا جاثيا في الأثناء بين ثناياها. تقلبنا معا على الفراش الواسع ردحا لا أعلم. مع كل ذلك، ابن الكلب، المدعو "موضوعي الخاصّ هذا"، أبدا لم يُحرّك ساكنا. ظلّ بعناده الأكثر خذلانا في العالم قابعا في ارتخائه المجيد، حتى وهي تستلم دفة القيادة بحذق أنثى الكوبرا. يا للعار! وقد ظلّ موضوعي الخاصّ بكلمة "ميتا"، بكلمتين اثنتين فقط "ميتا تماما"، بعبارة حاسمة "ميتا تماما كخرقة".

    لم تبعثه من موته الذي بدا موتا كونيا أبديا مطبقا مطلقا حتى ذكريات الحرمان، لاءات الحاج إبراهيم العربي التاريخية الثلاث، ولم تبعث فيه الحياة، حتى تشوقات حفل عيد ميلادي التاسع والعشرين قبالة حائط مبكى المنفيّ الغريب في القاهرة. رويدا رويدا، بدأت أفقد توازني. أخذ اليأس يعتصرني من كل جانب. رأيتها أخيرا وهي تغمض عينيها. لعلها تنوب عني في تجنب رؤية الخيبة الماثلة كشبح فضيحة مدويّة تمّ الكشف عنها للتو. لعلها تحاول التفكير في وسيلة ما يمكن أن تعيد إليَّ بواسطتها هدوئي المتسرب تباعا، مع إنها فعلتْ كل شيء تقريبا يمكن تصوره. ومع كل تلك المساعي، لم تتصاعد الدماء إلى عروقه قيد شريان. أعصابه ظلّت مرتخية مثل خيوط مقطوعة في آلة وترية. كان شيئا أصمّ يقع خارج حدود ذاتي. لا يحسّ حتى بقُبلاتها الجنونية المتتابعة. كما لو أن ما يحدث لتقوقعه أمر يتمّ في أثناء محادثة رجاليّة.

    ما أخذ يضاعف شعوري بالخيبة، ليس لأنها المرة الأولى الكاملة لي معها فحسب، ليس لأنها حدثت في أول لقاء لي حقيقي بها على فراش، بل فداحة الاكتشاف، عظمة الحقيقة القائلة قبالة ذلك العنفوان الأنثوي الموَّار: لم يعد موضوعي الخاصّ صالحا للعمل. قالت بعد أن استلقيت إلى جانبها خائرا مهدودا مذهولا محطما مأخوذا بوقع المفاجأة "هذا أمر مرده إلى الإرهاق". كنت أنصت إليها ساكنا مشلولا لا أقوى حتى على تحريك عينيّ الشاخصتين داخل العتمة كعينيّ غريق.








    في صبيحة اليوم التالي، هرعت إلى الطبيب بكل ذلك الفزع، سألني عن تأريخ العائلة المرضي، كشف على قلبي، ضاغطا في آن على شرياني الأيسر، ثم، بتلك السلطة التاريخية المطلقة، طلب مني أن أسحب سروالي لأسفل قليلا، مرر يده مرارا خطفا على طول تلك المنطقة الواصلة ما بين الساق والحوض. جفلت آنئذ. قال "أنت معافى، وذلك أمر يحدث أحيانا للرجال في مثل عمرك"، لكأنه أعطاني شهادة ميلادٍ لِرجولةٍ جديدة، وقد فكرت لاحقا بأسى: كم تقدم بي العمر!

    سألتني أماندا بعدها، بينما تراني أفتح باب الشقة سعيدا متحررا من كل تلك المخاوف، قائلة "ماذا قال لك الطبيب، يا وليم".

    قلت:

    "لا شيء، يا أماندا"!

    لم يفتني وأنا أدفع بها نحو السرير ملاحظة أنها قامت بتقليب الشقة في غيابي رأسا على عقب. بدا كل شيء مرتبا نظيفا ممهورا بلمسة أنثوية ساحرة. كما لو أنه تم إعداده وتهيئته لحياة مستقرة مشتركة طويلة الأمد ودائمة. حتى انني بدأتُ أفكر أن العذابات المتولدة جراء اللهاث وراءها لمدى العامين بلا طائل لم تكن سوى أضغاث أحلام وتهيؤ مريض.

    كانت أماندا بون لا تزال عارية مغمورة بالعرق، تفوح منها رائحة المطهرات القوية وصابون تنظيف الأواني ذو الرائحة البرتقال، حين وصلنا للذروة مرارا معا وغفلنا راجعين في كل مرة بشعور طفلين متعبين، بينما غرفة النوم بنافذتيها الزجاجيتين الكبيرتين العاريتين من ستائر غارقة في ضوء ما بعد منتصف الظهيرة الحاد. ونحن راقدين على جنبتينا، واضعين رأسينا على راحتينا، ناظرين بامتنان متبادل إلى بعضنا عبر كل ذلك القرب، بدأتْ دموعها تسيل على حين غرة.

    في البدء، رأيتها تتجمع داخل عين واحدة، عينها اليسرى. تنحدر نحو كفها. قبل أن تنزلق صوب الفراش المعجون في تقلبات الحبّ. لأنني لم أعرف، حتى تلك اللحظة، سوى ذلك النوع من الدموع، أحسستُ بقلبي وهو يسقط في قاع هوّة سحيقة. لعلها، أدركتْ أخيرا مدى ما أحدثته دموعها داخلي، حين مدتْ يدها ماسحة على رأسي. وضحكتْ فجأة، وهي تقول باستنكار غمره غنج حان:

    "وليم؟ إنها دموع الغبطة، حبيبي"!

    بدا الغروب وراء النافذتين الزجاجيتين الواسعتين مخمليا، حين استيقظتُ من نومي، مطهما بالحضور الكليّ لها، في حياتي.

    "أماندا أماندا"، لم تكن تعي دلالة اسمها. فقط، هزت آنذاك كتفيها، بلا اكتراث. لعل ما أثارها وقتها غرابة السؤال لا السؤال:

    "ما معنى اسمك، يا أماندا"؟

    أنا دودة البحث، علمت لاحقا أن "أصل الاسم لاتيني، لا علاقة له بقرابتها الهنود الحمر، ويعني قيمة الحبّ أو الشيء النفيس".

    أحيانا، قد يحدث، مثل هذا!

    نتقبل ما نحن عليه كما هو.

    نتقبله من دون تساؤل أو مراجعة. محاولة معرفة الأشياء اليومية في حضورها الدائم الحميم، هي مسألة لا تحجبها العادة وتقصيها خارج دائرة التفكير فحسب، بل هو الشعور أن مجرد التعامل معها كموضوع للمعرفة يعني فقدانها لمعناها الكليّ، إنها انفصلت عن ذواتنا بدرجة ما، وجودها إذن زال، أو هو عرضة للزوال، حين لم يعد مطابقا لوجودنا، ذلك أن التفكير في الشيء يتطلب قيام قدر من المسافة بيننا وبينه. داخل تلك العتمة، مددتُ يدي اليمنى، أخذت أتحسس مكانها على الجانب الآخر من الفراش، بدا باردا خاليا من الدفء، لا بد أنها نهضتْ من النوم قبل فترة، كان صوتها يتناهى من ناحية الصالة والمطبخ عابرا الطرقة الصغيرة الضيقة خافتا مدندنا بلحن خفيف من أغاني تلك الأيام العابرة. "أمريكا تحب الراب الذي يغنيه رجال العصابات". في اتجاه الحمام، بعد الخطوة الأولى داخل غرفة النوم الواسعة، بدأت أحسّ وكأن شيئا غريبا قد طرأ على مشيتي، وقد أخذ إحساسي بالأرض من تحتي ينمو ويتضاعف، إحساس ريشة في طريق التحول إلى شيء ثقيل صلب وقار. كما لو أنني ظللت أمشي قبلها لسنوات طويلة خارج قانون الجاذبية. كانت أماندا لا تزال تدندن، حين عدت إلى مواصلة السير داخل الغرفة بهدوء وصمت. وقد شرعت ألف حول السرير حافيا، بلا هدف، سوى التمتع بثقل الأرض تحت أقدامي. لا بد أن حواسي الضائعة قد عادت إليَّ مجتمعة خلال ذلك المساء.

    كنت لا أزال أسيرا لبقايا وحدتي القديمة، حين أغلقتُ باب الحمام ورائي، وجلست على مقعد المرحاض وفق عادة عريقة، متأمّلا على غير المتوقع بعض تلك التفاصيل الحزينة التي وسمت حياتي في الماضي. لكنها فتحتْ الباب فجأة. إذ ذاك، بدوت محرجا قليلا. أنظر إليها بضيق خفي من جلستي تلك على مقعد المرحاض. كانت تقف داخل الإطار الفارغ للباب ممسكة بمقبضه المستدير المصنوع من النيكل بيدها اليمنى مائلة عليه مبتسمة وشهيّة كقطعة الخبز الطازج في الشتاء. قالت بخبث حميم "أراك نمت مثل طفل، يا وليم". وقالت بينما أخذتُ أشعر في الأسفل بحركة موضوعي الخاص إنها تنتظرني بالأكل. كان يفوح منها عطر خفيف وقد بدت مشعة داخل فستان نوم بلون البنفسج. ثم رأيتها وأنا أشرئب برأسي وهي تستدير، وتسير مبتعدة بخطى خفيفة عبر الطرقة القصيرة، قبل أن تتوارى داخل المطبخ القائم على أحد جوانب الصالة.








                  

العنوان الكاتب Date
عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad09-28-19, 06:09 AM
  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير Osman Musa09-28-19, 06:53 AM
    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad09-29-19, 06:54 PM
      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad09-30-19, 01:35 AM
        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير النذير حجازي10-01-19, 03:49 AM
          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير نعمات عماد10-01-19, 12:32 PM
            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير Osman Musa10-01-19, 01:31 PM
              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير جمال ود القوز10-01-19, 07:24 PM
                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير محمد عبد الله الحسين10-01-19, 09:52 PM
                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-02-19, 04:32 AM
                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-02-19, 07:28 PM
                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-03-19, 00:03 AM
                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير elsharief10-03-19, 02:12 AM
                          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-03-19, 03:04 AM
                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-03-19, 04:44 AM
                              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير Osman Musa10-03-19, 07:33 AM
                                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-03-19, 11:12 AM
                                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير Osman Musa10-03-19, 09:05 PM
                                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-03-19, 11:40 PM
                                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-04-19, 01:11 AM
                                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-04-19, 06:26 AM
  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير adil amin10-04-19, 07:12 AM
    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير Osman Musa10-04-19, 08:57 AM
      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-04-19, 11:03 AM
        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-04-19, 04:17 PM
    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-08-19, 07:17 PM
  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير امير الامين حسن10-04-19, 07:56 PM
    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-04-19, 11:20 PM
      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-05-19, 02:14 AM
        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير أبوبكر عباس10-05-19, 04:34 AM
          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير نعمات عماد10-05-19, 08:36 AM
            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-07-19, 00:16 AM
              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-07-19, 02:26 PM
                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-07-19, 07:39 PM
                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير سيف النصر محي الدين10-08-19, 00:20 AM
                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-08-19, 00:56 AM
                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-09-19, 02:29 AM
              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-09-19, 06:56 PM
                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-10-19, 02:02 AM
                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-10-19, 10:52 AM
                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-10-19, 04:30 PM
                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-10-19, 10:58 PM
                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-11-19, 06:15 AM
                          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-11-19, 08:03 AM
                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير Osman Musa10-11-19, 11:49 AM
                              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-11-19, 08:15 PM
                          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-12-19, 08:46 AM
                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-12-19, 06:21 PM
                              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-13-19, 05:39 PM
                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-12-19, 06:49 PM
                              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-13-19, 00:53 AM
                                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-13-19, 05:04 PM
                                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-13-19, 06:23 PM
                                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عمر التاج10-14-19, 02:01 PM
                                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-14-19, 05:56 PM
                                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-15-19, 11:43 AM
                                          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير قلقو10-15-19, 12:11 PM
                                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-15-19, 05:26 PM
                                              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-15-19, 06:44 PM
                                                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-15-19, 11:57 PM
                                                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير قلقو10-16-19, 07:45 AM
                                                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير حيدر حسن ميرغني10-16-19, 09:30 AM
                                                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-16-19, 06:05 PM
                                                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-16-19, 06:32 PM
                                                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-17-19, 01:57 AM
                                                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-17-19, 05:40 AM
  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير امير الامين حسن10-16-19, 07:12 PM
    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير قلقو10-17-19, 09:10 AM
    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-17-19, 08:36 PM
      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-18-19, 05:51 AM
        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-18-19, 08:55 PM
          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-18-19, 09:03 PM
            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-19-19, 09:36 PM
              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-20-19, 01:02 AM
                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-20-19, 07:37 PM
                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-20-19, 08:16 PM
                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-20-19, 08:35 PM
                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-21-19, 05:45 AM
                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير قلقو10-21-19, 08:12 AM
                          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-21-19, 08:53 AM
                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-21-19, 09:07 AM
                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير قلقو10-21-19, 09:08 AM
                              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-24-19, 06:09 PM
                                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-25-19, 03:07 AM
                                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-25-19, 04:59 AM
                                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-25-19, 06:31 AM
                                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-25-19, 06:28 PM
                                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-26-19, 06:34 PM
                                          Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-27-19, 04:07 PM
                                            Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-27-19, 07:06 PM
                                              Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-29-19, 03:40 PM
                                                Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير عبد الحميد البرنس10-29-19, 10:15 PM
                                                  Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad10-31-19, 00:42 AM
                                                    Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير osama elkhawad01-19-20, 02:12 AM
                                                      Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير Osman Musa01-19-20, 08:00 AM
                                                        Re: عبدالحميد البرنس: غرفة التقدمي الأخير ابو جهينة01-20-20, 03:03 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de