π نطالب بحقيبة للجو الرطب£

((7)
@ لا ننسى و لا ينبغي لمُكابرٍ أن يُنكرأن النظام البئد المخلوع قد اتخذ
من كوميديانات عهده البائس سلاحاً ذا حدين . أولاً لإغراض إلهاء الناس عن
هموم معاشهم اليومي ؛ و بالتالي ترك حبال الود مشرعـةً لقططه السِّمــان على
غواربها لكي تبرطع فتعوث في أرض الله فساداً. ثانياً و دا بالذات ربما كان الفخ
(Booby- trap) اللي وقعت فيه بعض الفرق بأنها ظلت تلعبُ دوراً مزدوجــاً
بتشكيلها لُّبَّاداً مُخَمِّداً للصدمات أو مُساعِد يايات ( -Shock Absorbers ) ما بين
مولاة النظام و معارضيه. خسوسن في ظل لما قامت ببذله الأنغاز من سعيٍ محمومٍ
في سبيل استرضاء ومن ثمةَ استقطاب أنفار من (معارطيها) في الهوامش و بخاصة
ضعاف النفوس منهم و خِفاف الرُّؤوس , و ليست (مخرجات) حمارهم الوطني
سوى حلقاتٍ من سلاسل طويلة أفلح المؤتمر الوطتني في نظمها و نصبها لهم .

# بيدَ أن كل هذا لا يصرفنا عن حقيقة أن الفُكاهة ليست عبثاً أو ترفاً يُشْتَهى
بقدرما هي رسالة إنسانية سامية و جادَّةٌ ، و بخاصة الكوميديا السوداء تعد أحد أركان
هذا الفنِّ و لكن هذا النوع يناقش مسائل مُلِحَّة و قاسية و يُعالج مشكلات و قضايا تؤرق
شرائحَ من سوادنا الأعظم ؛ و لكن في قالب فكاهي خفيف الدم ساخر ٍ بحيثُ ينتشل من
دواخلك ابتسامة و لو عبشاء على ما يؤلمك ، تماماً ك(خلع شوكة أو فقع بُقَّاقة دانكسيت من
كراع تربال طلاع نَخَل). لذا فكتابة و إخراج و أداء هذا النوع ليست بالأمر الهين ؛ فهي
تحتاج للاحترافية ، حتى لا تضيع رسالة الهدف المشود في زحمة التهريج ، دون أن تعمل
كآبة منظر السيناريو المكتوب لنبش القضايا المطروحة على قتل روح الطرافة في العرض .
الفني . و لعل ما يناسبنا بوجه أخص نحن السودانيين، كشعبٍ قالو علينا ( غبـي و لمَّـاح ) ما
يُعرف ب(كومديا المواقف والرجال مواغف) تلك التي تجنح إلى مخاطبة العقول أكثر من
ميولها إلى دغدغة العواطف لمجرد الإضحاك وذر رماد السجاير على الدقون ، و هنا
تحضرني مقولةٌ لستُمتثبتاً من مدى دقتها ، أننا نحب بعضنا بعضاً أشد من حبنا لتراب
بلدنا رغمتْأنف وردي (أبداً ما هنتَ يا سوداننا يوماً علينا ) ؛ و هذا بخلاف
جيراننا المصريين أنهم يعشقون أم الدنيا أشدَّ مما يحبون بعضهم البعض.