π نطالب بحقيبة للجو الرطب£

(24)
لكن حتة خال ود الصراف دي كلما أفوتا أعـاين فيها وأضـحك
وأجـري وأجـيها راجـع للأنو بالجد حال الكلام السمح هو حال
(البركاوي القنديلاو بت تمودة ) بين أجود صناف التمور :)
شوف بالله وصف الزول لي خالو؟!...
كتير الناس تقول مجنون .. وما مجنون ...!
فى شيتاً جُـوّه فى قلبو يزاول ليهو حَامِى النـوم
يبـرِّم فى سبيب راسو ويساهر لى هوايد اللـيل
يقوم من نومو ضربة ديك
يفوت من بيتو بى ِريقـو زى الضيف
يشيل مُحْجَانو فى كتفو ..
وِيطـُـب مُخـْلاتـُو فى باطو..
وِيفارق الحله مستعجل مع هبة نسايم الصيف
وحفيان ساى ! .. يبارى القيف !!!
بل هو لم يصف خاله وحده... و إنما لقد وصف العشرات
من المنداحين في قرانا وأريافنا ...وكلهم يتأبى عليهم النوم
لشواغل في القلوب!...هم تماما مثل خال صاحبك ال(جميل)
هذا...تجدهم (يبارون القيف) ويغشون بيوتا بعينها ...ولا يتحدثون
ألاّ مع من يتخيرون من الناس!...ف مثل هذا الخال الطيبيضع فيهم
الخالقأسراراً لا يعلم كنهها سواه!...كيف لا والله قد كتب على نفسه
العدل والرحمة المطلقة...أذ حاش لله أن يكون ظلاما للعبيد!...

يحكي أحد اللحمنتيشيين: أذكر يا صديقي ...في بداية الثمانينات وأنا لم أفكر حينها(قط)
بالهجرة أو مجرد النية في مغادرة السودان ...كنت في بورسودان أعمل في الأجازة بعيد
أمتحانات الشهادة عدادا في الميناء ...وصدف وأن كنت والبعض من الزملاء عائدين من الميناء
وعند (كشك) ليمون يسمى (الملتقي) بجوار مواصلات ديم كوريا أذ بفتاة مقعدة (لا أرجل لها )
تنتعل قطعتي خشب في راحة يديها وتقعي على قطعة خشب مستديرة !...كنت أنا آخر السائرين
خلف زملائي الأربعة فاستقبلتنا مبتسمة أبتسامة عريضة وبدت وكأنها تريد أن تقول شيئا !

#...وحاولالمتقدمون من زملائي أعطاءها شيئا فرفضته بشدة وهي لازالت تنظر الينا مستجدية!..
.تجاوزناها ولكني لم أستطع أن أستمر في سيري وأنا أسمعها تتمتم من خلفنا ...ألتفت اليها فوجدتها
تصيح وتشير اليّ فعدت وكان في جيبي (طرادة حمراء) وشلن فقط...أدخلت يدي ناويا أعطاءها الشلن
ولكني فجأة تذكرت الآية الكريمة (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وتذكرت تفسير عثمان بن عفان
رضي الله عنه لهذه الآية مما دفعه لأن يهب المسلمين بئر رومة وهي أحب أمواله أليه...فعدلت وأعطيتها
ال(طرادة) وأبقيت ال(شلن)...صدقوني مدت يدها وأخذت الطرادة وأفترّت شفتاها عن بسمة عريضة
مازالت عالقة في خيالي وعندما هممت بالمغادرة أذا بها تتمتم فأعود فتناولني ورقة مطوية فتحتها
فوجدتها جزء من غلاف تذكرة سفر على الخطوط السعودية (ذاك الغلاف الأخضر الذي كانيحمل
شعارا سيف و النخلة بين حرف ال(s) وحرف ال(a) المقلوب في بداية أسم saudia ..أخذت
الغلاف وطويته ووضعته في جيبي ونسيته... وصدقوني بعد ذلك بشهور يقدر لي الله أن
أجئ الى السعودية وأستقر في مكة المكرمة وفي نفس يوم وصولي يقع نفس
الغلاف في يدي وأنا أرتب ملابسي في دولاب غرفتي!!!
قلت سبحان الله...(يضع سرّو في أضعف خله