رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 10:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-30-2019, 02:07 PM

mustafa bashar
<amustafa bashar
تاريخ التسجيل: 10-16-2007
مجموع المشاركات: 1145

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار (Re: mustafa bashar)

    13 عند العاشرة مساء، تنام الخرطوم مثل شمطاء، هدها تعب مزمن، وغشاها وهن مرير. مجزومون وشذاذ آفاق ومعتوهون منبطحون علي الأرض، وعلى حجارة متشظية جوار الجامع الكبير. هجد الجميع، بعد أن حل بهم التعب، من كرّ وفرّ بينهم وبين شرطة المحلية. باعة يفرشون على الأرض مقررات مدرسية، روايات مُستنسخة لغارسيا ماركيز، وخورخي لوي بورخيس، وجورج أمادو، إيزابيل اللندي. كتب مسروقة من مكتبات جامعات تم إخفاء ختم الجامعة أو تمزيق الصفحة الأولى. كتاب رأس المال، لكارل ماركس. كتاب (ما فوق مبدأ اللذة) لجون ديوي، عناوين كثيرة. أقلام حبر صينية عتيقة، ومعجون قليل الكلوروفيل وجوارب وقلادات وأمشاط شعر، ومرايات مختلفة الأحجام. خلفهم تماماً يمر مجرى مائي يحمل مياه آسنة، تعاود الأنوف كل هنيهة، كلما أضيفت لها مياه أخرى. بائع الكتب يعرض بضاعته: -(يا أخي،عندنا كتاب المنجد لفهم أشعار العرب، جيب أي حاجة عندك). -(ياخ أنا ما عندي، أنا زول تركت القراية، وعايز أوصل بيتي وبس). - (ياخي سعره معقول والثقافة الأيام دي، بقت مطلوبة). -يرد عليه، وكأن غُصّة توقّفت بحلقه: (والله زول عايز يبقي مثقف مافي. نحن ناس عندنا أولاد نربي فيهم، وإذا توقفنا عن العمل يوماً واحداً، ستتدهور أحوالنا). - (يا أخي ده ما كتاب سياسي، دي مطبوعة ثقافية ساكت وما بتعمل حاجة). ناديت على بائع الماء. صبي في عمر الدراسة. تركني أشرب ماءً بارداً، وهو يلتفت يمنة ويسرة. ( يا ولد مالك بتتلفت؟ بتفتش في زول)؟ أجابني وما زال يبحث عن شيء ما: لا ياعم. استطرد وهو يحدق ناحية مبنى البلدية: (والله ياعم أراقب شرطة النظام العام). (بتاعين البلدية. ديل بعد ما يدفعونا قروش، يجو نص النهار يعملوا لينا حملة. يعني ندفع لمحلية الخرطوم، وتجي شرطة النظام تقبض علينا، ويرفعونا في العربية بتاعت الحملة، مش كده وبس الحكاية يضربونا بالخرطوش بتاع الموية. وكمان رفس بالبوت، تقول الواحد كتل ليهو زول، ويودونا القسم ويصادروا حاجاتنا). ينطق القاضي بشيء، ويحدث شيء آخر، من جمهرة أفراد الشرطة الشرهين، بشهية مفتوحة للانتقام. حملت بهم أمهاتهم أول العام. رُعبه زعزع خاطري، شرد بي إلى عوالم أخرى. صدفة خلقت فيّ هذا الألم. وكأنني غطيت في سنّة نوم، وأنا واقفاً. كأن هناك من دفن ذرات ملح في فناء بيتنا. يفعل اللصوص ذلك حين ينوون سرقة منزل ما، كما يقول جدي فضل الأزرق. انبلج الصبح عن شمس ليست كشمس الأمس، سوداء وفي منتصفها بقع داكنة. تشاءم جدي من مرآها، حدثه عنها أبوه عليه الرحمة، عن آخر الزمان. رفع يديه طويلاً، طلب المغفرة من العليّ القدير، ألح في الدعاء. لكن القدر كان قد بدأ في تنفيذ مخططاته. 14 بائعة الشاي في كامل أناقتها، تلبس ثوب (شيفون) راقٍ. تربطه في منتصفها. هزهزت خصرها كلما قامت تناول الشاي لشارب (مقريّف) ومصدع. تُزغلل عيونه الهزهزه. نسيّ شاربون باقي نقودهم، أحياناً يتعمدون النسيان. كبار السن يتركون عمائمهم ومسابحهم عنوة حتى يعودون لها مرة أخرى. ومثلهم يتناسى الشباب هواتف نقالة، وكتب مدرسية. ملابس فتاه تقف بجواري تجعل جسدها واضح التفاصيل. وجه كما يظهر جسد. كتاب يتكيء على صدر مكتنز شبيه بوسادة حديثة التنجيد. تغطي كوم اللحم بعباءة سوداء. ترسم ابتهاجا وامتعاضاً في وجه كثير الندوب. قطبت وجهها بحواجب كثة، أفلحت شفرة مسننة في أن تسيطر على شعر حاجبين، نميا بغير نظام. وجه بلون يبدو أفتح من لون عنقها. مساحيق عطّارة (التيمان) أدت غرضها تماماً. رن جرس هاتفها النقال :( هاي، إنتو وين؟). ترقق صوتها بزقزقة عصفورية. تعلم بوجود ديكة منتظرين في المحطة ّ :(إنتو وين)؟ ردت متراخية مثل عباءتها التي تدلت عن كتفها، بعدما ظهر أن المتصل هو صديقها فتحي شريف. يأكل سراً ويمسّح فمه. فهو لم يستلم مصروفه الشهري منذ مدة، وأظن انه لا يملك ذلك، لكنه صادق طالبات كُثر في الجامعة، وأصدقاء بلا عدد، وبما أن الجامعة لم يكن بها مرافق للنشاط، فإنهم يزدحمون في الكافتيريا. تغشاه دعوات الإفطار من هنا وهناك. كان قانعاً بما يجود به الزملاء. لم يكن الجوع صديقاً في ذلك الوقت. ففتحي شريف يتميز بذكاء حاد، كان يلتقط المحاضرة من فم المحاضر من لحظتها الأولى. كان آلة تسجيل بشرية. عندما يقترب موعد الامتحانات، يُشاهد في وسط حلقات المراجعة، يشرح لهذا، ويصّف لذاك، يشرح مسائلَ معقدة في الفيزياء، ينبري لدروس في الكيمياء، ويحاضر في النشاط عن النظام الذي أهلك البلد والولد، والحرث. يتصدى لمعادلات صعبة بالنهار، ويعلق منشورات الحزب في المساء. تعقبه الأخوان خلال فرز نتائج انتخابات الجامعة، لم يظفروا به. كان يقعر الكلمات حين ينطقها، مالئاً فمه، بقصائد ثورية، بلغة دارجة. تعلمّ فتحي من زمن بعيد، أن يحيل ذكاؤه، لنصل حاد، يغزو به قلوب الطالبات، لم يكن يُعّرف هل هذا رأيه أم رأي الحزب الذي ينتمي له. يضمن مصروفاً، ويندغم وسط الطلاب، وفي نفس الوقت يقوم بتجنيد أعضاء جدد. كان يشرح الدروس لهذا، ويقف مع ذاك. دفعت له سلمى رسوم الجامعة، تناوبوا دعوته للطعام. كان يظهر بقميصٍ واحدٍ بلونٍ مخططٍ، وبنطال ضيق من قماش جينز أزرق اللون، يبرُم شّعره أمام جبهته. ويُكوّر (تمباكاً) داخل شفته السفلى بداعي الاسّتغراق في التفكير، وعلى شاكلة صُوّر لمحررين يضعون أياديهم في منتصف خدودهم، يبدأون بها عمودهم الصحفي. مثاقفة. تتحرك اليد لا شعورياً، فتلامس شعره أمام جبهته، فتبرُمه. يردد قصيدة دارجة، بتقّعرٍ واضحٍ. (ما لقيتك طِفلة ياعِطر المطر، غيمة جِنحاتها الرزاز، حاصرت فيني التسّول، وصّادرت مِني الجواز). الظهيرة تلتهب أكثر فأكثر. قليلون من تحركوا ناحية المسجد. هي جزمة وحيدة للصيف والخريف! تفتق رأسي عن حيلة، اشتريت كيس بلاستيك خفيف. وضعت حذائي داخله، وجعلته أمامي ساعة الصلاة. حكي لي خالي حامد الدخري إنه كان يصلّي في أحد مساجد الخرطوم، في بحثه عن نسوه ينتظرنّ الضائعين! كان قد سمع كثيراً، أن نسوة مقتدرات، ذهبنَ للمسجد الكبير، وأعلنّ عن رغبتهنّ للزواج، وكانت الواحدة منهنّ تمتلك عمارة، وسيارة (لاندكروزر)، ورصيداً في المصرف. كانت تبحث عن الستر فقط. كبرّ الإمام للصلاة، دخل رجل وقال بصوت جهور: (يا جماعة الحقوا نعلاتكم). خرج الناس ولم يجدوا غير مكانها، التفت الإمام خلفه لم يجد أحد، ورفع أياديه بالدعاء. اللهم أغفر لهم، إنهم عبادك. ثم خرج الإمام من المسجد منزعجاً. ضحكت في سري. مرت أمام عينّي حروف متشابكة خلتها غمامة. كانت لافته قرأتها في أحد مساجد أم درمان (أحذروا لصوص الأحذية). تختفي الأحذية من أمام الجامع الكبير، وتظهر في سوق الأخوان الطرفي. تسترد حذائك بعد أن تدفّع ما يُقارب قِيمته التي أتى بها من إيطاليا! نشب خلاف بين راكب ومساعد حافلة كانت في طريقها لأم درمان، أوقف السائق العربة واستدار. توعّد الراكب. عاد يحمل قضيب معدني لا يقل سمكه عن خمس سنتمترات بطول متر، وتصادف أن العراك نشب في مكان مواجه لمقر الحزب الحاكم بولاية الخرطوم، في بداية حي المقرن، وخلف قاعة الصداقة. ظّهر أحد منسوبي الأمن، الذين كانوا يحرسون سيارات مُتوقِفه، وانبرى من بين الحشد شخص ملتحٍ وبدين. أمسك المساعد بيد والسائق باليد الأخرى. وطلب من معاونيه فتح بلاغ عاجل في القسم المجاور لدار الحزب. كانت لحظة فاصلة من مُتهور، كان سيهدِر حياة راكب بدمٍ باردٍ، ومغلوب على أمره. شخص لا يطلب سوى أن يصل إلى صغاره حاملاً لهم حلوى وبعض الخبز، ولينام هادئا بدفء زوجته. بسبب إنه لم يدفع قيمة التذكرة كاملة، وذلك لأنه لا يملك نقوداً. كانت لحظة فاصلة. دخلنا وساطة بين المُتنفّذ الذي رفض في البدء، أن تُحلّ المسألة بالطرق الودية، بدلاً عن فتح بلاغ ورفع دعوى. رسمت حبكة في دماغي، دفعت في نسيجها بعداً ثالثاً. أضفت لها ألوان حارة. صارت ثلاثية الأبعاد. مزاجي كان جيداً على غير العادة، إحساس بتوازن مُلوكي. كنت أعرف تأثير تلك الحكايات على من له ذقن مثله:(يا جنابو أستحلفك بوالدك، وبالمؤتمر الوطني، كان ما خليت الراجل ده، الراجل ده متعكنن لانو عندو ظروف، المرة وأهلها في البيت، ونسابته مالين البيت وما قادر يرتاح، والله يجنابو الزول ده حكى لي قال، هو ما لاقي طريقة في المرة إلاّ قبل أسبوع، دفع لشقيق المره خمسه ألف، قال ليهو ياخ أطلع من البيت ده، رفه عن نفسك شوية، وكان هو الوحيد المتواجد داخل المنزل، لأنو أمها وخالاتها عزموهم الجيران، وانتهز الفرصة دي وقال أمشي أقّيل، وترك العربية لصديقه، ولمن خلاص جهز كده وعاني المرة، دق باب الشارع، طبعا بعد داك أي حاجة طارت. مشى فتح الباب لِقى عمتها جات من السفر، وزميله سائق العربية جابها راجعة، وقال ليهو العربية دي فوتت طارة كلتش، ومن اليوم داك الراجل ده متجنن، يا جنابو المُسامح كريم). أرخى المُلتحي قبضته. نفخ أوداجه قليلاً. حقّق ذاته في نزاع لا يحتاج كل تلك الجلبة: (خلاص تاني ما تكررها). قاد سائقنا سيارته، واتخذ مساره في الطريق. خلع وجهه الكرتوني الآثم، واستبدله بوجه آخر أكثر طيبة! تشمم دخان جازولين نيئا. فحرك معدته لقيء شديد. 15 مرّت شهور أربعة ولم أسّتلم راتبي. فاتورة مِياه وكهرباء، وفاتُورة البقّال غير محددة. تزيد متى جاءنا زوّار من البلد، طلباً العلاج أو السفر إلى الخارج أو من ينوي أداء منسكي الحج والعمرة. فأهلنا يهتمون كثيراً بضُرس العقّل، لأن ذلك تترتب عليه مسؤوليات جمة. لمن يريد أن يكون خليفة أو عمدة مثلاً، أو خلافة. حامد الدخري أوعّز لهُم، هناك بالعاصمة، نسوة ينتظِرنّ الضائعين، عزباوات مليِحات، ومُوظفات بثيابٍ بيضٍ، كنّ زوجات لضباط وضباط صف، قضوا نحبهم في الحرب. مخمليات اللون. أصواتهنّ تنشنِجُ عذوبةً. يمتلِكنّ عمائر وشُقق سكنية، ولهنّ أرصدة في البنوك. حامد الدخري يقول ذلك، وفي مخيلته تلهّج صُورة سامية حافِظ. جاءها النبأ ولم تكُن تدري أنّ القدّر، لصيق بالكائن مهما طالت سلامته. كانت تشتري حاجِياتها من بِقالة مجاورة لحي الشجرة حينها. ينسى الإنسّان، ويتناسى ليخفف غلواء الألم. أغمى عليها. تساءل حامد، هل هو قدره الذي ساقه أم قدرها؟ فعندما فتحت عيناها، أبصّرت رجلاً أربعينياً، يرتدّي جُلباباً، وعُمامة ناصِعة، في جيبه الأمامِي قلمي حبر جاف بلونين مُختلفين. خشّن اليدين، وبعِروقٍ نافرةٍ تكادُ تطفُر من ظاهر كفِه. جسّد في مخيلتها حلمها الخاص، جراء فقد عاجل. سألته عن اسمه. تملّت في وجهه طويلاً، غمزت له بعينها اليمنى، ثم عادت لغيبوبتها من جديد. ومن يومها لم يعُد خالي حامد الدُخري، كما كان عهدنا به. كان يتورّط عميقاً، ويتحدث بصوتٍ عالٍ، ليُوقِع آخرين، مع جارات سامية حافظ العزباوات، اللائي يسكنّ نفس القشلاق. يبحثنّ عن رجل يقال إن عروق كفه ظاهرة، وعُيونه صارِمّة، وأنفُه صادِم، وشِفاهه مطبّقة على نحو غريب. نِسوة بِيِض من الراحة والدِعّة. كانت تلك عادتهم. يقولون إنّ الثلج والسمك يتوفّر في المدينةِ. راحةُ تُغنِيكم عن الضنّك الذي تعيشُونه هنا. أحلم مثل حامد. أوّد لو أقترب مِن إحداهنّ. ولا أمتلك شجاعته في الإقتحام. أتخيّل أن على المرء أن يكون حسن الثياب أولاً، ثم يُقدّم نفسه بلا خجل، وينتظر امرأة كي تفيق من غيبوبتها، وتغمز لي بعينها. لم أجدد ملابِسي، ما زلت أرتدّيها منذ أعوام، كنت أظُن أنّ المظهّر أولاً. هاهو حامد الدخري يقتّحم، بجُلبابٍ وعُمامةٍ، وقلمي حبر جاف. وغير قادرٍ على فكِ الحروفِ. وراتب لا يكفي لدفع إيجار شهر واحد، لغرفتين متواضعتين في حي الفتيحاب الشعبي. تأثثت إحداهما بكراسٍ قديمةٍ ومهترئة. وحافظة ماء بلونٍ أحمرٍ باهتٍ، ودولاب خشبيّ عتيق بثلاث أدراج. أشيائي تجري بلا استحياء، تتمنى فاكهة وطعام جيد. لا أستطيع أن أمارس عاداتي الجيد منها والسييء. لا يمكنه أن يجذب ذات الأنثى التي تقطع الشارع بتؤدة. الأغنياء والنساء الجميلات أصدقاء. هم يعلفونهنّ، وهن بمال الخيرين نجود! ( لو عايزني أعمل ليك عربية مع الرجال). قالتها ولم تلتفت. قابلتها كثيراً في موقف حافلات (الثورات)، ترحل ذات الخلف وذات الأمام. مُسّتودع لطاقةٍ أنثويةٍ غريبةٍ. إغراء مفتضّح. جراءة أملتها اسّتدامة الوفّرة. ومرة أخرى كانت تتأرجح جوار شارع الزبير باشا. شارع ضيق، والمارة فيه قليلون. يمُر به العائدون من المركز الثقافي الفرنسي، والمركز الثقافي الألماني. أظٌن أنها قدِمت من اتجاه المجلس البريطاني. مرت جوار مستوصّف المدينة. جاء حاج الماحي وود التوم، وود طه مرافقين لمريض، يضطّجعون على الأرض. ينتظرون مريضهم للخروج من غرفة الإنعاش. بعضهم يمتليء بيأس من أن تلك الغيبوبة لن يعود منها، وآخرون متعادلون في ما يمكن أن يحدث له. تأتي (نهلة) أمامهم. قاطرة بشرية تسّحب مقطورات من الاكتناز. هزّت فاصِلة من فواصِلها. رجلاً قصيراً حكّ شيئه، وآخر عدّل من وضع عمامته. قابل مؤخرتها، وهي تمر أمامهم (وجع، حول أم ضرع. علي اليمين الخرتوم دي فيها جنس شي.. الجاموووووس ال....)! أغرّت صاحب بقالة مجاور للمستوصف. تشهّود وتحوقّل من الشيء الذي مرّ من هنا. صفارات تتقاطع عند حلمات نهديها النافِرين تحت قميص شفاف. مالت عليّ. احتضنتني في شارع الزبير باشا. اقتلعت جسدي منها اقتلاعا. أنا مسافرة (دبي) ياعبده، وقاعدة أعمل دليل الثقافة في السودان. قلت في سري: (ثقافة، بالله شوفي ليك حظيرة أرعي فيها). لقد عودتنا الأنظمة الشمولية أن لا نستغرِب مِن الذي يحدُث أمامنا. أنا من ضيّع في الماضي أوهام عُمّره.








                  

العنوان الكاتب Date
رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 12:39 PM
  Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 12:54 PM
    Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 12:59 PM
  Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار خضر الطيب08-30-19, 12:55 PM
    Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 01:02 PM
      Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 01:07 PM
        Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 01:11 PM
          Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 01:25 PM
            Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 01:53 PM
              Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 02:07 PM
                Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار جمال ود القوز08-30-19, 02:49 PM
                  Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 03:12 PM
                    Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 03:14 PM
                      Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-30-19, 04:01 PM
                        Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار نعمات عماد08-30-19, 05:02 PM
                          Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar08-31-19, 12:53 PM
                            Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar09-01-19, 10:49 AM
                              Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar09-05-19, 04:10 PM
                                Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار النذير بيرو09-06-19, 07:58 PM
                                  Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar09-18-19, 02:54 PM
                                    Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar09-18-19, 03:16 PM
                                      Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار تماضر الطاهر09-18-19, 03:39 PM
                                        Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار عمار عبدالله عبدالرحمن09-18-19, 09:26 PM
                                          Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar09-21-19, 03:50 PM
                                        Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar09-21-19, 03:48 PM
                                          Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار Biraima M Adam09-22-19, 03:32 PM
                                            Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar09-23-19, 05:00 PM
                                              Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار عمر التاج09-23-19, 08:42 PM
                                                Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar10-07-19, 03:24 PM
                                                  Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar10-07-19, 03:40 PM
                                                    Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار adil amin10-08-19, 04:07 AM
                                                      Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار Ahmed Yassin10-08-19, 04:42 AM
                                                        Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar10-21-19, 01:51 PM
                                                          Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar11-14-19, 05:01 PM
                                                      Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar10-21-19, 01:52 PM
                                                        Re: رواية( عشب لخيول الجنجويد) مصطفى بشار mustafa bashar12-07-19, 12:36 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de