ما يدور في رحى استغرابي . . تلك المقالات والمنشورات والملصقات وغوغائيات على منصات ومسارح الإعلام من مرأي ومكتوب ومسموع سواء على الصحف أو وسائل الاتصال الاجتماعي أو التلفاز. . مازال بعض الراصدين فكر التيار المعاكس لتيار الفرحة التي تعم الوطن. .
ما زال هناك من ينتقد بعجل حيثيات الحراك السياسي وبدون روية وبدون تعقل وبدون تدقيق بل وبإسلوب أحمل يا حماري ولا تسألني . .
نقرأ تلك الهجمات المضادة على إتفاق توقيع السلام للمرحلة الانتقالية. . نقول لا بأس من حرية الرأي بالتأكيد ولكن نقول الحرية أيضاً لها توقيرها واحترامها وهناك حدود لكل شئ فالحرية حتى ببلاد العم يافث لها حدود . .
نحن الآن في مرحلة ما قبيل صب قاعدة الوطن بخليط من خام الحرية والسلام والعدالة ونحن للأسف بدأنا نتعارك على حلبة تبن من تحته ماء وتناسينا نحن بأن بجانب أرضنا تلك التي شيدنا عليها هذه الحلبة الواهية زبالة ثلاثين عاماً. .
علينا أن ندرك أننا في هذه المرحلة علينا التعاضد والتماسك وما دام غالبنا ارتضى هذا الاتفاق. . علينا أن نعمل بيد على يد وننسى الجعجعة التي سوف لن نرى منها طحيناً. . وأهم ما نركز عليه في هذاه المرحلة أن نبحث عن حلول ما يواجهه الوطن من صعوبات وعثرات لتحقبثيق زهو الأرض بما لديها من موارد وما للوطن من عقول وما له من ثروات حيوانية وزراعية ومعدنية وسمكية وبترولية وهذا ما تفتقده غالب البلاد في العالم بل ما تفتقده الدول التي تعدُّ من الدول العظمى. .
ونحن في مرحلة من فَكَّرَ أثمر. . بدل أن نتقارع في أمور غلاط وبيزنطية . . لا بد من التفاكر في المراحلة القادمة. . اقتصاد. . اجتماع. . صحة. . أمن. . تعليم . . إلخ من أساسيات قوامة الوطن من ازدهار وتطوير ونماء وكل له وارده من دلوه. .
العالم الآن شهد علينا وليس لنا. . ! أننا وقعنا التزاماً لشعبنا تبنته تلك القوى المسماة قوى التغيير والمجلس العسكري. .لا نريد أن يضحك علينا العالم بعد أن ضحك لنا. . هو ينتظرنا ماذا نحن فاعلون بعد توقيع وثيقة السلام هذه وهم بالتأكيد لن ينظرون إلى بواطن الأمور كما ينظر. إليها السوداني. . لذلك علينا أن نرى بأن هذه فرصة تاريخية مواتية أن نرسم خارطة الطريق بنجاح وبدقة يصعف فشلها بحول الله ولنجعل تلك الهنات والأنات مما سقط من المتاع ولا ننظر إليه نظرة الذي فارق أمله. . علينا أن ننظر إلى ما يثقل كاهلنا من خيرات الوطن ولنضع أيدينا وقلوبنا عليها بعضها فوق بعض ونغطيه بغشاء التفاؤل والأمل ولنزيل بعضدنا عثرات مسار غدو قافلتنا نحو مستقبل أزهر . . ولننحي الصغائر ونزف الكبائر زفاً حتى تلج من سم الخياط فالمستحيل يهاب مارد الجدية وحب الوطن وإن كان قزماً لأنه يعلم ستكون يوماً هامته تلبس الثريا تاجاً وقدمه الذهب على الثرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة