|
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا (Re: Idris Logma)
|
منذ خلافة يزيد وإلى يومنا هذا ما نزال نعمل بفتوى مروان بن الحكم حين استولى على الحكم بعد يزيد فقال: (الملك بعد أبي ليلى لمن غلبا). وأبو ليلى هذا ما هو إلا مروان. وقد صدقت رؤيته وأجيزت فتواه ولم يأتِ من يجرؤ بفتوى غير فتواه إلى يومنا هذا. أليس الحكم عندنا لمن غلب؟!!! وما صدام إلا تلميذ نجيب لأولئك الجبابرة العتاة الطغاة. هكذا كنا بالأمس، وهكذا أصبحنا اليوم، وعليها سنلقى الله.
فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
ليت الذي سبق من سطور أوجعك وجعاً، وأفزعك فزعاً، وهزك هزاً قارئي الكريم؟ ألم أقل في صدر مقالي إن الحقيقة موجعة مفزعة مؤذية ترعب الراعي والرعية؟ ولأننا أمة ترضى أن تساق بالعصا، لذا فالحاكم عندنا يجب أن يكون طاغية مستبداً، (إنما العاجز من لا يستبد). هذا شطر بيت من الشعر لعمر بن ابى ربيعة نردده حكاماً ومحكومين؟!!! إذا استبد حاكمنا فذلك نهج سليم قويم لا شية فيه. أما إذا أخطأ و(دقس) ورأف بنا، وأنصفنا، فهذا ما يدفع للدهشة والذهول والفضول. فنحن مندهشون مذهولون، وسنظل مندهشين مذهولين إلى قيام الساعة من عدل العمرين (عمر بن الخطاب، وعمر بن عبدالعزيز)، وتلك فلتة في تاريخنا نبكي على جدرانها كلما استبد بنا حاكم. فالحاكم عندنا رغم تجبره وطغيانه نراه اعدل العادلين، وأزهد الزاهدين، وأعبد العابدين، بل قل إمام المتقين. هذا ما وقع لصدام فقد ظننا أنه ارتقى بسلم إلى السماء حتى كاد يكون نبياً، يوم أن كتب (الله أكبر) على علم العراق، وجيوش الحلفاء تقف متحفزة على أبواب بغداد الرشيد. فخطب وده المتملقون، وزحف نحوه المرجفون، وتدافع عليه المريدون، كأنهم حمر مستنفرة، وزينوا له كل فعل مشين (احتلال الكويت)، وهتفوا وانشدوا: (لا فارس إلا صدام ولا سيف إلا الضرغام)، ومن الضرغام غير صدام. حتى وَلِهْ بعضنا بحبه، وألحقنا نسبه بالعترة النبوية. ومن يريد الاستزادة من ذلك الأدب الرفيع فليراجع ما قاله المرابدة في حقه، فقد قالوا في مربدهم السنوي في صدام، ما يناهز قول ابن هانئ الأندلسي في المعز لدين الله الفاطمي، في قصيدته الشهيرة (ما شئت). أتدرون ما قال ابن هانئ؟ اللهم إني ابرأ اليك مما قال ابن هانئ:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنمـا أنت النبي محمـد وكأنما أنصـارك الأنصـار
وهل تريد ان تعرف ما قال شعراء المربد:
فبعث الموت شئ مستطاع وموت البعث شئ مستحيل
وما البعث عندي إلا صدام، أم ماذا فهمت قارئي العزيز؟
ومن الناس من انفعل بصدق دون نفاق، وأخذته الهاشمية بكلتا يديه ومنكبيه، لأنه ظن أن خالداً أو معتصماً، أو صلاح الدين بعث من جديد على شواطئ دجلة والفرات. هذا ما وقع لبعض الناس، ومنهم شيخنا السوداني لحماً ودماً، ابن سليل الصالحين.
صليت يوماً خلف اخاه (الشيخ عوض عمر) صلاة الاستسقاء بعد أن خطب فينا يوم الجمعة بمسجد أم درمان الكبير، وأمرنا بأن نصوم السبت والأحد والاثنين، ونأتي لميدان العرضة بأم درمان صباح الاثنين بأوضع الثياب. كان ذلك في السبعينيات من القرن الماضي. وما أن فرغنا من الصلاة، وتفرقنا لشؤوننا، حتى تجمعت السحب وأرعدت السماء وأبرقت. ويممت نفسي أطلب الخرطوم، وقبل أن تعبر السيارة (كوبري ام درمان)، أنزلت السماء ماءً مدراراً، حتى تصدعت الجدران، وتهدمت البيوت والحيطان، ومن بين ما انقضّ جدار بيت شيخنا الذي أمنا في صلاة الاستسقاء.
نعود لاخ ذلك الشيخ الصالح الجليل، وفي مقالي هذا ما هو إلا رمز لكل إسلامي وقف يمجد صداماً وينافح عنه. فقد رأيته بأم عيني في التلفاز والعبرة تأخذه حتى كاد ينفجر باكياً أمام صدام وجمع من الخلق، أو هكذا بدا لي أنه فعل. ولكن هل لي أن اسأل شيخنا الذي لا أشك أن دموعه ما تساقطت إلا خشية لله، هل لي أن اسأل شيخنا ومن يرمز اليهم أسئلة ثلاثة:
أول سؤال: من الذي مثل العراق في المؤتمر الإسلامي المنعقد بالكويت في يناير 1987؟ هل بعث صدام بسيبويه صاحب مدرسة البصرة، أم بالكسائي صحاب مدرسة الكوفة؟ أم تراه بعث بالنعمان صاحب المذهب الحنفي! بل تراه انتدب امام التصوف الحسن البصري؟ أو فضل عليه شيخ الصوفية عبد القادر الجيلاني؟ دع عنك آل بيت الهدي الذين قبروا بالعراق، فهؤلاء اتباعهم الشيعة فلا يجوز ان نراهم في محفل دولي.
أمة أنجبت كل هؤلاء الرجال، أتعجز أن تجد من المسلمين العراقيين من يمثلها في مؤتمر القمة الإسلامي الذي يؤمه الملوك والرؤساء والأمراء المسلمون، فتصيب الحيرة هذه الدولة التي حكمت العالم الإسلامي حكماً وعلماً وفقهاً لقرون عددا، وتعجز أن تجد من بين هؤلاء أحد يمثلها وتدفع بمسيحي لا يتردد على الكنسية إلا لماماً، يشغل وظيفة نائب رئيس مجلس الوزراء ليمثل أمة من أعظم الأمم الإسلامية تاريخاً وحكماً وعلماً وحضارة؟
وسؤالي الثاني: إلى أي من المتقاتلين كان يذهب مال وسلاح ورجال مخابرات بطل القادسية خلال الحرب الأهلية في لبنان؟ إنه لم يسع إلى الصلح بينهم ولكنه اتخذ موقفاً، إذن أين كان يقف؟
أما سؤالي الثالث والأخير فهو: إلى أي فئة أو راية انحاز صدام بماله وسلاحه، عندما كان الصرب يذبحون رجالنا ويقتلون أطفالنا ويستحيون نساءنا في البوسنة؟
إن عرف شيخنا الإجابة على أي من الأسئلة الثلاثة فليستغفر لذنبه، وإن جهل الحقيقة فإن المصيبة أكبر. ألم اقل لكم إننا أمة بلا ذاكرة! فصدام في الحربين الأهليتين كان مثله مثل أهل بدر، فئة بالعدوة الدنيا، وأخرى بالعدوة القصوى.
وإلى مقالنا الثاني في بحر أسبوع من اليوم تحت عنوان
(أم على عقول أقفالها: قادسية صدام، وتجرع الأمام الخميني السم)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كالبعث العربى الاشتراكي | Idris Logma | 08-14-19, 07:00 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 08-14-19, 07:13 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-14-19, 07:16 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 08-14-19, 07:23 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-14-19, 07:33 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-14-19, 07:36 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Gafar Bashir | 08-15-19, 09:04 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 08-18-19, 11:57 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 08-29-19, 11:20 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | ترهاقا | 08-30-19, 03:45 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-30-19, 04:35 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-30-19, 04:42 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Deng | 08-30-19, 06:41 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-30-19, 06:45 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Deng | 08-30-19, 06:55 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-30-19, 07:02 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Deng | 08-30-19, 09:20 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-31-19, 05:52 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | محمد عبد الله الحسين | 08-31-19, 06:56 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | دفع الله ود الأصيل | 08-31-19, 07:36 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-31-19, 07:55 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-31-19, 08:02 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | دفع الله ود الأصيل | 08-31-19, 09:20 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | جمال ود القوز | 08-31-19, 09:29 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 08-31-19, 10:14 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 09-02-19, 01:03 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 09-02-19, 00:46 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 09-02-19, 00:40 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 09-02-19, 04:24 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 09-02-19, 04:25 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Deng | 09-02-19, 01:02 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | كمال عباس | 09-02-19, 01:44 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 09-02-19, 03:15 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | كمال عباس | 09-02-19, 03:33 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | adil amin | 09-03-19, 04:45 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | كمال عباس | 09-03-19, 12:57 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | كمال عباس | 09-03-19, 01:42 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Ali Alkanzi | 09-05-19, 07:10 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Idris Logma | 09-05-19, 10:12 PM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Ali Alkanzi | 09-07-19, 10:50 AM |
Re: هل الشعب السوداني فى حاجة الى حزب عنصري كا | Ali Alkanzi | 09-07-19, 11:03 AM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|