هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة مدنية في السودان؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2019, 05:38 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � (Re: حسين يوسف مكى)

    Quote: بعدين مصطلح (جلابي) عاوز ضبط علمي عشان نعرف نتناقش بعلم.

    • تعريف الجلابة:
    الجلابة هم تلك الفئة من التجار التي نشأت مع بداية الحكم التركي المصري, من أفراد ومجموعات من أبناء القبائل العربية في وسط وشمال السودان, وبعض أفراد النوبيين المستعربين من شمال السودان.
    آثار الجلابة في الواقع
     على المستوى الاقتصادي:
    هم أكثر الفئات التي استفادت من تجارة الرقيق التي كانت أساس رؤوس الأموال لغالبيتهم , حيث لم تكن المسالة تختلف كثيرا عن مهنة الصيد , فكانوا يقومون باصطياد العبيد وبيعهم محليا أو تصديرهم إلى مصر والجزيرة العربية أو إرسال بعضهم للقيام بكافة الأعمال اليدوية في شمال ووسط السودان ((موطن الجلابة الاصلى)) ثم أنهم يستغلون ثرواتهم هذه التي أسسوها من تجارة المحاصيل والمنتجات الحيوانية بعملهم كوسيط بين المنتج وكبار التجار (( الذين هم أبناء العشائر القبلية والدينية)) والحكومة . وكل ذلك يصب في النهاية في مصلحة شمال ووسط السودان. وهذا أهم عنصر في إشكاليات التطور غير المتكافئ الذي لازم المجتمع السوداني.
     علي المستوي الاجتماعي :
    فقد كون هؤلاء الجلابة تحالفات فيما بينهم على قاعدة أنا وابن عمى على الغريب, ومن المؤكد انه كلما كثرت ثروات البعض منهم فإنهم يقومون بالارتباط بالشرائح العليا في سلم العشيرة العربية لتطور المكانة الاجتماعية من خلال المصاهرات المزدوجة مع زعماء العشائر القبلية والدينية والتعاون فيما بينهم في تحالف تلقائي من جانب آخر.
    بالإضافة إلى ذلك فبحكم عملهم كتجار فقد احتلوا المواقع الإستراتيجية وامتلكوا العقارات ذات القيمة في كل المدن السودانية وكونوا ( المجتمع المدينى) وهذا ما ظل ملازما لبنية المدن في السودان حتى الآن .
     على المستوى السياسي:
    أولا : بحكم انتشارهم وارتباطهم مع بعضهم البعض فقد كانوا يمثلون الجهاز (الدعوى) (الايديولوجى) الذي يشكل الراى العام مع أو ضد السلطة الحاكمة .
    ثانيا : كان وما يزال أبناء الجلابة هم أكثر الفئات المستفيدة من المؤسسات التعليمية عبر تاريخ السودان , ولان أغلبية المتعلمين هم أبناء هؤلاء الجلابة فان هذه النقطة بالغة الأهمية في عملية صياغة الخطاب الرسمي وتعميمه وهى النقطة التي تفسر أهم عناصر (المسكوت عنه) و (المخفي) و (المغيب) في الخطاب الرسمي. وهى العناصر المتعلقة بمصادر الثروات في السودان. والمسالة الثانية هي محاولات الخطاب الرسمي اليائسة للتستر على مسالة تجارة الرقيق ودور الجلابة في ذلك خاصة عندما يجرى الحديث عن قضية التطور غير المتكافئ لأجزاء السودان.
    • كيف يفكر الجلابة ؟
    يفكرا الجلابة وفق معايير الثقافة العربية الإسلامية , وهذه المعايير هي التي تشكل المرجعية للذهن التصنيفي ((ذهن المركز)) والذي يشكل المحور في بنية الصراع في جدلية المركز والهامش , وبالتالي كيف يعملون انطلاقا من هذا التفكير ونتائج ذلك في واقع الحياة المدنية والسياسية والاقتصادية .
    ولمعرفة المعايير الأصلية التي تشكل مركزية الثقافة العربية الإسلامية نقوم بمناقشة الإشكاليات التي تعانى منها الثقافة العربية وهى :
    (1) التشدد العرقي القائم على بنية النظام( الابوى) المتشدد على المستوى الاجتماعي :
    ففي معادلة التزاوج الأحادية الاتجاه , والتي يأخذ فيها الكيان العربي ولا يعطى, تم طبع أجزاء عديدة من شمال و أواسط السودان بالطابع العربي عرقيا وثقافيا, وعبر الاسلمة _ اى التحرك عبر المقدس (( الدين الإسلامي )) تم ويتم التوسع .
    وتقوم معادلة التزاوج الأحادية الاتجاه (( الاستعراب العرقي/ والثقافي)) على تزوج الرجال العرب بنساء الآخرين. وتكون الذرية عربية ولايعترف بمكونها الآخر. والبنات يتزوجن حصريا في الكيان العروبى. أما الأبناء الذكور فيواصلون طريق الأسلاف, وهكذا بمرور الزمن ينمو الكيان العربي علي حساب الكيانات الاخري التي تتآكل في نهاية المطاف.
    أما الاسلمة فعبر الدعاة – الفكي – والطريقة الصوفية ومؤسسات التعليم الحديثة لاحقا – يدخل الناس الإسلام وهو بالطبع يتضمن( أيديولوجيا العروبة)خاصة في تفسيراته السنية ومبرراته لعلوية المؤمن والعربي وتشريعاته في حصر زواج المسلمة. وتلقائيا يصبح العرب أو بالحد الادني يتم تصويرهم علي أنهم (( اعلي شانا عرقيا )) باعتبارهم علي الأقل (( حاملي الرسالة الأصليين )) وهكذا يواصل الكيان العربي تغلغله وسط المجتمع, وتبقي المشكلة فيما يولده هذا النهج من ممارسات الاستعلاء العرقي والاجتماعي خاصة في وجود التعددية والتباين العرقي والثقافي في ظل هيمنة الكيان الاسلامو عروبي علي جهاز الدولة .
    (2) الاقتصاد الطفيلي = احتقار المهن والحرف والعمل اليدوي علي المستوي الاقتصادي :
    معروف تاريخيا عن العرب والثقافة العربية ومن ثم الثقافة الإسلامية العربية احتقار المهن والحرف والعمل اليدوي باعتباره عمل العبيد أو الموالي. فحتي القطاع الحضري – غير الرعوي – يتبني هذا النمط من الاقتصاد القائم علي استثمار السلطة والتجارة التي لا تهتم بالإنتاج . ومن ثم التمسك بالجوهر العبودي في تقسيم العمل وهذا الوضع يتطلب بالطبع فرض ((هويات)) جزئية في المجتمع أي ((سادة , أحرار , عبيد ))
    (3) النزعة الاستبدادية المتشددة علي المستوي السياسي:
    فبسبب نظام التراتيبية الاجتماعية القائمة علي التشدد العرقي , ونمط الاقتصاد الطفيلي الذي يستلزم ليس فقط امتلاك السلطة بل الاستبداد بها فقد كان وما يزال وعي السلطة في هذه الثقافة العربية وعيا استبداديا, لان الذي يجد نفسه في مرتبة اعلي في سلم العشيرة فأنه لن يقبل بمشاركة الادني منه ناهيك عن الآخر .
    ونجد انه بعد تأسيس الدولة السودانية الحديثة أصبحت الثقافة الإسلامية العربية هي السيد. والسيد في هذه الحالة هو الذي يخرج معاييره القصوى ونظرته الخاصة لفرضها علي الواقع المتعدد ثقافيا ودينيا ..... الخ , والمعايير القصوى في المجتمع هي معايير ذاتية مرتبطة بالهوية . ولذلك فان المعايير المختصة بالتمييز الاجتماعي غير العادل, تبدو غير مزعجة بالنسبة لحاملي الثقافة العربية الإسلامية , وقد تصل إلي درجة الطبيعي لديهم ويصبح المنطق مقلوبا في الواقع , فبدلا من أن يكون الإسلام – حسب النظرية الإسلامية – حجة علي العرب الاستعلائيين يتحول إلي حجة لهم علي الاستعلاء .
    والواقع انه في الوضعية التاريخية (( جدلية المركز والهامش )) فان وضع سكان السودان الأصليين هو وضع (( الموالي أو العبيد )) لأنه أدت تجارة الرقيق إلي تعميق الفارق بين الشمال والجنوب , حتى أصبحت كلمة رقيق أو عبد تعني أفراد تلك القبائل سواء وقعوا في اسر الرق أو لم يقعوا . وازداد إحساس القبائل في الشمال بالتفوق العرقي الذي غزته قدرات الجلابة الاقتصادية .
    ونلخص أهم معايير الثقافة العربية الإسلامية في الأتي :
     التشدد العرقي القائم علي بنية النظام (( الأبوي )) المتشدد علي المستوي الاجتماعي .
     الاقتصاد الطفيلي = احتقار المهن والحرف و العمل اليدوي علي المستوي الاقتصادي.
     . النزعة الاستبدادية علي المستوي السياسي.
    هنالك نقطة يجب توضيحها وهى ان مؤسسة الدولة السودانية منذ قيام دولة الفونج فى عام 1500م وتكوين الدولة السودانية الحديثة فى عام 1821م إعتمدت علي الثقافة العربية الإسلامية للتمكين لحكمها وتم تكريس الثقافة العربية الاسلامية بشكل أوسع مع الثورة المهدية ، ومن ثم إستغلال الحكم الإنجليزي المصري للتنافس بين طائفتي الأنصار والختمية في توطيد دعائم حكمه ، الي أن أصبحت الثقافة العربية الإسلامية هي الثقافة الرسمية في الدولة السودانية وتم فرضها بواسطة السلطة السياسية في عهد الحكومات التي تعاقبت علي الحكم في السودان بعد خروج المستعمر ونتاج لذلك فرضت الدولة الهوية الاسلامو عروبية علي السودان والتى اصبحت الثقافة الرسمية للدولة (اى الايديولوجيا الرسمية) وبالتالى اصبحت ثقافة الوسط الاسلامو عروبى هى ثقافة المركز فى مقابل تهميش بقية الثقافات السودانية ولهذا يجب ان نمييز بين مصطلحى ((الاسلاموعروبية)) و((الثقافةالاسلامية العربية)).فمصطلح ((الاسلاموعروبية)) يعنى الوعى الاجتماعى ـ الثقافى ((اى الايديولجى)) القائم على الاسلمة والاستعراب والذى تم به تشكيل طبيعة الدولة السودانية وبالتالى اصبح السلوك العام يحدد بناء على هذا الوعى الاجتماعى ـ الثقافى .
    اما ((الثقافة الاسلامية العربية)) فهى مجموع التراث العربى الاسلامى فى حال ان يكون مجرد من اى مضامين ايديولوجية مرتبطة بالمصالح الحياتية لمجموعة معينة من البشر .حيث اننا نجد ان الدولة تستخدم فى تمرير سياسات التمركز والتهميش ((الثقافة العربية الاسلامية)) والتى لاينبغى ان نحملها مسؤلية ذلك لوحدها .
    المراجع:
    *ابكر ادم اسماعيل (1997) جدلية المركز والهامش (3اجزاء) الخرطوم

    *محمد جلال احمد هاشم (1999) مفهوم التهميش وتحديات العمل المشترك








                  

العنوان الكاتب Date
هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة مدنية في السودان؟ د. بشار صقر08-11-19, 11:35 AM
  Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � جمال المنصوري08-11-19, 01:45 PM
  Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � Mohamed Adam08-11-19, 02:14 PM
    Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � النصرى أمين08-11-19, 02:44 PM
      Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � adil amin08-11-19, 03:22 PM
        Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � عبداللطيف حسن علي08-11-19, 08:39 PM
          Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � زهير عثمان حمد08-12-19, 09:00 AM
            Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � د. بشار صقر08-13-19, 04:40 PM
              Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � زهير عثمان حمد08-13-19, 04:53 PM
                Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � ترهاقا08-13-19, 05:05 PM
                Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � د. بشار صقر08-13-19, 05:05 PM
                  Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � زهير عثمان حمد08-13-19, 05:17 PM
                    Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � د. بشار صقر08-13-19, 05:21 PM
                  Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � حسين يوسف مكى08-13-19, 05:32 PM
                    Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � اسماعيل عبد الله محمد08-13-19, 05:38 PM
                      Re: هل يستطع عقلية الجلابي السطحية بناء دولة � د. بشار صقر08-13-19, 05:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de