قرأت مقال فورن بوليسي .. المقال كتب بمنهجية أهملت تفاصيل الثورة السودانية ودور الجماهير في قيادتها بالشكل الذي جعل من الأجسام السياسية والنقابية تلهث وراء قيادة الشارع للثورة.
كانت هذه المنهجية لتكون صحيحة لو ان مخطط اللجنة الأمنية قد تم تمريره على الثوار الذين عادوا لمنازلهم وهم غافلون عما يحاك..
ولكن ذلك لم يحدث ..
ففي يوم ١٢ أبريل حدث اول انقلاب كبير في مخطط اللجنة الأمنية واجبرت الجماهير ابن عوف وقوش على التنحي ..
قوش الخارق بحسب فورن بوليسي!!
من فرط امساكه بخيوط اللعبة ودهاءه قرر طوعا ان يغيب عن المشهد قليلا.. لا جماهير خرجت مطالبة بذلك ولا ثائرات عاليات كما الشموس هتفن فليسقط!!
انحراف مسار المخطط في تغيير ديكوري كان من الممكن تصويبه وإعادة تشكيل المخطط والمناورة بتغيير بعض الأسماء
ولكن .. ومن جديد .. يجبر الشارع السوداني اللجنة السياسية على الاستقالة ويهزم المناورة التي كانت تهدف لفرض المخطط من جديد ..
تلك كانت لحظة مفصلية ثانية في طريق هزيمة مخطط اللجنة الأمنية
وبديهي اللايكون اللاعبون الأساسيون من يديرون خيوط اللعبة كما يريدون ويشاءوا هم قوش واللجنة الأمنية بالإضافة ل بعض القيادات السياسية .. والا لجاز ان نقول انهم ينقضون غزلهم بيدهم .. وذلك لا يجوز بداهة..
وإنما كان هو الشعب السوداني من يقوض باحترافية ثورية ووعي سياسي عالي جدا ذلك المخطط.
ولكن فورن بوليسي لا تعلم!
هنا .. عند هذا المفترق الثاني .. ظهر التخبط واضحا في أداء المجلس .. والعسكر يعملون وفق خطط مسبقة وتكتيكات محفوظة ومن النادر جدا ان يجدوا أنفسهم في حاجة لابتكارات يومية و مناورات سياسية مفاجئة
رأينا آنذاك حميدتي يرتجل المناورات البائسة والتي يعلم القاصي والداني نتيجتها المخيبة بل والكارثية في أحيان كثيرة.
ثم وكانت قاصمة الظهر مجزرة القيادة..
حديث فورن بوليسي عنها كتكتيك رابح كلام يطابق تماما جهل الذين كتبوا المقال واعدوه.. جهلهم بسردية الثورة السودانية وعظمتها والوعي الكبير لثوارها
كانت مجزرة القيادة الهزيمة المدوية لبقية مخطط اللجنة الأمنية.
لا اعتقد ان في التاريخ الحديث ان حدث لأي عملية سياسية ان فقدت سندها الشعبي المتآكل اصلا كما فعلت مجزرة القيادة بالمجلس العسكري كمنفذ لمخطط اللجنة الأمنية..
نعم استمر المجلس ولكن .. في ذلك اليوم بالتحديد .. هزم مخطط اللجنة الأمنية بتغيير فوقي لا يمس جذور النظام القديم.
فورن بوليسي ومحرريها الكسولين اظن ان معلوماتهم حول ما جرى في السودان تكاد تكون معدومة
ربما تعاملوا ب model جاهز للاضطرابات في أفريقيا حيث يسيطر ديكتاتور بائس وبعض رجال الأمن الأقوياء وزمرة من الساسة المرتشين على مسار الأحداث.
كل ما عليهم وفقا لهذا المودل ان يعبأوا الأسماء ومن ثم تأتي مخرجات الموديل بالمقال وخلاصاته
لا
لم يحدث ذلك في وطني
هذه ثورة عظمى أكبر من مجرد Model جاهز لقراءة وتحليل الاحداث
جال بخاطري الان الفيتوري في المقام
لن تبصرنا بمآقٍ غير مآقينا لن تعرفنا ما لم نجذبك فتعرفنا وتكاشفنا أدنى ما فينا قد يعلونا يا ياقوت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة