اراك قد صببت جام غضبك على برهان ومجلسه بسبب انهم لم يقدموا واجب العزاء لعمر البشير المخلوع في وفاة والدته ، رحمها الله فهى كأم لا دخل لها في جرائم أولادها ، كنت أتمنى ان يتسق ضميرك مع المبادئ والقيم التي ناديت بها ، القيم السودانية السمحة ، بعيدا عن القيم الإنسانية والدينية الى كان يتاجر بها الرئيس المخلوع ، انت تعرف جيدا كم فجع كثيرون من كانوا في قبضة عمر البشير في اعزاءهم ، فيهم من فجع في امه وفيهم من فجع في والده ومن فجع في فلذة كبده ومع ذلك لم يسمح لهم نظام عمر البشير بالخروج من الحبس ولا تلقى العزاء كما سمح للبشير بالخروج ، والانكى ان كل أولئك لم يرتكبوا اى جرم في حق الوطن ولا المواطنين ، كانوا وطنيين رأى عمر البشير انهم يختلفون معه في حكمه وطريقة حكمه ، ليست كمثل البشير يداه ملطخات بالدماء وذمته وذمة اخوانه مليئة بحقوق الوطن والمواطنين ، وكثير من الناس يتذكرون القصة المحزنة لوالدة مجدى محجوب وهى تذرف الدموع وتهرول بين صفا أعضاء مجلس الانقلاب ومروة السجن كوبر تحاول ان توفر لبنها حياة من بين براثن عمر البشير وزبانيته ومع ذلك لم يرف لهم جفن ولم يرق لهم قلب فقضوا على حياته دون جرم ارتكبه ن هل كتبت عن ذلك ، هل عاتبت عمر البشير او الزبير او نافع ، هل صببت جام غضبك عليهم ، ونتذكر جيدا عندما قبض على الدكتور امين مكى مدنى والأستاذ فاروق أبو عيسى ولفقت لهمما مواد اتهام تؤدى الى حبل المشنقة ، في اثناء حبسهما صادف ان كان عقد قران ابن الدكتور امين مكى مدنى فطلب ان يسمحوا له بالخروج لحضور مراسم عقد الزواج ثم الرجوع ومع ذلك لم يسمح له عمر البشير ونظامه ، هل كتبت عن ذلك ، ام ان ضميرك لا يذهب ولا يرق الا الى الطغاة المغضوب عليهم من شعبهم ، لا ادرى ماذا يستفز قلمك ويتثيره نحو الكتابة ، هل يستثيره ما يحيق بأقربائك ام أولياء نعمتك ونفس ما يحدث لبقية خلق الله وعياله في ارض السودان ليذهبون الى الجحيم . لقد انقضى نظام عمر البشير ونظام الاخوان المسلمين الى غير رجعة ، أتمنى ان تراجع حساباتك وان تمنح نفسك استراحة بعيدة وتعيد ترتيب بيت ضميرك ومداد قلمك وان تتسق مع ما تنادى به من القيم الحقة ، قيم التعاضد والتكافل والتراحم السودانية ، وقيم حقوق الناس وحرياتهم ، لقد ثبت بما لا يدع مجال للشك بأن الظلم ليلته قصيرة وان الزبد يذهب جفاء وسيبقى ما ينفع الناس طال الزمن ام قصر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة