لقادة الشيوعي بهدؤ

Quote: موقف الحزب الشيوعي الذي أعلنه أمس من الاتفاق بين المعجة وقحت، برفض الاتفاق وعدم المشاركة في هياكل السلطة الناتجة عنه، يبدو -في ظاهره- كموقف ثوري وسليم، وذلك صحيح لو تعاملنا مع جوهر الموقف وتعامينا عن توقيته أو ما استند إليه، وهيهات، لأن مضمون الاعتراضات التي تضمنها موقف الحزب تتعلق بما اتُفِق عليه في ذاته، لا بمشكلة في صياغة ذلك الاتفاق، والفرق كبير. كل القضايا التي تضمنها تبرير رفض الحزب الشيوعي للاتفاق، عدا الخلاف حول معنى "اعتماد" المجلس السيادي لبعض القرارات (والتي تعتبر قضية تتعلق بالصياغة) هي قضايا حُسمت بعلم قيادة الحزب خلال مسيرة التفاوض المتعرّج الطويل، بل حُسم أكثرها حتى قبل مجزرة فض الاعتصام، وهي فعلا مسائل معيبة إما لم تُعالج كما يجب أو أغفلها المفاوضون، لكن الحزب الشيوعي ظل حاضرا طوال مسيرة التفاوض حتى لحظته الأخيرة، وممثله المهندس صديق يوسف ظل حتى الأمس القريب يقدم الشروحات والتوضيح حول ما تم الاتفاق عليه، التحفظ أو الاعتراض المنطقي الوحيد المقبول حاليا ممن شارك في التفاوض يكون في حال أن يختلف ما تمت صياغته في الوثائق النهائية عما تم الاتفاق عليه، غير ذلك فهي طهارة ثورية اُلعبانية وشغل بتاع دراما كوين. الاتفاق قاصر ومعيب في جوانب كثيرة، وكان الأجدى منذ البداية أن لا يتشعب التفاوض مع المعجا لما يتجاوز قضايا التسليم الفوري للسلطة أو تستمر الثورة، لكن بذات الوقت، فإن لجوء الحزب الشيوعي الآن لنقض غزل الاتفاق كله لا يعدو أن يكون ضربا من اليسارية الطفولية، تود قيادة الحزب الشيوعي فقط أن تتكسب بمصارحة الشعب أن الحصى هو ما ظل يُطبخ على نار التفاوض كل هذا الوقت، ونحن أبرياء، كنا بنسوط معاهم دون معرفة ما يحتويه القِدر، وهذا قول ليس من الرشد السياسي في شيء ولا يليق. إن كان ذلك كذلك بالفعل، فقد شاركت قيادة الحزب في تضليل وتخدير الجماهير لوقت ليس بالقصير. محمد حسبو