الصادق المهدي وترتيبات المجلس العسكــــري ـ (مقال محمد النعمان)

Quote: *الصادق المهدي وترتيبات المجلس العسكري* محمد النعمان الخلاصات المنطقية التي سيتوصل إليها أي عاقل عبر تحليل تصريحات الصادق المهدي التي أدلى بها بعد فض الاعتصام ستؤكد له بأن الصادق المهدي يقود خطاً سياسياً يدعم ترتيبات الانقلابيين لمرحلة ما بعد فض الاعتصام. - أدان الصادق المهدي فض الاعتصام ووصفه بأنه كان "غير مبرر". وطالب المجلس العسكري بتحمل مسؤوليته ومحاسبة *"كل من تورط في هذه الجريمة"*. فرغم الجرائم النكراء والعمالة المزرية فإن المجلس الانقلابي لا يزال، عند الصادق المهدي، هو الجهة التي تحاسب غيرها. - على المستوى السياسي، مستوى طق الحنك، أعلن الصادق المهدي بأن فض الاعتصام يمثل "فراقاً بين الثورة الشعبية *ومن كانوا وراء هذا الهجوم الغادر"*. استخدم الصادق المهدي هذه اللغة التجهيلية التي تتحاشى تعيين المجرم وتسميته لأن الصادق المهدي ببساطة لا يريد إدانة المجلس العسكري. بل ذهب الصادق المهدي إلى أن يطلب من المجلس الانقلابي محاسبة *المتورطين* وكأنهم كانوا قد تلقوا أوامرهم من آلهة غير مرئية. - أفادت وسائل الإعلام بأن وزير شؤون أفريقيا السعودي شدد على أهمية العودة إلى الحكمة والحوار لحل المشكل السوداني. - بعد إيقاف التفاوض وإعلان الانتخابات خلال فترة لا تتجاوز ٩ أشهر، عاد رئيس المجلس الانقلابي اليوم إلى القول "نفتح أيدينا للتفاوض دون قيد" ومع *كل القوى*. وأعلن "ستتم محاسبة *من تثبت مسؤوليته"*. - وقد صرح حميدتي قائد المليشيا "هناك من ينتحل صفة الدعم السريع لترويع المواطنين". كما صرح بأن "المفاوضات *انحرفت* عن مسارها" و"خرجنا من نظام شمولي *وكنا سنمضي* تجاه نظام أشد شمولية". أما الخط الاستراتيجي للصادق المهدي فتتحدد ملامحه عبر التصريحات التالية: - المجلس العسكري *"لعب دوراً مفصلياً في الثورة"* - دعا في خطبة العيد قوى الحرية والتغيير *و"كافة القوى الشعبية المؤيدة للثورة بلا استثناء وبلا إقصاء"* لاجتماع عاجل. - مهمة هذا الإجتماع هي "تحديد كيفية استلام *النظام الانتقالي الجديد"*. - استكمال هذه الصورة يعتمد على مانشيت قناة الحدث: *الصادق المهدي يرحب بانتخابات حرة في السودان*. والمقصود هو ذات الانتخابات المبكرة التي يهدد بها المجلس الانقلابي. - كما أن موقف الصادق المهدي مشروح في خطبة العيد التي قال فيها إن على المجلس العسكري "الاستعداد لنقل السلطة للنظام المدني الديمقراطي المنشود *بالصورة التي يقررها ممثلو الثورة الشعبية*" وهذا موقف يلتف على كل ما سبق الإتفاق عليه من أن قوى الحرية والتغيير هي الممثل الوحيد لقوى الثورة الشعبية. - وعلى مستوى آخر، لا يمكننا عزل مواقف الصادق المهدي عن الخبر، غير المؤكد بالنسبة لي، الذي أفاد بأن المجلس الانقلابي قرر إعادة عبد الرحمن الصادق المهدي للخدمة العسكرية وترقيته لرتبة الفريق تمهيداً لمشاركته في ما سمي بحكومة تسيير الأعمال. قد يكره بعض القراء، وخاصة كوادر حزب الأمة الشرفاء، هذا الاستنباط المنطقي. وقد يكون موقفهم هذا مفهوماً لحد ما. أما الذين لا يخشون مواجهة الحقيقة دون مؤثرات أو ولاءات مسبقة فعليهم أن يدعموا موقفين: - إعلان قوى الإجماع الوطني رفضها لدعوة الصادق المهدي للإجتماع بها وبكافة *"القوى الشعبية المؤيدة للثورة بلا استثنناء أو إقصاء*". - أن تعيد قوى الحرية والتغيير النظر في تحالفها مع كتلة نداء السودان ما لم تعلن فصائل هذه الكتلة موقفاً مبدئياً واضحاً من ترتيبات الانقلابيين ومن تصريحات رئيس كتلتها التحالفية ومن مواقفه الاستراتيجية المفارقة لمطالب الثورة الشعبية. ٥ يونيو ٢٠١٩م